أظهرت وثائق دبلوماسية أمريكية نشرها موقع ويكيليكس أن فرنسا تريد اعترافا بدولة فلسطينية. وقالت البرقية ان وزير الخارجية الفرنسي السابق بيرنار كوشنر ناقش مع المبعوث الأمريكي إلي الشرق الأوسط جورج ميتشل احتمال الاعتراف بدولة فلسطينية بصرف النظر عن نتائج مفاوضات السلطة الوطنية الفلسطينية مع إسرائيل.واوضحت البرقية الصادرة بداية 2010 عن السفير الأمريكي في باريس تشارلز ريفكين أن كوشنر ذكر أمام ميتشل الفكرة المثيرة للجدل حول عرض الاعتراف بدولة فلسطينية في ذلك الوقت بدون تعريف حدودها أو عرض الاعتراف بدولة فلسطينية في إطار جدول زمني محدد بغضّ النظر عن نتائج المفاوضات.وقال السفير الأمريكي في البرقية قبيل زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون لفرنسا- إن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يتفق مع الأمريكيين علي ضرورة مساعدة الرئيس الفلسطيني محمود عباس للعودة إلي مائدة المفاوضات من خلال تقديم برامج مساعدات وضمانات ودعم القادة العرب.وقال ريفكين إن ساركوزي ملتزم بدفع فرنسا للعب دور فعال في عملية السلام بالشرق الأوسط غير أنه وصفه بأنه "ليس صبورا" وبأنه يحاول استباق الأحداث قبل خطط الحكومة الأمريكية. وأوضحت الوثيقة أن فرنسا مهتمة بلعب دور الوسيط لإعادة إطلاق مسار السلام السوري الإسرائيلي وأشارت إلي أن الحكومة الفرنسية تقاربت مع سوريا في السنتين الماضيتين جزئيا بهدف محاولة إضعاف علاقات دمشق مع طهران. كما تحدثت البرقية عن الدور الفعال الذي تلعبه فرنسا إلي جانب الولاياتالمتحدة في مكافحة "الإرهاب" وخاصة في شمال أفريقيا واليمن وعلي التزامها بالحرب في أفغانستان بالإضافة إلي موقف باريس من الملف النووي الإيراني وتحسن علاقاتها مع روسيا والصين. وفي برقية اخري, فضلت الإمارات العربية نشر تفاصيل اغتيال محمود المبحوح القيادي بحركة المقاومة الاسلامية (حماس) في دبي منذ نحو عام بعد أن رأت أن الصمت سيُنظر إليه علي أنه انحياز إلي جانب اسرائيل.وكتب السفير الأمريكي ريتشارد أولسون في برقية دبلوماسية مستشهدا بمحادثة مع مستشار إعلامي لحكومة الإمارات يقول فيها "كان الخياران اللذان بُحثا هما التكتم التام أو كشف المحتوي الكامل تقريبا لتحقيقات الإمارات."وقال اولسون أن عدم ذكر شيء "كان سيُفَسر علي أنه حماية للاسرائيليين."وتشير البرقيات التي أذاعها ويكيليكس أن الحدث خضع للبحث لمدة تسعة أيام علي أعلي مستوي قبل اذاعته. واضاف "أُعِد البيان بعناية بحيث لا يشير بأي اصبع لأحد وانما يشير ... إلي عصابة يحمل أفرادها جوازات سفر غربية علي أن يُفسر محليا علي أنه يشير إلي الموساد." ومن جهة اخري, قالت صحيفة يونجا فيلت الألمانية إن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما كان لها الكلمة الفصل في تحديد ما ينبغي أن تنشره وما تتغاضي عنه خمس صحف عالمية من محتويات وثائق ويكيليكس. ونقلت الصحيفة في مقال بعنوان "حذف - اختصار - تكتم" عن ديفد سانجير المحرر المشرف علي تحديد وثائق ويكيليكس المسموح بنشرها في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية قوله "قمنا في صحيفتنا بإجراء غير مألوف في عالم الصحافة الحرة، وهو عرض نحو مائة برقية دبلوماسية سرية حصلنا عليها -قبل نشرها- علي الحكومة الأمريكية وسألناها عن رأيها في كيفية تعاملنا تحريريا مع هذه الوثائق".وقال سانجير إن إدارة أوباما "ردت علينا بمقترحات كثيرة علي الوثائق لكننا لم نوافق عليها"وذكر محرر نشر وثائق ويكيليكس بنيويورك تايمز أن رئيس تحرير الصحيفة بيل كيلر وعددا من المحررين فيها اتخذوا في النهاية قرارا حدد موقف الصحيفة من مقترحات الحكومة الأمريكية لكيفية التعامل مع الوثائق السرية.وأشارت الصحيفة الألمانية إلي أن سانجير أكد أن نيويورك تايمز رضخت في بعض الحالات لطلب الحكومة الأمريكية، ومنعت نشر عدد من البرقيات السرية.وقالت يونجا فيلت إن مجلة دير شبيجل الألمانية التي كانت واحدة من بين خمسة أكبر مطبوعات عالمية نشرت وثائق ويكيليكس، قد اتبعت نفس الطريقة في تعاملها مع البرقيات السرية المفصلة المتضمنة لحديث رئيس الهيئة البرلمانية لحزب اليسار الألماني المعارض جريجور جيزي مع السفير الأمريكي في برلين فيليب مورفي.