خلال الستينيات انشيء السد العالي في أسوان ليكون فاتحة الخير في توفير المياه للزراعة والكهرباء للإنارة والتصنيع.. وما أشبه الليلة بالبارحة.. فاليوم وخلال العقد الأول من القرن الواحد والعشرين ثم إقامة سد عال جديد من المواسير بطول يقارب الألف كيلو متر وبتكاليف وصلت جملتها إلي 9 مليارات جنيه.. هذا السد هو خط غاز الصعيد العملاق الذي سيحمل لنصف مصر الجنوبي الطاقة الرخيصة والآمنة والنظيفة ليفتح لها أبواب الاستثمار والتنمية في صعيد مصر علي مصراعيها.. هكذا يؤكد المهندس سامح فهمي وزير البترول.. ويمضي قائلا: إن هذا السخط ساهم وسيساهم في المستقبل في سرعة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل والمصانع والمحال التجارية والمشروعات الصغيرة والمتوسطة وحتي كثيفة العمالة.. ويعقد وزير البترول مقارنة سريعة بين الأمس واليوم فيؤكد ان اجمالي عدد الوحدات السكنية التي تم توصيلها منذ بدء مشروع توصيل الغاز للمنازل في عام 1891 وحتي ديسمبر 0102 بلغ أربعة ملايين وحدة سكنية.. في حين بلغ مجموع ما تم توصيله بالغاز خلال العقد الماضي »0002-0102« أكثر من 3 ملايين وحدة سكنية، أي أن ما تم توصيله خلال السنوات العشر الأخيرة فقط يعادل 3 أضعاف ما تم توصيله خلال ال 02 عاما السابقة عليها. سجل المتوسط السنوي للتوصيل في السنوات الخمس الأولي من المشروع »1891-5891« حوالي 81 ألف عميل سنويا ارتفع إلي 53 ألف عميل سنويا خلال الفترة »6891-9891« ثم إلي 44 ألف عميل سنويا خلال الفترة »0991-4991« ثم إلي 69 ألف عميل خلال الفترة »5991-9991« وارتفع هذا المعدل إلي 571 ألف عميل سنويا خلال الفترة »0002-4002«. حدث تطور كبير في معدل التوصيل خلال السنوات الخمس الأخيرة »5002-0102« ليبلغ الإجمالي 2.2 مليون وحدة سكنية بمعدل توصيل سنوي 073 ألف عميل وفي عام 9002/0102 بلغ المتوسط حوالي 005 ألف عميل. كما ان المشروع مكن مصر من تسريع معدلات توصيل الغاز الطبيعي للمنازل لتحقق معدلاً عالمياً جديداً في هذا المجال حيث كان المعدل في مصر خلال الفترة من 18 الي نهاية 99 توصيل الغاز خلال 01 دقائق لكل شقة أو وحدة سكنية وأصبح الآن توصيل الغاز لكل وحدة سكنية أو شقة خلال دقيقة واحدة أي بمعدل 06 شقة في الساعة و0441 شقة في اليوم.. كما ان المشروع القومي لإمداد الصعيد بالغاز الطبيعي يمثل شريان خير جديد يمتد من الشمال إلي الجنوب لإنجاز خطط التنمية المنشودة لصعيد مصر والتي تهدف إلي رفع مستوي المعيشة للمواطنين وتحقيق المزيد من الرخاء لمحافظات الصعيد كما يفتح المجال لإتاحة فرص عمل جديدة مباشرة من خلال توصيل الغاز للمنازل والمناطق الصناعية والمنشآت التجارية فضلا عن فرص العمل غير المباشرة من خلال إقامة العديد من الصناعات التكميلية. ومقولة هيرودوت الشهيرة من أن »مصر هبة النيل« قد أثبت التاريخ صحتها علي مر العصور، فقد استمر نهر النيل لآلاف السنين يتدفق من الجنوب إلي الشمال حاملا الخير والنماء، وفي هذا العصر فإن التراكيب الجيولوجية لحوض دلتا النيل الترسيبي هي المصدر الرئيسي لإنتاج مصر من الغاز الطبيعي ويقوم المشروع القومي لإمداد الصعيد بالغاز بنقل الغاز من البحر المتوسط إلي أسوان ردا للجميل من شمال مصر إلي جنوبها ليقود عجلة التنمية ويحقق الرخاء لمصر شمالا وجنوبا.