اعتصرني الالم عند سماعي نبأ الجريمة الغادرة بكنيسة القديسين بالاسكندرية التي راح ضحيتها عشرات الابرياء عقب خروجهم من قداس عيد الميلاد.. كنت اتأهب للنوم وفوجئت باتصال من صديق عزيز بالاسكندرية يبلغني بالحادث الاليم.. كان يصف لي المشهد ويزداد حزني وألمي لما يدبره هؤلاء المجرمون لمصر في الخفاء ..الجريمة هزتني كما هزت كيان المصريين جميعاً المسلمين قبل المسيحيين لأننا اخوة وشركاء يجمعنا هدف واحد ومصير واحد .. اختيار هذا الموعد »ليلة عيد الميلاد« يدل علي خسة من فكروا فيه أو نفذوه، لأنهم حرصوا علي أن يحولوا العيد إلي مأتم، والفرحة الي حزن، ويسرقوا البهجة.. الحادث الإجرامي الذي أودي بحياة عدد من الابرياء لا يعبر إلا عن أناس حاقدين علي المجتمع والوطن والأمة والدين بشكل عام.. إن مرتكب هذا الحدث لا يمكن أن يكون مصريا، فمصر طوال تاريخها لا تعرف هذا النوع من العدوان .. إن مصر التي وحد أبناؤها التاريخ المشترك والكفاح المشترك، تدين الأيدي الآثمة، التي أرادت بتفجيرها أن تفجر نار الفتنة بين المسلمين والمسيحيين في مصر، وتهدد وحدتهم. اصابع الاتهام تشير الي تنظيم القاعدة الذي هدد وتوعد العراق ومصر منذ شهرين بضرب كنائسه ان لم يتم الافراج عما اسماهن اسيرات المسلمين .. وبعد فترة وجيزة نفذ تهديداته بتفجير كنيسة سيدة النجاة بالعراق ولقي حوالي 37 مصرعهم ولم تمض سوي ايام الا وحدث هذا التفجير البشع امام كنيسة القديسين بالاسكندرية .. انني اري ان ما حدث مخطط لضرب وحدة الصف المصري، والتفرقة بين أبناء الوطن الواحد، من المسلمين والمسيحيين، ويجب أن ننتبه لما يحاك لوطننا من المؤامرات والمخططات المعادية. .. إن هؤلاء الإرهابيين قدموا للدنيا دليلا جديدا علي وحدة الدم المصري، حين فجروا قنبلتهم في المسيحيين والمسلمين معا، حيث كان من ضحاياهم رجال الأمن المسلمين الذين وقفوا للدفاع عن الكنائس المصرية المسيحية..قد يكون هناك أيد أجنبية وراء الحادث، بغرض إشعال الفتنة الطائفية بمصر. جمال حسين [email protected]