إخلاء وهدم المنازل الواقعة على مسافة 300 متر من الشريط الحدودى بعد كثرة الشائعات التي طالت قوات الأمن بقيامهم بعملية تهجير قسري لأهالي الشريط الحدودي ولتوضيح الحقائق أمام الشعب خاصة بعد فشل العديد من وسائل الإعلام في الذهاب لمدينة رفح وتغطية أعمال نقل المواطنين وهدم المنازل لإقامة المنطقة العازلة علي الشريط الحدودي بالمدينة قامت «الأخبار» بمغامرة صحفية جديدة وذهبت إلي منطقة الشريط الحدودي بالمدينة لتوضح الحقائق للرأي العام حول حقيقة ما يحدث بالمدينة الحدودية الأشهر علي مستوي العالم . الإجراءات الأمنية في بداية رحلة « الأخبار» لم نجد طريقاً نسلكه من مدينة العريش عاصمة شمال سيناء إلي رفح سوي الطرق الفرعية نظراً لقيام قوات الأمن بتشديد الإجراءات الأمنية علي كمائن الطريق الدولي بين العريش ورفح .. وسلكنا طريقا داخل مزارع الزيتون شمال الطريق الدولي لنجد في طريقنا العشرات من سيارات النقل محملة بأثاث وأبواب وشبابيك المنازل وأجهزة كهربائية، سلكت نفس طريقنا للهروب من الكمائن الأمنية للذهاب إلي مدينة العريش أو الإسماعيلية . انطلقنا من مدينة العريش في السابعة صباحاً بعد انتهاء حظر التجوال .. والطريق لرفح لم يكن سهلاً علي الإطلاق ففي طريقنا لهناك قمنا بالمرور علي قري مدينة الشيخ زويد التي قامت القوات المسلحة بقتل عدد من العناصر الإرهابية بتلك القري .. ووسط طريق محفوف بالمخاطر وصلنا إلي مدينة رفح بعد مرور أكثر من 3 ساعات نظراً لوعورة الطريق علي الرغم من أن الطريق الدولي لا يتطلب أكثر من ساعة واحدة فقط للوصول من العريش لرفح . . وصلنا المدينة في حوالي العاشرة صباحاً والأمطار تحاصرنا .. المشهد في بداية المدينة منازل وفيلات وقصور فارهة تدل علي الثراء الفاحش لأهل القرية .. وصلنا بعد ذلك لمنطقة ال 300 متر المنطقة العازلة التي تم إخلاء السكان من المنازل لإغلاق أنفاق التهريب التي يستخدمها العناصر الإرهابية للدخول إلي سيناء لتنفيذ هجماتهم الدنيئة ضد قوات الجيش والشرطة ثم الهروب مرة أخري عبر الأنفاق . . منازل مهدمة واكتشاف أنفاق داخل المنازل وعمليات هدم مستمرة .. قوات الجيش تحذر المواطنين الموجودين في منازلهم في عمق ال 500 متر بمدينة رفح .. تمهيداً لاستكمال عملية الإخلاء والهدم للتخلص من ظاهرة الأنفاق تماماً .. عدد من الأهالي يقوم بنقل أمتعتهم وأثاث منازلهم علي سيارات نقل .. أهالي يفترشون أرض مخزن «الطوب والحصمة» المستخدمة في البناء تلك كانت المشاهد التي رصدناها لكم بقلم وكاميرا بعثة الأخبار . فاتورة الإرهاب التقت الأخبار بعدد من قاطني مدينة رفح الذين عبروا عن معاناتهم من عدم توافر سيارت النقل التي تحمل أمتعتهم بالإضافة إلي استغلال قائدي النقل للظروف لتصل تكلفة النقلة الواحدة إلي 2000 جنيه كما اشتكوا من قيام أصحاب الشقق بالعريش من رفع قيمة الإيجار في استغلال واضح لأوضاع المنقولين من رفح . . « رفح تدفع أكبر فاتورة للإرهاب بسيناء .. طول عمرنا بنحلم أننا نعمرها لكن يا خسارة ما باليد حيلة .. نعم عملنا بالأنفاق ولكننا لسنا إرهابيين» بهذه الكلمات تحدث أبو سالم أحد أهالي مدينة رفح والدموع تنهمر من عينه .. قائلاً أن رفح لا يوجد بها إرهابيون وأن معظم عملنا يعتمد علي الأنفاق .. وقال أننا ليس ضد ما تفعله القوات المسلحة من عمليات تهجير الأهالي من الشريط الحدودي ما دام أنه في مصلحة الوطن وسوف يساعد في مواجهة العناصر التكفيرية والعمليات الإرهابية وبالفعل قد بدأنا في تنفيذ القرار بإخلاء منازلنا منذ أن طلب الجيش ذلك .. وأكد أبو سالم أن حتي هذه اللحظة لم يتم صرف اي تعويضات التي أعلنت عنها المحافظة .. مشيراً إلي أن هناك من يستغل كل شيء هذه الأيام سواء كانت في زيادة أسعار المواصلات والنقل أو ايجارات الشقق . وتقول ام محمود اننا لسنا معارضين لقرار اخلاء الشريط الحدودي بل كل مشكلتنا هي ضيق الوقت ف 48 ساعة ليس بالوقت الكافي للاخلاء مؤكده ان سيناء ضحية الارهاب الاسود الذي يغتال كل يوم خير جنود الأرض . «انا نفسي ابقي مهندس» بهذه الكلمة يروي زين قاسم 17 سنة عن حلمه بان يصبح مهندسا وذلك لمساعدة اهله في زراعة ارضه متسائلا كيف احقق حلمي؟ وانا لم اعد اذهب الي المدرسة بعد ان اغلقت ابوابها امامي عقب بدء القوات المسلحة لعمليات اخلاء الاهالي لمنازلهم بالشريط الحدودي وأنه لم يعد يذهب إلي المدرسة فكل يوم نسمع أصوات انفجار جديد لأحد المنازل حتي الدروس التي كان يذهب إليها توقفت نتيجة حظر التجوال الذي يبدأ في الخامسة مساءً .