الثقة الكاملة في جيش مصر العظيم علي مدي العصور هي التي تجعل الشعب مطمئنا أن أي المعركة ضد الارهاب حتي لو تحولت إلي حرب عسكرية منظمة فسوف تكون لصالح جيش الشعب ما تواجهه مصر حاليا من أعمال عنف متكررة وكبيرة لم تواجهه في تاريخها الحديث ، ولم يسبق لنا أن شاهدنا مثل تلك الأعمال المتكررة المنظمة والتي وصل في بعضها مثل مأساة رفح الأخيرة الي أن تصبح هناك عملية عسكرية منظمة ومخططة موجهة الي قوة عسكرية كبيرة ، هذا يدفعنا بالطبع الي أن نؤكد علي أن مصر لا تواجه إرهابا عشوائيا بهدف التخريب أو الترويع ،، بل هي تخوض حربا حقيقية ضد جيش منظم لا نعرف أبعاد قوته ولا مصادر تمويله بالمال والسلاح والرجال، عملية رفح وما سبقتها من عمليات في سيناء والفرافرة نقلت مصر من مرحلة مواجهة مع جماعات ارهابية الي حرب مع جيش خفي المصدر والتنظيم والتمويل والتسليح والتدريب البشري ، مصر تواجه حربا بلا شك ، وهي قادرة بلا شك علي حسمها والانتصار فيها ،، قادرة علي حسم المعركة مع هذا الجيش الخفي الذي من المؤكد أنه ممول ومدعم ومسلح من الخارج ، جيش ينفذ باحترافية عالية أجندة خارجية ومخططا محكما مرسوما من دول بعينها هدفه في النهاية القضاء علي الدولة المستقرة التي أرادها الشعب عندما خرج في 30 يونيو ليقضي علي جماعة الخونة ويقصيهم عن الحكم الذي اغتصبوه فبل عام من ذلك التاريخ، المخطط الذي رسم في أعقاب خروج الشعب في 25 يناير مطالبا بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية وينهي مخطط التوريث وسيطرة الفساد والمفسدين علي مقاليد الحكم، المخطط الذي هدف الي سرقة ثورة الشعب علي حكم فسد بعد طول بقاء وانتهاء صلاحيته ، سرقة حلم الشعب في أن يري دولة تعمل من أجل الشعب لا من أجل جماعة ، حلم الشعب في يناير ضاع ، وكادت مصر كلها تضيع لولا تصحيح الشعب المدني للوضع في 30 يونيو واستجابة الشعب العسكري في 3 يوليو، ولكن هذا الموقف البطولي الرائع من الشعب والموقف الوطني المجيد من الجيش لم يرض من خطط ولم يكن علي هوي من مول المخطط فكانت هذه الحرب التي نشهدها والتي يروح ضحيتها شباب مصر الغالي من قواتنا المسلحة شهداء أبرارا فداء لمصر وشعبها ، وهنا نجد أنفسنا أمام سؤالين، أولهما هو كيف نواجه تلك الحرب ، وثانيهما هو هل نحن قادرون علي تحقيق النصرفيها ؟ ولاشك في أن الإجابة عن السؤال الأول تتطلب العديد من الإجراءات بدأت فعلا بعد ساعات من الحادث وقبل أن يتم تشييع جثامين الشهداء الغالين عندما قرر مجلس الدفاع الوطني برئاسة الرئيس السيسي تحديد أسس المواجهة والبدء فورا في تنفيذ عملية « صيد الفئران « وهم طبعا الحشرات المختبئون في جبال سيناء أو المتسللون اليها من الأنفاق الموجودة في الشريط الحدودي في منطقة رفح، ولاشك في أن عملية انشاء منطقة حدودية عازلة هي أمر ضروري تفرضه الحالة الأمنية الراهنة وتستوجبه ظروف المواجهة الحاسمة مع الإرهاب الذي تحول الي حرب منظمة، أما بقية الخطة فهم معروفة للجميع وهي القضاء أولا علي الأنفاق التي تورد لنا في كل يوم السلاح والرجال ليقتلوا به وبهم أبناء مصر والتي لا يعرف أحد عددها ولا أماكنها ثم انشاء شريط حدودي حقيقي وبعد ذلك يتم اصطياد الفئران القذرة النتنة التي تسفك دماء أبنائنا والقيادة المصرية بكل تأكيدلديها معلومات بكل خيوط هذه المؤامرة علي الوطن وهو ماتأكد لنا بوضوح في كلمة الرئيس لكل المصريين والتي أكد فيها علي إصرار مصر علي النجاح برغم ما يخطط بها من مؤامرات داخلية وخارجية ،مطالبا الشعب بألا يخاف لأننا في مرحلة عودة هيبة ومؤسسات الدولة ثم الثقة في ان مصر سوف تعبر إلي بر الامان . أما عن السؤال الثاني وهو هل نحن قادرون علي حسم تلك المعركة فإن الشعب كله يعرف الإجابة ،، ويثق تماما في الله وفي قيادته الوطنية وفي أسود القوات المسلحة البواسل ،، الرجال الذين لا تلين لهم عزيمة ولا تضعف لهم همة ،، خير أجناد الأرض ،، وحماة أم الدنيا المستعدون داءما لتقديم أرواحهم فداء للوطن ، وهم لا يقبلون الا النصر أو الشهادة وسيكون النصر حليفهم بإذن الله. الجيش المصري يقوم علي عقيدة ثابثة لم تتغير طوال تاريخه ،الله ثم الوطن ، وكل ضابط أو جندي مستعد للموت من أجل تراب مصر ، الجيش المصري، علي عكس كثير من جيوش العالم ، هو جيش وطني لمصر كلها وهذا هو سر قوته طوال تاريخه وسر حب واحترام أبناء الشعب له، وهو دائما يذهل العالم لأنه ينحاز دائما الي الشعب وليس الي الحاكم ، تكرر هذا الأمر كثيرا علي مدار التاريخ الطويل وآخرها طبعا ما حدث في 30 يونيو عندما انحاز الي الشعب حتي لو كره المخربون المخرفون فكانوا هم السبب في حماية هذا الوطن، وهم الذين بصمودهم أفشلوا المخططات الأمريكية في المنطقة بسبب إصراراهم علي حماية بلدهم ولكي نعرف قيمة هذا الجيش لابد أن ندرك أن كثيرا من المخططات الأمريكية في المنطقة الجزء الأساسي فيها هو تدمير الجيش المصري لأنه لو تحقق لهم ذلك لأصبح من السهل التحكم في المنطقة، وتحويلها الي دويلات مفككة ضعيفة متناحرة تأتمر بأمر السلطان العثماني وتعبث فيها أيادي كل الطامعين فيها وفي ثرواتها ،السر في قوة هذا الجيش ليس السلاح ولا التكنولوجيا ،فبرغم أننا نمتلك أحدث الأسلحة والتقنيات الجديدة إلا أنه تظل كلمة السر في قوة الجيش المصري هو (الفرد المقاتل) الذي أذهل العالم وكان سبباً في أن تطلب كثير من دول العالم المتقدمة عسكرياً الدخول والمشاركة في مناورات عسكرية مع مصر كي تستفيد من خبرة وبسالة هذا المقاتل وقدرته علي استخدام الأسلحة بشكل ربما لا يحدث في كثير من جيوش العالم. ثقتنا في أبناء مصر البواسل بلا حدود،