استعرضنا أمس ما قاله أطراف الأزمة الإعلامية المفتعلة مع اعلان رؤساء تحرير الصحف الخاصة انشاء غرفة صناعة الصحف باتحاد الصناعات المصرية ورفض مجلس نقابة الصحفيين للفكرة واتهامه الحكومة بالتواطؤ مع رجال الاعمال باعتبارهم يسعون للسيطرة علي المشهد الاعلامي الذي اصبح ملكا لتيار بعينه بعد استبعاد كل من لا ينتمي لهذا التيار حتي انه اصبح مسيطرا علي لجان متعددة لإعداد تشريعات اعلامية جديدة تنتهي بتحقيق التمكين الكامل لهذا التيار . ويبقي السؤال مفتوحا لماذا برزت هذه الازمة الان، ومن وراءها؟! لن يجيب أحد من الاطراف، لكن المسألة لا تخرج عن الصراع حول مناصب الهيئة الوطنية للاعلام والمجلس الوطني للصحافة، ومن ينضم إليه ومن لا يمكنه النظام القانوني من الانضمام اليه، لهذا يسعي رؤساء التحرير بالصحف الخاصة والحزبية الي ان يكون لهم تواجد في التنظيم الجديد للصحافة، ولا يمكن لاحد ان ينكر هذا الحق لهم، حتي وإن تراجعوا خوفا من الفصل من النقابة وأعلنوا انهم ليسوا اعضاء في الغرفة الصناعية المقترحة ووضعوا بدلا منهم المديرين بصحفهم، وبالطبع ملاك الصحف الخاصة سيكونون اعضاء الغرفة!!. إن الوسط الصحفي والاعلامي يدرك ما يدبر للاعلام والصحافة، وللاسف هذا التحرك يضر بالدولة المصرية ويضعها علي المحك الديمقراطي والدستوري والقانوني، بل ويضعف حجتها في مجال الحريات العامة علي مستوي العالم. وأقول لمن يسعون الي اقصاء الكثير من الفئات الوطنية من الساحة الاعلامية والصحفية والبرلمانية ان اول مسمار دق في نعش نظام الاخوان كان مسمار الاقصاء وصم الاذن عن سماع الآخر، فالوطنية ليست حكرا علي احد، ومن يتعامل بمبدأ الاقصاء يعرف ان ألاعيبه لن تخيل علي المواطن المصري الذي ضرب المثل الاعلي في التضحية والفداء دعاء : اللهم مع انفاس هذا الصباح ارزقنا حلو الحياة وخير العطاء وسعة الرزق وراحة البال ولباس العافية وحسن الخاتمة: آمين