في الأسبوع الماضي تناولت اليوم العالمي للمسنين، وتوقعت احتفال وزارة التضامن بهذا اليوم ولو بزيارة دور المسنين وتقديم وردة لهم.. ولكن للأسف خاب أملي وعوضتني الدكتورة نسرين البغدادي رئيس المركز القومي للبحوث بهديتها التي تمثلت في بحث مسح شامل أجراه فريق علي مستوي عال برئاسة الدكتور عزت حجازي والدكتورة سعاد عبدالرحيم الاستاذين بالمركز وزملاء لهما. يقول فريق البحث الآن توجد نظم مختلفة لتوفير رعاية كاملة للمسنين الذين تسمح حالتهم وظروفهم بأن يستمروا في الاقامة في منازلهم، مع تقديم الدعم ويتمثل في الطبيب والممرضة وأخصائي العلاج الطبيعي واخصائي التغذية بحسب حاجة المسن في بيته علي ضوء حزمة الرعاية المناسبة، ويعرف هذا النظام ببرنامج «المستشفي في البيت».. وعلي الدول الاستفادة من التقدم العلمي والتكنولوجي المذهل الذي تتسارع وتيرته يوما بعد يوم لرعاية المسن في المنزل، مما يخفف العبء النفسي والمادي عنه، ولمقدمي الرعاية، وفي الوقت نفسه الحفاظ علي شبكة العلاقات الاجتماعية. وفي الخارج ايضا وسائل بديلة لرعاية المسن، منها الاسرة الكفيلة التي تتولي رعايته رعاية شاملة بالاجر، وايضا المسكن الجماعي الذي يديره شخص يستضيف عدد محدود "اقل من عشرة" من كبار السن ولكن يعتمد كل منهم علي نفسه، مستفيدا من التيسيرات التي تتوافر في المسكن وهناك "احياء" بكاملها لكبار السن وهي الاكثر شيوعا. الا ان اختيار الاقامة في مؤسسة خاصة لا يخلو من المشكلات وابرزها عدم كفاية او ترتيبات الاقامة في حالة المسن الذي يعاني من مرض نفسي او عقلي، وعدم التزام العاملين في هذه المؤسسة بتوفير فرص كافية لحياة جيدة للمسن، واحتمال الاساءة اليه او التورط في العنف ضده، وايضا ارتفاع قيمة تكاليف الاقامة في الدار علي نحو يتجاوز قدرة المسن واسرته. ويمثل دخول دار المسنين القرار الصعب الذي يمثل نقطة تحول، وتجربة لا تخلو من العنف ومرحله تنهي الحياة الطبيعية المستقلة التي كان يعيشها، ليبدأ مرحلة الاعتماد علي الغير، وضمور شبكة العلاقات الاجتماعية وغياب الأهل والجيران والاصدقاء.. ومن النادر ان يجري فحص شامل ودقيق عند دخول دار المسنين، حتي يترتب عليها حزمة الرعاية الصحية. وتحرص الدول علي وضع التشريعات التي تضمن انشاء دور المسنين وفق معايير الجودة، والاشراف الدوري، والرقابة، وكفاءة الجهاز الوظيفي، وتدني تعلم العاملين، وتواضع الأجور والحوافز وعدم وجود نظام كفء لتقسيم العمل. ويقدم المسح صورة من داخل دور المسنين وغياب الرعاية النفسية وإقرار المسئولين فيها بأنفسهم بقصور الامكانيات البشرية والمالية والمادية.. وهنا السؤال.. أين دور وزارة التضامن والجمعيات الاهلية؟ منح الله الجميع موفور الصحة.