لا شك أن حادث تفجير كنيسة القديسين قد ألقى بظلاله على كافة طوائف المجتمع، وخاصة الفنانين الذين عبروا عن مشاعرهم حيال الموقف، سواء بالرفض أو الاستنكار، أو بخطوات ايجابية في حدود مسئوليتهم بإيقاف تصوير أعمالهم الفنية، والشروع في تسجيل عدة أغنيات من شأنها تهدئة الأوضاع، أو بخطوات أكثر إيجابية كالدعوة والتأكيد على المشاركة في قداس الاحتفال بالعيد يوم الجمعة المقبل. أغنيات تندد بالحادث وتدعو لنبذ الفتنة فقد طرح الفنان عمرو مصطفي على الفور أغنية جديدة بصوته تحمل عنوان "مش مصريين"، وهي الأغنية التي كتبها ولحنها عمرو مصطفي بنفسه للتعبير عن رفضه لأحداث اعتداءات كنيسة القديسين التي جرت عشية ليلة رأس السنة والتي راح ضحيتها ما يجاوز العشرين قتيلا، وتقول كلماتها:"في شرع مين وبحق مين نقتل ونقوّم فتنة تشوه صورة ناس عايشين مع بعض سنين.. مش بني آدمين ولا مصريين ولا ليهم دين ولا ملة.. ومش بسهولة حد يفرق مصريين"، ووجه مصطفى رسالة لجمهوره في نهاية الأغنية قائلا: "الفتنة أشد من القتل ومحدش هايعرف يفرقنا كمصريين". أما المطربة الشابة مروة نصر فقد انتهت من تسجيل أغنية بعنوان "ما تخلقش" ردا على كل من يحاول أن يفرق بين أطياف الشعب المصرى عقب الاعتداءات الأخيرة على كنيسة القديسين بالإسكندرية. ويقول مطلع الأغنية: "لسه ماتخلقش اللى يفرق مابينا.. هتفضل مارى بردو حبيبتى ومعانا أحمد وجورج، عايشين على أرض واحدة سمانا واحدة والرب واحد بنفرح ويا بعض فى عيدهم وفى عيدنا بيفرحوا.. فى الشدة أيدينا واحدة قلوبنا واحدة، أبونا واحد لا يمكن مرة نبعد عنهم ولاهما هيبعدوا. الأغنية كلمات طارق فيصل وألحان وتوزيع أحمد عبد السلام وتم تسجيلها فى أقل من 24 ساعة". وبدوره، قام الفنان السوري - المقيم في مصر بصفة دائمة - سامو زين بتسجيل أغنية بعنوان "مسلم ومسيحي" وطرحها على الفور عبر موقع اليوتيوب. من جانبه، أشار شعبان عبد الرحيم إلى أنه يعقد جلسات عمل حاليًّا مع الشاعر الغنائي إسلام خليل لكتابة أغنية تليق بهذا الحادث الذي وصفه بأنه مقصود به فتنة طائفية. وقال شعبولا إنه سبق أن غنى عن الفتنة الطائفية، وسيظل ينادي بالوحدة في كل أغنياته. إلغاء التصوير حداداً على الضحايا وفي خطوة عملية وتعبر تماما عن التوحد مع المصريين حزنا على الضحايا، واستنكارا لما حدث وتنديدا به، ألغت غادة عبد الرازق تصوير مسلسل "سمارة" أمس الاحد حدادا على ضحايا الكنيسة، وكذلك قام كل من تامر حسني ومي عز الدين بوقف تصوير مسلسل" آدم" ثلاثة ايام حدادا وتضامنا مع الضحايا واسرهم. كما طلب النجم احمد السقا من المنتج وائل عبد الله ايقاف تصوير فيلم" المصلحة " لمدة ثلاثة ايام حدادا وحزنا على ما حدث للإخوة الأقباط. صدمة.. ودموع .. وغضب وحول الحادث ، يقول الفنان أحمد عز: "شعرت بصدمة كبيرة وانا استقبل العام الجديد بذلك الخبر المفزع الذي لا يجرح المسيحيين فقط بل طعن كل المصريين بخنجر مسموم بالخيانة والغدر لانه عمل لا يهدف لإرهاب المسيحيين فقط وانما له اهداف خبيثة وحقيرة تتعلق بأمن مصر العام واحداث خلل في علاقة المسلمين والمسيحيين. ورغم حزني على الضحايا الا ان التجمع على روح المحبة الذي حدث عقب الحادث بين المسلمين والمسيحيين والخروج في مظاهرات اغلبها من المسلمين تندد بالإجرام والإرهاب اكبر دليل على ان مصر اكبر من تلك الافعال الحقيرة وان المصريين مسلمين ومسيحيين اعظم واقوى من ان تفرقهم افعال قلة من الأشخاص المجرمين". من جانبها كشفت مي عز الدين أنها بكت بشدة عندما علمت بخبر انفجار الكنيسة، حيث أوضحت: "لم أتخيل أن أول ايام عام 2011 سنسمع خبرا حزينا بهذا الشكل فقد كان يملؤني التفاؤل واتساءل ماذا سيحمل العام الجديد؟؟ لكن للاسف صدمت بخبر الاعتداء الحقير على الاخوة الاقباط واناشد الجهات المسئولة ان تقبض بيد من حديد على الجناة وتعدمهم في مكان عام على مرأي ومسمع من كل المصريين جزاء فعلتهم البشعة والتي تتجرد من كل مشاعر الانسانية والرحمة". وطالبت الممثلة ياسمين عبد العزيز بألا يمر ما فعله هؤلاء المجرمون مرور الكرام، لافتة إلى أنه ليس هناك أحقر من ان نصل لهذه الحالة من عدم الامان بسبب افعال مجهولة من جهات مجهولة ومغرضة ..وطبعا تستهدف احداث خلل في امن مصر وتفرقة شعبها" الفن بين الدور واللا دور.. ولابد من تدخل الدولة وبدوره صرح اشرف عبد الباقي: "بالتأكيد هذا الحادث لا يخص الأقباط وحدهم، بل الأمة جميعها، وأتمنى من الشعب المصري ألا ينجرف وراء عصبيته من الحادث فيسهم في إحداث فتنة طائفية" ، وأضاف عبد الباقي: "الفن لم يكن له دور في مثل هذه الأحداث من قبل حتى نسأل عن دوره بعد الحادث؛ فنحن مجرد صورة تقدم لواقع حقيقي نعيشه، والدور الأكبر ملقى على كتف الدولة التي أناشدها اتخاذ إجراءات حاسمة ضد مرتكبي الحادث". وقالت داليا البحيري : "بالتأكيد من قاموا بهذا الحادث أشخاص ليس لهم دين من الأساس لأنهم لم يتعمدوا إيذاء طائفة دينية بعينها بل شعب بأكمله، ولابد أن نقدم أعمالا تناقش الوحدة الوطنية، خلال الفترة المقبلة، ولكن بفكر جديد غير تقليدى وسطحى". مأساة حقيقية أما السيناريست وحيد حامد فاعتبر الحادث مأساة إنسانية حقيقية تعيشها مصر حاليًّا، لم يستهدف طائفة الأقباط فقط، بل كل المصريين ، وقال: "لا بد أن تتعامل الدولة بصرامة وحزم شديد مع الجماعات الإرهابية التي تتعامل مع الناس بأقصى درجات العنف" الفنانة الكبيرة يسرا:"بالتأكيد من فعل هذا الجرم شخص غير متزن، لا يفكر فى نتائج افعاله، والتي راح ضحيتها مصريون ابرياء". مطالبة أجهزة الأمن بوضع ايديهم على فاعل الجريمة الرهيبة التي ارتكبت بدوره، دعا الفنان أحمد السقا إلى وقفة حازمة ضد مرتكبي حادث كنيسة الإسكندرية، مضيفًا أنه منذ سماعه بحادث كنيسة القديسين بالإسكندرية وهو يضرب كفًّا بكف، متسائلاً: "إلى أين سيصل بنا الأمر بعد ذلك؟! وخاصةً أن الأقباط والمسلمين دائمًا يعيشون في مصر تحت راية السلام". ودعا السقا كل المسؤولين إلى وقفة حازمة تجاه هذا العمل الإجرامي. من جانبه، أعرب خالد النبوي عن استيائه الشديد لما حدث من إرهاب فى كنيسة القديسين بالإسكندرية، قائلا "إنه كارثة إنسانية بكل المقاييس: دينية وسياحية أيضا، وكارثة لكل مصرى المسلم قبل المسيحى". وأضاف النبوى، لابد أن يستمع كل منا إلى الآخر، وأى شخص يشعر أنه أقلية لابد أن نسأله عن الأسباب التى دفعته إلى هذا الإحساس، ونثبت له عكس ذلك. وطالب خالد كل المصريين بأن يخرجوا إلى أكبر ميادين مصر فى يوم يتم تحديده، ويقوموا بإشعال الشموع تعبيراً عن وحدتهم. الفنان محمود ياسين قال إن ساعة وقوع الحادث كانت ساعة قاتلة، قصد مرتكبوه فيها إدخال الهموم على قلوب المصريين جميعًا لا الإخوة الأقباط فقط؛ لأن هناك قتلى ومصابين مسلمين؛ فالجريمة طالت الديانتين. ودعا ياسين إلى تنفيذ أشد العقوبات ضد مرتكبي هذا الحادث الأليم، وقال إنه سيحاول مع بعض الفنانين الكبار عمل فيلم تسجيلي أو سينمائي طويل ليوصل إلى الأجيال الجديدة أن الأقباط والمسلمين، طوال عمرهم، يد واحدة معًا. أما الفنانة حنان ترك فاكتفت بقولها: "حسبي الله ونعم الوكيل في من ارتكبوا هذا الجرم. وليس لدي أكثر من ذلك لأقوله". "معاً لنصلى" وفي سياق متصل، وجهت المنتجة السينمائية والفنانة إسعاد يونس الدعوة لجميع الفنانين والمصريين للمشاركة فى صلاة القداس يوم الخميس المقبل، ومشاركة إخواننا المسيحيين فى ذلك اليوم، للتعبير عن استيائنا الشديد ورفضنا لأحداث كنسية القديسين بالإسكندرية التى وقعت مساء يوم الجمعة. وأشارت إسعاد إلى أنها تعودت مشاركة المسيحيين أعيادهم منذ صغرها مع والدتها، وأن أحداث الإسكندرية الأخيرة أصابتها بفزع شديد، وحملت وسائل الإعلام غير الواعية مسئولية إحداث وزيادة الفجوة بين المسلمين والمسيحيين. وحملت دعوة إسعاد يونس عنوان "معاً لنصلى"، وقالت: "عن نفسى سوف أذهب يوم الخميس المقبل لمشاركة المسيحيين ومن يرغب فى المشاركة فليأت". الأقباط غير آمنين وتحت عنوان (المصريون الأقباط غير آمنين في دور العبادة فلا تقف موقف المتفرج)، وجه الممثل خالد أبو النجا رسالة لكل أفراد الشعب المصري مطالبا الجميع بالتكاتف معا لحماية دور العبادة من محاولات التدمير الإرهابية. وقال أبو النجا عبر مدونته إنه يوجه حديثه إلى كل مصري غيور على وطنه محب لترابه حريص على وحدته حيث إن المصريين الأقباط غير آمنين في دور العبادة فلا تقف موقف المتفرج وتقول ما عساك أن تفعل وحدك وتعتقد في قلة حيلتك أو ضيق ذات يدك. وأضاف: "لا توكل المهمة للقائمين على الأمن في مصر، فنحن نواجه أعداء مصر وليس أعداء المسيحية، ما كان عساك أن تفعل لو أن أحدهم اعتدى على دارك أو أرضك أو مسجدك، أما كنت لتهب للدفاع عنهم والذود بالنفس والمال والولد فداءهم ألا ترى أن في الاعتداء على المصريين الأقباط، اعتداء على نسيج الوطن. وتابع أبو النجا "كن ايجابيا وشارك المصريين في حماية الكنائس المصرية هذه دعوة لكل مصري ليذهب إلى أقرب كنيسة لمكان سكنه أو مكان عمله لحضور صلوات عيد الميلاد المقررة في 6 يناير القادم ولتكن البداية لمشاركة المصريين في الدفاع عن أماكن عبادتهم فلا يوجد تنظيم محدد للقيام بهذا العمل الدفاعي، فهو عمل ايجابي فردي يعتمد في الأساس على قناعة مقدمه أن في الاتحاد قوة وأنه مكلف بحماية وطنه من أعدائه. وختم قائلا: برجاء نشر هذه الدعوة واستكمال بيانات صلوات عيد الميلاد والمساعدة في توجيه المواطنين لهذا العمل الوطني.