في نطاق الاستعدادات للقاء القمة يشعر الجميع بلا استثناء ان الاهلي سوف يلعب مع شيكابالا وليس مع الزمالك.. اصبحت المواجهة بين فريق ولاعب وهذا اخلال شديد بالمنطق وتقليل من شأن الفريقين معا وايضا من شأن المدربين وباقي اللاعبين الذين هم نجوم المنتخب الوطني.. وتدفعنا هذه الحالة الغريبة الي كثير من الاندهاش ان يكون شيكابالا بلا دور مع منتخب بلاده في السنوات الاخيرة حتي وهو منضم الي صفوفه بلا رغبة منه ولا من جهاز المنتخب في ان يصبح له دور. ويمتد الاندهاش الي ما نراه ونرصده من تسخير كل الطاقات والاقطار لدي الطرفين في اتجاه التعامل مع اللاعب في المباراة وكأنه ساحر جاء من كوكب اخر وفاجأنا بألعاب سحرية تتجاوز الواقع والمنطق وتمنحه نظرة اسطورية.. نري وسائل الاعلام تنقل عن الاهلي تفرغه للتدريب والتخطيط في كيفية ايقاف اللاعب وعزله عن فريقه داخل الملعب، حتي ان مساعي الجهاز الفني لعلاج حسام عاشور لاعب الوسط هدفها- من وجة نظر الكثيرين- تجهيزه لرقابة شيكابالا وليس لاكمال قوة خط وسط فريق يحتاج كل لاعبيه المتميزين اصحاب المهام الحيوية. وكذلك يشعرنا الزمالك بانه يملك عنصر التميز والتفوق الحاسم علي الاهلي متمثلا في شيكابالا وانه وحده مع اي نوع من اللاعبين قادر علي مواجهة الاهلي. ولو تخيلنا ان شيكابالا اصيب مثلا فجأة.. فهل يعتقد هولاء اننا سنشاهد مباراة اخري غير مباراة القمة بين الناديين الكبيرين.. ولو افترضنا ان اي لاعب في الاهلي غير عاشور استطاع مراقبة شيكابالا ونجح في مهمته، فهل هذا يكفي ان تختل كل الموازين وتتغير التوقعات وتشير المباراة في اتجاه اخر غير الذي نتخيله، فنري الاهلي »مرتاحا« ومتفوقا ومنطلقا في الملعب ونري الزمالك محبطا ومنكسرا وكأن »ولي امره« مات فجأة فاصبح فريقا بلا ظهر يسنده ولا انياب »يعض« بها، وتكون الهزة النفسية التي يتعرض لها كافية لان ينهار وينهزم. اتذكر المدرب البرتغالي الاشهر مورينيو وهو يدرب انتر ميلان الايطالي عندما سألوه عن خطورة النجم الارجنتيني ميسي قبل لقاء برشلونة في دوري الابطال الاوروبي وكيف سيواجهه.. فقال لهم انه لاعب متميز لكنه ليس معقولا ان اشغل كل وقتي لافكر في ميسي فهو مجرد لاعب سنحاول الا يكون مؤثرا بقوة لمصلحة فريقه.. والتقي الفريقان وتفوق الانتر ولم يفعل ميسي شيئا بعد ان نجح مورينيو في عزله عن زملائه بشبكة عجيبة من اللاعبين المراقبين له.. راقبوه وفي نفس الوقت ادوا ادوارهم الاخري في الملعب بحيث لم يفقد الانتر شخصيته في الملعب ولم يعدل في طريقته.. كان يكفي الانتر ان يجعل برشلونة المتميز جدا في الاستحواذ ان ينقل الكرة مائة مرة لكنه لا يصل بسهولة الي المناطق الخطيرة غير المحمية.. فظهر الفريق الاسباني »الخرافي« وكأنه يحرث في الماء او يطحن الهواء.. وعندما اراد جوارديولا مدرب برشلونة ان يحرر ميسي من هذا الحصار حاول تحريك النجوم الاخرين مثل تشابي وانيستا لكي يسهل علي ميسي الافلات من الحصار والتمرير السهل الا ان شبكة مورينيو كانت تغطي نصف ملعبه بالكامل. اذن ليس منطقيا ان نبني نظرتنا للمباراة علي لاعب واحد فقط ربما يتعرض لظروف طارئة تخرجه من اللقاء او حتي من الملعب.. والمؤكد ان زيزو وحسام حسن لهما نظرة مختلفة حتي لو لم يكن الاختلاف كليا ومتطابقا مع نظرة الاخرين.. صحيح سوف يكون اهتمام متزايد باللاعب الا انه لن يكون كل شيء او معظم الاشياء.. فهناك اخطاء دفاعية وادوار ناقصة في الخطوط الخلفية هي الاهم والاكثر خطوة علي الفريقين من دور شيكابالا.. وهناك مراكز تمثل نقاط ضعف لابد وانها تشغل فكر الجهازين.. وهناك حالة نفسية يجدر الاهتمام بها.. وهناك نقص شديد في مركز رأس الحربة يفرض علي المدربين البحث عن حلول اخري للاداء الهجومي. هناك عمل فني كبير يجب ان يقوم به المدربون يتجاوز كثيرا مجرد عمل خاص يمكن ان يقوم به شيكابالا حتي لو اعترفنا جميعا بانه لاعب يستطيع ان يصنع الفارق اذا استجابت له الكرة وتهيأت له الاجواء المحيطة به كلاعب شديد التأثر بما يحيط به في الملعب وغير الملعب.. ولو انساق الزمالك وراء الرهان فقط علي شيكابالا فسوف يخسر.. وربما يتذكر حسام حسن ان اللاعب في مرحلة ما كان يلعب بمفرده فظهر الفريق ناقصا لاعبا يعزف بمفرده بعيدا عن الكورال.. ولم يقفز شيكابالا الي هذا التميز الا بعد ان تعلم انه يحتاج ايضا لزملائه وليس للكرة فقط.. فلا يوجد اي نجم عظيم في العالم كله لا يحتاج زملاءه باستثناء مارادونا فقط الذي كان يكفيه ان تصله الكرة.. وقد عبر خبير كروي عالمي عن ذلك عندما سألوه عن الفارق بين مارادونا وزين الدين زيدان وكان الاخير في اوج تألقه.. فقال ان زيدان يحتاج زملاءه حتي لو استحوذ علي الكرة بينما مارادونا يحتاج الكرة فقط لكي يصنع الفارق.. وبالطبع لن يكون شيكابالا مارادونا. ولو خاف الاهلي من شيكابالا زيادة عن اللزوم فانه سينزل الملعب ولا يري فيه الا لاعب واحد يجري وراءه بينما يكون مطلوبا منه ان يجري وراء لاعبين اخرين حصلوا علي ادوار اهم من دور شيكابالا في اطار حسابات ربما يفاجيء حسام حسن بها الاهلي تعتمد علي اداء فريق كامل وليس اداء نجم متكامل.