في موكب جنائزي مهيب ودّع سكان حي النهضة بمدينة كفر صقر 3 أطفال شقيقات تم تشييعهن في جنازة واحدة شارك فيها آلاف من الرجال والنسوة والاطفال. انهمرت الدموع حزنا علي فراق الزهرات البريئات اللاتي خنقهن الدخان الكثيف المنبعث من جهاز التليفزيون الذي احترق فجأة بسبب ماس كهربائي اثناء نوم الاطفال الثلاثة ولم يجدن من ينقذهن من الموت الجماعي. كما توافد أهالي الحي والأحياء المجاورة علي منزل أسرة الضحايا لتقديم واجب العزاء لأمهن بائعة الخضروات ووالدهن العامل الفقير. انتقلت الاخبار الي منزل الاسرة والتقت بالأم المكلومة حميدة محمد عبدالمعبود والتي تعالت صرخاتها علي فراق فلذات كبدها اللاتي لم يتبق منهن سوي ملابسهن وصورة الطفلة الكبري في حفل خطوبة أحد الجيران ووسط دموعها المنهمرة قالت: لقد شاهدتهن في المنام يرتدين ملابس بيضاء في حفل زفاف ولم افكر انها النهاية المؤلمة لهن وانه سيتم زفافهن لمثواهن الاخير.. ولو اعلم ما كنت تركتهن بمفردهن ابدا. وقالت ام الاطفال الضحايا: تزوجت منذ خمس اعوام ونصف العام وانجبت البنات الثلاث ايناس »4 سنوات« وميمنة »3 سنوات« وشيماء وعمرها عام ونصف العام وسارت بنا الحياة بحلوها ومرها وكانت البهجة والفرحة تعم علينا.. ومنذ شهور اصيب زوجي الساعاتي بضعف شديد في بصره واصبح غير قادر علي العمل إلا في أضيق الحدود.. وبدأ الدخل يتضاءل فخرجت لبيع الخضروات والفاكهة. رفض زوجي في بداية الأمر وأمام اصراري وافق.. وتنهمر الدموع من عينيها وتقول: ياريتني مت من الجوع ولم افارق فلذات كبدي ولم اتركهن بمفردهن.. لقد كان لدي شعور غريب يوم الحادث حيث انتابني خوف شديد علي اطفالي وترددت في النزول إلا ان ابنتي الكبري التي لم يتجاوز عمرها 4 سنوات قالت لي انزلي يا ماما متخافيش علينا احنا سنشاهد الكارتون في التليفزيون وطلبت مني شراء حلوي لها ولشقيقتها وبعد فترة من الوقت انقبض قلبي فسارعت بجمع بضاعتي ونقلتها للمخزن وسارعت بالعودة للمنزل وكانت المفاجأة التي وقعت علي رأسي كالصاعقة.. لاحظت انتشار رائحة دخان.. فسارعت لحجرة اطفالي فوجدتهن مغشيا عليهن جميعا فتعالت صرخاتي لاستغيث بالجيران والذين قاموا بمعاونتي لنقلهن للمستشفي لانقاذهن إلا ان ارواحهن البريئة صعدت الي السماء. ثم التقت الاخبار بوالد الاطفال الضحايا محمد عبدالدايم والذي الجمه الصمت والذهول من هول الحادث الذي هز وجدانه بشدة. بدا متماسكا حيث بدأ حديثه بقوله عوضي علي الله والحمد لله الذي لا يحمد علي مكروة سواه وهذا قضاؤه وقدره ولله ما اعطي ولله ما اخذ.