في الوقت الذي وصف فيه محللون وخبراء عسكريون ودبلوماسيون زيارة بوتين للقاهرة بأنها تاريخية ومهمة وتأتي في توقيت مناسب، أكدوا تفاؤلهم بنتائج مباحثات الزعيمين السيسي وبوتين علي جميع المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية، ولفتوا إلي أن الحصول علي نظامي الدفاع الجوي إس إس 300 وإس إس 400 من أهم نقاط التعاون العسكري، وأوضح الخبراء أن المباحثات فرصة لصياغة مواقف مشتركة إزاء أزمات المنطقة. وقال اللواء محمد الغباشي الخبير العسكري ان زيارة الوفد العسكري الروسي قبل ساعات من زيارة بوتين تؤكد وجود تعاون عسكري مثمر سيتم الاتفاق علي طبيعته خلال الفترة القادمة مشيرا الي ان روسيا لديها خبرة كبيرة في التعامل الأمني مع الجماعات الارهابية سواء داخل المدن أو العناصر التي تختبئ داخل الجبال بعد ان عانت لسنوات من تلك الجماعات وقد واجهتهم بأساليب نجحت في القضاء عليهم وستستفيد مصر من تلك الخبرة، اما في مجال صفقات التسليح فروسيا فلديها افضل انظمة الدفاع الجوي في العالم وهي انظمة اس - أس 300 واس اس 400 وترغب مصر في الحصول عليها في الوقت الذي تحصل فيه اسرائيل علي احدث انواع انظمة الدفاع الجوي من الولاياتالمتحدة مشيرا إلي انه قد يمتد التعاون لإمدادنا بقطع غيار بعض الاسلحة والمعدات السوفيتية التي لايزال تمتلكها قواتنا المسلحة . ويري الدكتور نبيل رشوان خبير العلاقات المصرية الروسية ان المباحثات السياسية بين البلدين عكست وجود تقاطع واضح بين أولويات الأمن القومي المصري وبين اهتمامات ومصالح الجانب الروسي في المنطقة، بما أسهم في إيجاد مساحة كبيرة مشتركة تلاقت فيها الرؤي حيال عدد من الملفات الإقليمية والدولية كالأزمة السورية وضرورة التوصل إلي حل سياسي لها، ومكافحة الإرهاب وارتباط الظاهرة باستمرار بؤر التوتر بالشرق الأوسط، وخطر تحول تلك البؤر إلي مصدر للإرهاب العابر للحدود وهو ما سيترتب عليه تدريب قوات الأمن المصرية علي افضل اساليب لمواجهة تلك العناصر . وعلي المستوي الدبلوماسي اشار نبيل العرابي سفير مصر بروسيا الاسبق ان العلاقات السياسية بين مصر وروسيا شهدت طفرة عقب ثورة الثلاثين من يونيو تمثلت في زيارة وزيري الخارجية والدفاع الروسيين إلي مصر يوم 14 نوفمبر 2013، وزيارة وزيري الخارجية والدفاع المصريين إلي روسيا يومي 12 و13 فبراير 2014، حيث تم عقد المباحثات السياسية بصيغة «2+2»، بما يجعل مصر هي الدولة العربية الوحيدة التي تبنت موسكو معها هذه الصيغة التي تتبناها روسيا مع خمس دول أخري هي الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا وإيطاليا والمملكة المتحدة واليابان، بما يدلل علي إقرار روسيا بالأهمية الإستراتيجية التي تحظي بها مصر في سياستها الخارجية. وأكد السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية الأسبق أهمية الزيارة التي يقوم بها الرئيس بوتين لمصر.و أضاف أن أهم الملفات التي ستتصدر المباحثات بين الرئيس السيسي ونظيره الروسي هي التعاون الثنائي في المجالات الحيوية مثل قطاع الطاقة وتحديث القطاع العام وإصلاح توربينات السد العالي، و كذلك مفاوضات حول إنشاء أول محطة طاقة نووية في مصر. وأوضح هريدي أن الزيارة فرصة لصياغة مواقف مصرية روسية مشتركة فيما يخص التعامل مع الأزمات التي تمر بها المنطقة العربية. كما وأشار هريدي إلي أن الزيارة ستتضمن أيضا مناقشة الملف القائم وهو «الإرهاب» والاتفاق علي أساليب لمحاربة الفكر التكفيري وتبادل المعلومات ذات الطبيعة الأمنية وتنسيق المواقف بين مصر وروسيا في المنظمات الدولية. وبدوره وصف السفير كمال عبد المتعال مساعد وزير الخارجية الأسبق زيارة الرئيس الروسي للقاهرة بأنها زيارة تاريخية وقال: نرحب بها لأننا نحتاج إلي المساعدة الروسية تكنولوجيا وصناعيا وعسكريا لبناء مصر الحديثة وإحداث توازن في علاقتنا الخارجية والتحرر من النفوذ الأمريكي الضاغط الذي تجاوز الخط الأحمر وأثر علي مكانتنا داخليا وخارجيا. وأضاف عبد المتعال «أتمني النجاح للزيارة وأن تثمر عن توقيع اتفاقيات وعقود وتنقل مصر لمستوي التحديات علي الصعيد الدولي. ولفت إلي أن أهم الملفات في المباحثات هي التعاون القتصادي والعسكري والإرهاب حيث إن الدولتين تعتبران أن الأخوان منظمة إرهابية لذا يمكن أن تساعد هيئة المعلومات الروسية مصر في مجال مكافحة الإرهاب في مصر والمنطقة العربية أيضا. ومن جانبه أوضح السفير عادل الصفتي وكيل أول وزارة الخارجية الأسبق أن الزيارة جاءت في توقيت مناسب وهي تعد المرة الثانية التي يلتقي فيها الرئيسان في أقل من عام مما يدل علي أن وجود علاقات قوية بين الدولتين. وأشار الصفتي إلي أن التقارب بين مصر وروسيا تتطلبه ظروف موضوعية وقال: «أرجو أن تثمر الزيارة عن الاتفاق علي انشاء أول محطة نووية في مصر حيث إننا تأخرنا في هذه الخطوة كثيرا.