وافق مجلس الشعب في جلسته أمس برئاسة د. فتحي سرور علي تقرير اللجنة المشتركة من لجان حقوق الانسان والدفاع والشئون الدينية والصحة، حول الزيارة الميدانية التي قامت بها اللجنة لمدينة الاسكندرية للوقوف علي أبعاد الحادث الإرهابي الذي وقع أمام كنيسة »القديسين« ليلة الاحتفال بعيد رأس السنة الميلادية. واستعرض المستشار انتصار نسيم رئيس اللجنة المشتركة التقرير حيث أشار الي ان نواب الشعب انتفضوا كما انتفض الشعب المصري كله وجميع اجهزة ومؤسسات الدولة غضبا بسبب تلك الجريمة النكراء، التي لوثت ثوب الفرح بميلاد عام جديد، واحالته ثوب حزن وحداد ارتدته مصر حدادا علي ابنائها من الشهداء والجرحي اقباطا ومسلمين. واستعرض رئيس اللجنة التي اتخذتها اللجنة، واللقاءات التي عقدتها في موقع الحادث مع المسئولين وشهود العيان. وأشار التقرير الي ان ملابسات الحادث تؤكد أن »هناك يدا أجنبية آثمة امتدت في خفاء لتدق اسفينا بين ابناء الوطن الواحد«. واشاد التقرير بصلابة وقوة الوحدة الوطنية والمواقف الحكيمة المشرفة لعدد من القساوسة الذين أعلنوا في اكثر من مناسبة ان من يقوم بعمل ارهابي لا ينتمي لمسلمين أو مسيحيين. واكدت اللجنة ادانتها الشديدة للحادث الاجرامي، واشارت الي ان مثل تلك الطعنات لم ولن تفلح أبدا في شق صف الوطن. وأشادت اللجنة ببيان الرئيس حسني مبارك عن الحادث ومتابعته الدقيقة لتفاصيل الحادث أولا بأول، وإصداره التعليمات بسرعة توفير جميع أوجه الرعاية للجرحي والمصابين والوقوف في وجه الارهاب صفا واحدا. وأوضح المستشار انتصار نسيم ان اللجنة المشتركة قامت بزيارة ثانية للاسكندرية للوقوف علي ما يجري من احتواء لتداعيات الحادث ومتابعة سير التحقيقات، مشيرا الي ان اللجنة التقت باللواء عادل لبيب محافظ الاسكندرية الذي اطلع اعضاءها علي مشروع تغطية محافظة الاسكندرية بكاميرات للمراقبة الذي تم تمويله بالموارد الذاتية للمحافظة، والذي كان مقررا له أن يبدأ بعد فترة إلا أنه نظرا للظروف الحالية تم تركيبه يوم السبت الأول من يناير بعد وقوع الحادث..وأوصت اللجنة بالعمل علي سرعة ضبط الجناة من مرتكبي الحادث والمخططين له لتقديمهم الي محاكمة عاجلة ينال فيها المجرمون جزاءهم الرادع.. كما أوصت اللجنة بأن يتم التعامل مع هذه القضية من منظور وطني شامل يخص مستقبل وأمن مصر، ولا يحول ذلك دون وجوب حل جميع القضايا العالقة التي يستثمرها الارهابيون لبث الفرقة بين المسلمين والمسيحيين. وأشارت اللجنة في توصياتها الي ضرورة تعزيز وتطوير وتقوية الخطاب الديني سواء من الجانبين المسلم والمسيحي في شأن ترسيخ روح المحبة والتسامح بين المصريين جميعا.