هل يمكن أن نعترف ونصارح أنفسنا بأن الوطن العربي أو ما كنا نطلق عليه وإحنا صغار"الحلم العربي " لم يعد له وجود .. وأن ما عشناه ليس حلما انما كابوس أفقنا منه علي وطن ممزق أو حطام لوطن كنا ننشده ونتغني به وبوحدته وأركانه الجغرافية والدينية ولغته المشتركة ! الاَن بدأت الاجراءات العملية لانفصال جنوب السودان عن شماله وسط سمع وبصر وبمشاركة من الجامعة العربية ومباركة من المجتمع الدولي وعلي رأسه الولاياتالمتحدةالامريكية والاتحاد الاوروبي ومن خلفها الدولة الصهيونية المدللة والمستفيدة من هذا الانفصال وفي ظل غطاء شرعي من المنظمة الدولية المستأنسة والتي تسمي مجازا (الاممالمتحدة). وليس غريبا أن يتواجد في السودان منذ مدة الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر وان تزور وزيرة الخارجية الامريكية السودان ويتواجد أيضا رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الامريكي السيناتور الامريكي جون كيري إضافة إلي المبعوث الامريكي للسودان اسكوت جرايشون الذي يتواجد في جوبا عاصمة الجنوب وفريق الحكومة الامريكية لمراقبة الاستفتاء المكون من نحو مائة عضو ..وتعلن أمريكا أن "السودان مضي الي مرحلة جديدة وأن لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الامريكي ستسعي مباشرة بعد اتمام عملية الاستفتاء الي رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب والمساعدة فيما يخص مسألة الديون علي السودان وتؤكد أمريكا أنها ستعين بعد الاستفتاء سفيرين في حالة الانفصال أحدهما في الجنوب والاخر في الشمال وليقبض الرئيس البشير المكافأة الامريكية! صحيح أن إجراءات الانفصال جرت منذ زمن .. ودعمها الحكم الدكتاتوري للنظام السوداني الذي لم يتح طاقة نور امام الاحزاب المعارضة ولم يعر السودان اي اهتمام بالتنمية وترك الصراعات تنتشر في الاقاليم السودانية المختلفة حتي جاءت الكوارث من الجنوب ومن الغرب في دارفور. لا أتحدث عن الموقف السوداني كخبير في الشئون الافريقية وانما أتحدث بصفتي مواطن عربي مهموم بما يفعله بنا الرؤساء من امثال البشير والامين العام للجامعة العربية عمرو موسي الذي يبشرنا كل يوم بالموقف العربي القوي في قضايا مثل تفكيك السودان والعراق ولبنان.! كما أتحدث بصفتي مصريا يمثل السودان لنا العمق الاستراتيجي لمصر إلي جانب البعد الجغرافي والترابط والأخوة التي يبرهن عليها التاريخ ويشهد عليها أيضا نهر النيل وواديه. لقد أجمع خبراء الشئون الإفريقية والدولية في مصر علي أن انفصال جنوب السودان قادم لا محالة في ضوء الاستفتاء الذي بدأ امس وتوقعوا أن يغير المشهد السوداني برمته.. وتحدث الخبراء عن ترقب العالم العربي نتيجة الاستفتاء في ضوء الانتماء العربي للسودان ومستقبل الجزء الجنوبي من السودان وعلاقاته مع البلدان العربية مع حرص حكومة جنوب السودان علي طمأنة الدول العربية حول مستقبل العلاقة بين الجنوب والعالم العربي في حال جاءت نتيجة الاستفتاء لمصلحة الانفصال. والسؤال هل يفيق الحكام العرب من غفوتهم ويحافظون علي ما بقي من امتهم العربية وعلي الجامعة العربية .. أم نفضها سيرة وكل واحد يشوف مصلحته ؟!