تمكنت الشرطة الاسترالية من تحرير الرهائن المحتجزين في مقهي في مدينة سيدني.. واقتحمت الشرطة المقهي بعد أن اتصل مفاوضون بمحتجز الرهائن وهو من اصل ايراني وله سوابق اجرامي. وقالت مصادر امنية أن جميع المحررين في صحة جيدة. وأظهرت صور تلفزيونية من وسط سيدني سلسلة من طلقات الرصاص المدوية وأفراد شرطة مدججين بالسلاح يحاصرون المقهي الذي يحتفظ فيه الخاطف الإيراني بالرهائن.. كما أظهرت الصور رجل أمن وقد ارتدي سلسلة من الدروع الواقية.. وقبل اقتحام الشرطة وتحرير كافة الرهائن, أفادت تقارير بأن عددا من الرهائن تمكنوا من الهرب من المقهي.. وأظهرت صور تلفزيونية 5 رهائن وهم يركضون باتجاه الشرطة وقد رفعوا أياديهم في الهواء. وكانت الشرطة الاسترالية أغلقت أمس قلب مدينة سيدني أكبر المدن الاسترالية بعد أن دخل شخص مسلح مقهي بوسط المدينة واحتجز عددا من الرهائن وأجبرهم علي رفع علم تنظيم الدولة الإسلامية «داعش». وقالت الشرطة إنها علي علم بوجود مسلح في الواقعة التي حدثت في مقهي «لينت» في قلب الحي التجاري لسيدني لكن يمكن أن يكون هناك أكثر من مسلح. وطوق رجال الشرطة المدججون بالسلاح مقهي «لينت» وعددا من المباني في «مارتن بليس» حيث يوجد بنك الاحتياطي الاسترالي (البنك المركزي) وبنوك تجارية بالقرب من مبني برلمان ولاية نيو ساوث ويلز في الوقت الذي يحاول فيه المفاوضون نزع فتيل واحدة من أكبر المخاطر الأمنية التي تواجهها استراليا منذ عقود. وأعلنت حالة التأهب القصوي في استراليا التي تدعم الولاياتالمتحدة وتحركها المتصاعد ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق «داعش» تحسبا لهجمات من قبل متطرفين أو مقاتلين محليين عائدين من الصراع في الشرق الأوسط. وشوهد قناصة وجنود من القوات الاسترالية الخاصة يتخذون مواقع لهم حول المقهي وحلقت طائرات هليكوبتر تابعة للشرطة فوق الموقع. وأفرج عن خمسة علي الأقل من الرهائن أو تمكنوا من الهرب منذ بدء الواقعة وشوهد عاملون في المقهي أو زبائن مذعورون وهم يرتمون بين أيدي رجال الشرطة. وقال كريس ريزون،مراسل القناة السابعة التلفزيونية،ومكتبه في مواجهة المقهي،إنه مازال هناك نحو 15 رهينة داخل المقهي. وقال ريزون: «من حجرة الأخبار في مارتن بليس يمكن أن نري مسلحا يجبر رهائن بالتناوب علي الوقوف أمام النوافذ في أحيان لمدة ساعتين». وأكد إعلاميون في استراليا أن المسلح الذي يحتجز عددا من الرهائن في مقهي وسط سيدني اتصل بثلاث وسائل إعلام وتحدث إليها عبر المخطوفين،معلنا وجود قنابل داخل المقهي وطلب مناداته ب»الأخ» وعرض الإفراج عن أحد الرهائن مقابل تزويده بعلم لتنظيم داعش. وعرضت مشاهد تلفزيونية حية لزبائن داخل مقهي يقفون وهم يضعون أيديهم علي النوافذ. وأظهرت لقطات شخصا يبدو أنه من موظفي المقهي وامرأة أخري يرفعان علما مماثلا للعلم الذي يستخدمه مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية «داعش». وأجبر الحادث السلطات علي إخلاء المباني القريبة في الحي التجاري بسيدني وأثار الذعر بين السكان الذين كانوا قد بدأوا يحولون اهتمامهم إلي عطلة عيد الميلاد بدلا من المخاطر الامنية. وبعد عدة ساعات من بدء عملية حصار الرهائن قادت الشرطة نحو 24 شخصا إلي خارج مبني يقع أمام المقهي وعبر الطوق الأمني. وأخلي آخرون من المبني الواقع أعلي المقهي عن طريق سلم،حسبما أظهرت مشاهد تلفزيونية. وقال بنك الاحتياطي الاسترالي الموجود بالقرب من المقهي إنه أغلق أبوابه وأن الموظفين موجودون داخل المبني وكلهم بخير. وأخليت القنصلية الأمريكية المجاورة أيضا حسبما ذكرت متحدثة باسمها. وأغلقت البنوك الكبيرة في المنطقة التجارية وطلب من المارة تجنب هذه المنطقة. وقالت الشرطة الاسترالية إن مفاوضين اتصلوا بالمسلح الذي يحتجز الرهائن لكنها رفضت التكهن بدوافعه المحتملة. ورفضت كاثرين بيرن،نائبة مفوض شرطة نيو ساوث ويلز،تحديد عدد المحتجزين داخل المقهي لكنها قالت إن عددهم لا يصل إلي 30 شخصا. وأضافت بيرن للصحفيين انه لا يوجد أي مؤشر عن تعرض أي من المحتجزين الباقين لأذي. وقال رئيس الوزراء الاسترالي،توني أبوت،إن هناك ما يشير إلي وجود دوافع سياسية وراء احتجاز الرهائن في مقهي «لينت». وكان أبوت حذر من تخطيط متشددين لمهاجمة أهداف استرالية. وأردف قائلا للصحفيين في كانبيرا دون تقديم معلومات: «هذا حادث مزعج للغاية.. بإمكاني تفهم مخاوف وقلق الشعب الاسترالي«.