بعد ان كانت واشنطن هي التي ترفض تسليح المعارضة السورية وتمنع دول اخري من ارسال اسلحة لها بطريقة مباشرة.. يأتي قرار الكونجرس بالمصادقة علي خطة الرئيس الامريكي باراك اوباما بتدريب وتسليح هذه القوات بهدف مواجهة الدولة الاسلامية «داعش» واخراجها من المناطق التي تسيطر عليها في الرقة ودير الزور وشمال حلب ومناطق كردية اخري، بمثابة تحول نوعي في تعاطي الإدارة الأميركية مع الأزمة السورية المستمرة منذ اكثر من ثلاث سنوات . ثوار سوريا صحيح ان الولاياتالمتحدة لم تذكر بالاسم التنظيمات التي تنوي تدريبها وتسليحها الا انها تشمل بعض المجموعات التي كانت تعمل تحت راية الجيش السوري الحر وهواول تحالف مسلح للمعارضة يقاتل نظام الاسد منذ اكثر من ثلاث سنوات قبل تفككه الي مجموعات مختلفة اسلامية وغير اسلامية .. يأتي علي راسها جبهة ثوار سوريا وهوتحالف ذوتوجه علماني ظهر العام الماضي ردا علي تكوين الجبهة الاسلامية التي تمثل عددا كبيرا من القوي الاسلامية.بالاضافة الي مجموعة علمانية اخري تدعمها واشنطن وتدعي حركة حزم التي تكونت هذا العام وتضم حوالي 15 الف مقاتل، الي جانب لواء صقور الغاب، وأجناد الشام، وجيش المجاهدين، ولواء الفرسان إضافة إلي حزب الاتحاد الكردي الديمقراطي، ووحدات الحماية الشعبية والفرقة101 والفرقة13، وجبهة الأصالة والتنمية وسيكون الدعم من خلال التدريب والتمويل والتسليح وهي فصائل تنشط في مناطق عديدة من محافظتي، إدلب وحلب، وتضم في صفوفها نسبة كبيرة من الضباط المنشقين عن النظام، وتعرف بالتزامها العسكري وتعتبرها الإدارة الأمريكية فصائل معتدلة.. ومنذ ظهور تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا العام الماضي، فقد مسلحو المعارضة السورية الكثير من الاراضي لحساب هذا التنظيم الذي طردهم من شرق البلاد وجزء من شمالها كما طردهم النظام السوري من الوسط.كما ان هذه المجموعات ذا التوجه العلماني غير مجهزة بشكل جيد . دولة اسلامية وسيكون معيار دعم وتسليح هذه القوات - ومعظمها يتركز في شمال سوريا وخصوصا في محافظتي حلب وادلب انها تسعي لإقامة دولة مدنية وتعمل علي اسقاط نظام بشار ولا تنتوي اعلان خلافة اودولة اسلامية علي غرار الدولة الاسلامية اوجبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة وستقوم المخابرات الامريكية بأختيار 5000 عنصر من هذه الفصائل، لتدريبها كمرحلة اولي في معسكرات تدريب في الاردن والسعودية وفي ظل عدم وجود استراتيجية أمريكية واضحة تختلف الاراء وتتضارب في طبيعة المهام التي ستقوم بها هذه القوات لصالح واشنطن حيث يري البعض ان الادارة الامريكية تسعي لقلب الموازين في سوريا لصالح المعارضة التي تصفها بالمعتدلة ..فليس هناك أي خطة لضمان أن المسلحين الذين سيتم تدريبهم سيلتزمون بمحاربة داعش، كعدو رئيسي للإدارة الأمريكية وهومااكده الجنرال مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الأركان الامريكية المشتركة في شهادته أمام الكونجرس الاسبوع الماضي، عندما قال إن الولاياتالمتحدة ليس لديها أي اتفاق علي الإطلاق مع الثوّار السوريين بمهاجمة مقاتلي الدولة الإسلامية فقط بدلاً من نظام الأسد. ويري المراقبون ان البيت الأبيض لا يريد هذا الاتفاق أساساً كما اوضح مسئوولون امريكيون وأنه ليس سراً أن الولاياتالمتحدة ترغب أيضاً في قيام الثّوار بإضعاف نظام بشارالأسد ودعم المعارضة السورية لتكون قادرة علي السيطرة علي الأراضي والحفاظ عليها بعد طرد داعش لغة التهديد ويبدو ان ذلك هوالسبب في تحول الموقف الرسمي السوري من لغة التهديد الي لغة التهدئة فبعد ان كانت سوريا منذ ايام قليلة تهدد باحتمال تصديها للطائرات الامريكية اذا قامت باختراق الاجواء السورية لضرب مواقع داعش دون التنسيق مع الحكومة السورية، تغير الموقف السوري وظهرت عروض للتعاون مع واشنطن من خلال محمد جهاد اللحام رئيس البرلمان السوري الذي بعث رسائل الي رئيسي مجلسي الشيوخ والنواب الامريكيين يدعوهما فيها الي التعاون مع سوريا من اجل انقاذ ارواح السوريين والامريكيين من احتمال وقوع هجوم ارهابي من داعش اوجبهة النصرة صحيح أن هناك بعض الأصوات الأمريكية التي لا تري مشكلة في دور يلعبه الأسد أودور ما تلعبه إيران في المرحلة الحالية، لكن هذا التوجه يلقي معارضة كبيرة من بعض الدول العربية مثل السعودية وغالبية المسئولين الأمريكيين وصنّاع القرار ومنهم السيناتور جون ماكين الذي يري أن الأسد لن يرحل من دون تدخل عسكري مباشر أوتسليح نوعي مباشر للمعارضة السورية خطة اوباما ومع ذلك يحذر الخبراء من اخطاء يمكن ان تقع فيها واشنطن وتصب في صالح الدولة الاسلامية اوالنظام السوري منها سقوط الاسلحة والمعدات الامريكية المتقدمة في ايدي قوات داعش أو ان تستخدم هذه الفصائل الاسلحة ضد النظام السوري وليس ضد قوات داعش علي اعتبار ان اسقاط النظام يمثل الاولوية بالنسبة اليها.. كما ان هناك مجموعة اخري من المخاوف عبر عنها عدد كبير من اعضاء الكونجرس بمجلسيه الذين عارضوا خطة اوباما وصوتوا ضدها، منها ان عملية الاختيار الامريكية لبعض فصائل المعارضة السورية لتسليحها واستبعاد البعض الآخر -اكثر من الف فصيل مقاتل -سيحدث انشقاقات كبيرة في ساحة المعارضة السورية المسلحة، سياسيا وعسكريا، خاصة في صفوف الجبهات الاسلامية، والبعض يري انهم قد ينضمون لتنظيم داعش اوجبهة النصرة كرد فعل علي استبعادهم وهوما قد تفعله ايضا المجموعات التي ترفض العمل تحت التحالف الامريكي وهناك توقعات بأن نسبة كبيرة جدا من عناصر تنظيم احرار الشام السوري المتشدد في طريقها للانضمام الي الدولة الاسلامية اوجبهة النصرة باعتبارها الاقرب ايديولوجيا، وذلك بعد العملية العسكرية التي تعرضت لها الجبهة مؤخرا والتي تسببت في تصفية خمسين قياديا في التنظيم إثر تفجير جري الاعداد له جيدا، بالتنسيق مع المخابرات الامريكية، لوجود اعتقاد راسخ بأن هذا التنظيم لن يشارك في المخطط الامريكي الجديد ولن يقاتل ضد داعش،ومن غير المستبعد ايضا ان تشهد الفترة القادمة مصالحة بين جبهة النصرةوتنظيم الدولة الاسلامية.