للإعلان أصول وفنون لابد من مراعاتها، بدءا من اختيار مصمم الإعلان وصاحب الفكرة التي لابد أن تكون جديدة جذابة، وهنا أتحدث عن الإعلانات التليفزيونية المصرية والتي تظهر في الفضائيات المختلفة، وللأسف معظمها يدور حول الطعام والشراب وياليت هذه الإعلانات تراعي جمال الفكرة بل هي تقدم نموذجا بشعا للحصول علي هذا المنتج ضاربا عرض الحائط بكل المبادئ والأخلاق التي ينشأ عليها الأطفال" الشريحة الأكبر الموجه لها هذا الإعلان"،الأنانية وعدم الاكتراث بالآخرين، صفات يغذيها مثل هذه الإعلانات، وبالتالي يقلدها أطفالنا، وبذلك نخلق جيلاً شب علي الأنانية التي أحالت حياتنا جحيما! أما الجهل بالتاريخ فهذا موضوع آخر يجسده إعلان يظهر العالم »عباس بن فرناس« بمظهر ساذج، ولا أظن أن واضع هذا الاعلان يعرف أن »عباس بن فرناس« مخترع وفيلسوف مسلم من الأندلس وكان له اهتمامات بالرياضيات والفلك والكيمياء والفيزياء واشتهر بمحاولته الطيران ودفع حياته ثمنا لطموحه العلمي، هذا هو ابن فرناس الذي جعله البعض مادة للسخرية. ظهور إعلان بهذا يدل علي جهل مطبق من صانعيه.. وهذا مثال فغيره كثير، حتي الإعلانات التي تقدم للترويج للسياحة في بلدنا لابد أن تتضمن "رقصا شرقيا" وكأن كل المصريات راقصات! الف باء الإعلان هو الموهبة وعنصر الجذب والرقي في التناول، ابحثوا عن أصحاب المواهب في هذا المجال حتي لا نشوه ماضينا ومستقبلنا، إعلان يعني رسالة قيمة تغذي العقل وتهذب الروح وأيضا تروج للسلعة بشكل جذاب، الجمال يا سادة هو المطلوب كفانا قبحا. ثناء أبو الحمد