سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لندن تحبس أنفاسها.. والعالم يترقب باهتمام اسكتلندا تحدد مستقبلها في استفتاء تاريخي بعد 3 قرون من الوحدة
دعوات دولية لبقاء بريطانيا «موحدة».. وأقليات تتطلع لتقرير المصير
الناخبون الاسكتلنديون يصطفون للإدلاء بأصواتهم أدلي ملايين الناخبين الاسكتلديين أمس بأصواتهم في استفتاء تاريخي لتقرر مصر بلادهم إما الاستقلال عن بريطانيا وإنهاء 3 قرون من الاتحاد أوالبقاء جزءا من المملكة المتحدة. وشهد الاستفتاء إقبالا تاريخيا وسط منافسة محتدمة بين المعسكرين المؤيد للاستقلال والمعارض له. وأظهر آخر استطلاع للرأي ارتفاع نسبة المعارضة للاستقلال إلي 53% مقابل 47% للمؤيدين. ويعد هذا الاستفتاء الثالث الذي تشهده اسكتلندا التي تقع شمال انجلترا وتمثل ثلث مساحة المملكة المتحدة ويقطنها أكثر من 5 ملايين نسمة يعاني 6% منهم من البطالة رغم النموالاقتصادي الذي حققته في الآونة الأخيرة. فقد تم تنظيم الاستفتاء الأول عام 1979 مع تردي الوضع الاقتصادي في ظل الإجراءات التي تنبتها رئيسة الحكومة الراحلة مارجريت تاتشر. وكانت الحكومة البريطانية قد اقترحت هذا الاستفتاء لمنح اسكتلندا حكم ذاتي ورغم أنه انتهي بالفشل إلا أنه تم إنشاء جمعية وطنية محلية. وفي عام 1997 تم تنظيم الاستفتاء الثاني حول منح صلاحيات للبرلمان الاسكتلندي وهوما مكن إسكتلندا من التمتع بحكم ذاتي مع صلاحيات واسعة في عدة مجالات مثل الصحة والتعليم والقضاء. وسيؤدي الاستفتاء إلي سيناريومن 3 إما الاستقلال ليكون علي الحكومة الاسكتلندية برئاسة أليكس سالموند أن تخوض محادثات طويلة وصعبة ويسعي سالموند إلي إعلان الاستقلال التام في 24 مارس 2016 الذي يوافق الذكري ال309 للاتحاد مع بريطانيا علي أن تجري الانتخابات في مايو من العام نفسه لاختيار برلمان وحكومة جديدة. وسيكون علي أدنبرة أيضا أن تخوض محادثات حول انضمامها إلي الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وحلف شمال الأطلنطي. أما السيناريوالثاني فهورفض الاستقلال وهومايشكل اختبارا لجدية التعهدات التي أطلقها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وزعماء الأحزاب البريطانية حول منح البرلمان الاسكتلندي مزيدا من الصلاحيات مما يعني أن الوضع في اسكتلندا لن يبقي علي حاله مهما كات نتائج الاستفتاء. ورغم صعوبة تحقيقه علي أرض الواقع يبقي هناك سيناريوثالث مستحيل هوأن تتساوي الكفتين أي ينقسم الاسكتلنديون حرفيا إلي نصفين ولم يضع الممشرعون في كلا الجانبين أي تصور للتعامل مع ذلك الوضع. ويحبس العالم أنفاسه مترقبا نتائج الاستفتاء حيث تأمل غالبية الدول أن يصوت الاسكتلنديون ب»لا». ولأسباب عدة تتراوح ما بين المصلحة الوطنية ومقتضيات الجغرافيا السياسية تأمل معظم الدول من بكين إلي واشنطن ومن موسكوإلي نيودلهي في بقاء المملكة المتحدة متماسكة حتي لا تخلق سابقة تسير علي نهجها دول تطالب أقاليم فيها بالاستقلال. ففي الولاياتالمتحدة أعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما في تغريدة علي موقع تويتر عشية الاستفتاء اسكتلندا عن أمله في أن تبقي المملكة المتحدة «قوية وموحدة» لكنه أكد أن الاختيار متروك للناخبين. ومن بين شركاء بريطانيا في الاتحاد الاوروبي قالت ألمانيا صراحة إنها تفضل بقاء بريطانيا موحدة بينما تأمل دول أخري مثل إسبانيا وبلجيكا وإيطاليا ألا يؤدي تصويت الاسكتلنديين إلي تفاقم مشكلات تؤثر علي تماسكها الوطني. أما الجماعات التي تتطلع إلي أن تصبح اسكتلندا دولة ذات سيادة فهي الجماعات التي تطالب بدولة مستقلة مثل سكان إقليم قطالونيا في إسبانيا والكشميريين في الهند والأكراد المنتشرين في تركيا والعراق وإيران الذين يتوق كثير منهم إلي تقرير المصير. وعلي مدار التاريخ قدمت اسكتلندا عددا كبيرا من الشخصيات البارزة من بينهم المفكر الاقتصادي آدم سميث والكاتب سير والتر سكوت والشاعر روبرت برنس إلي جانب رئيس الحكومة البريطانية السابق جوردن براون والنجم السينمائي شون كونري ولاعب التنس اندي موراي.