في محاولة لتأكيد اعتقاده بأن التصدي لتغير المناخ يتطلب «تضافر كل الجهود» جمعت السكرتير العام للامم المتحدة بان كي مون مزيجا جديدا وفريدا من الشركاء في مقر الأممالمتحدةبنيويورك في قمة تهدف إلي رفع الطموح، وتعبئة الموارد، والعمل من اجل التوصل الي اتفاقية دولية جديدة حول المناخ يأمل ان تصدق عليها كل الدول بحلول نهاية العام المقبل. ويشارك في القمة التي وصفت بانها «اكبر قمة عالمية حول المناخ» 120 من زعماء الدول والحكومات بينهم الرئيس عبد الفتاح السيسي. وتعد القمة اول تجمع دولي لمناقشة التغير المناخي منذ قمة كوبنهاجن الفاشلة عام 2009. وفي ختام القمة اعلن رؤساء الدول والحكومات المشاركون في القمة رؤيتهم والتزامهم والتوصل الي اتفاق بشأن المناخ العالمي في عام 2015، فضلا عن كشفهم عن إجراءات من شأنها الحد من الانبعاثات، وتعزيز المقاومة للتغيير المناخي. وبدأت القمة بفيلم بصوت الممثل الامريكي الشهير مورجان فريمان. ثم ألقي بان كي مون كلمة اعلن فيها رؤيته وتوقعاته لهذا الحدث. وفي خطوة غير مسبوقة، قاد السكرتير العام للامم المتحدة بان كي مون أضخم مظاهرة في التاريخ في نيويورك من اجل حث زعماء العالم علي التصدي لظاهرة التغير المناخي. وكان الحشد يعادل ثلاثة أمثال الرقم القياسي المسجل لهذه القضية قبل خمسة أعوام في كوبنهاجن.وأكد بان أن تغير المناخ هوالقضية الحاسمة في عصرنا وأنه ليس هناك وقت لنضيعه، مضيفا أنه إذا لم يتخذ المجتمع الدولي إجراء الآن، فسيضطر إلي دفع أكثر مما يدفعه الآن بكثير. وقال بان « ليس هناك خطة بديلة لأنه ليس لدينا كوكب آخر. علينا أن نعمل وأن نصعّد من عملنا».ووجه بان الشكر لعمدة نيويورك بيل دي بلازيوعلي التزامه القوي بجعل مدينة نيويورك نموذجا – من خلال جعل مباني مكاتبها صديقة للبيئة بحلول عام 2025، داعيا آخرين إلي أن يحذون حذوه. وجاءت مسيرة نيويورك بعد مسيرات مشابهة في 166 دولة، في بريطانيا وفرنسا وأفغانستان وبلغاريا. وكان مئات الأشخاص قد خرجوا في مسيرة قبل انطلاق القمة بالمنطقة المالية في مدينة نيويورك وأغلقوا الشوارع القريبة من سوق الأوراق المالية للتنديد بدور وول ستريت في جمع المال للأعمال التي تسهم في التغير المناخي. ويأتي الاحتجاج الذي سمي «اجتاحوا وول ستريت» غداة اضخم مسيرة حول القضية في التاريخ شارك فيها نحو310 الاف شخص في المدينة. وأوقف المحتجون حركة المرور في برودواي جنوب سوق الأوراق المالية في نيويورك، واحتلوا مربعين سكنيين تقريبا. وتم اعتقال اثنين بعدما حاولا عبور حاجز للشرطة. ولهذا التحرك جذور في حركة «احتلوا وول ستريت» التي بدأت في حديقة بوسط مانهاتن عام 2011 للاحتجاج علي ما اسمته ممارسات مصرفية جائرة تخدم الفئة الأغني التي تمثل واحدا في المائة تاركة وراءها 99 في المائة من سكان العالم.واعرب منظمو»اجتاحوا وول ستريت» عن املهم في أن ينجح تحركهم في الربط بين السياسات الاقتصادية والبيئية متهمين كبار المؤسسات المالية «باستغلال المجتمعات المحلية والعمال والموارد الطبيعية» من أجل تحقيق مكاسب مالية. وهذا الحدث جزء من أسبوع المناخ الذي يسعي لاستقطاب الاهتمام بانبعاثات الكربون وصلتها بارتفاع درجة حرارة الكوكب.