د . وائل نصار العلاج بالحويصلات الخلوية متناهية الصغر .. هو احدث ثورة طبية يشهدها العالم .. ويعلق عليها العلماء آمالا كبيرة في علاج العديد من الامراض المستعصية وتحقيق نتائج مبهرة تفوق ما تحقق في مجال العلاج بالخلايا الجذعية . وتقنية العلاج بالحويصلات متناهية الصغر أو «النانو فيزيكالز».. تعد تطويرا لتقنية العلاج بالخلايا الجذعية لتحقيق نتائج أفضل .. فهذه الحويصلات تفرزها معظم خلايا الجسم و تقوم بنقل المعلومات الجينية بين الخلايا لضمان كفاءة عمل الجسم .. وفي عام 2007 اكتشف العلماء أن المعلومات الجينية المحمولة علي هذه الحويصلات يمكنها التحكم في الاداء الوظيفي للخلايا المستقبلة لهذه المعلومات الجينية وأنه يمكن التحكم في كمية ونوعية المعلومات الجينية المحمولة علي الخلايا الجذعية لتحقيق نتائج افضل في علاج الامراض المزمنة والمستعصية. وقد قامت العديد من المراكز البحثية في الدول المتقدمة بإنشاء مراكز متخصصة في دراسة الحويصلات المتناهية الصغر في تخصصات مختلفة كالأورام والقلب والكلي والسكر والامراض الفيروسية مثل فيروس سي والايدز والإيبولا وأمراض الجهاز العصبي مثل شلل باركنسون والالزهايمر والأمراض المناعية المختلفة كالروماتويد. وفي مستشفي الساحل التعليمي قام فريق بحثي بتسجيل أول بحث مصري في استخدام الحويصلات الخلوية المتناهية الصغر الناتجة من الخلايا الجزعية بالتعاون مع الدكتورة مرفت الانصاري أستاذ الباثلوجيا الاكلينيكية كلية طب القصر العيني.. وقد تمت الموافقة علي تسجيل البحث في هيئة الابحاث الاكلينيكية الامريكية في شهر ابريل 2014 و في انتظار موافقة اللجنة العلمية بهيئة المستشفيات التعليمية لبدء هذا البحث لأول مرة في مصر. ويقول دكتور وائل نصار رئيس وحدة زرع الكلي بمستشفي الساحل التعليمي والمشارك في البحث ان هذا البحث يتم علي استخدام الحويصلات الخلوية متناهية الصغر او النانوية في علاج مرضي السكري من النوع الاول.. بهدف حماية هؤلاء المرضي من الاصابة بالفشل الكلوي والذي يهدد مرضي السكر علي المدي الطويل. وعن بدء اكتشاف تقنية الحويصلات متناهية الصغر يقول ان الأبحاث العلمية الحديثة اكتشفت أن 99% من الخلايا الجزعية يختفي خلال أيام بعد حقنها في جسم المريض..وأن الاداء الوظيفي للخلايا الجذعية ناتج عن قدرتها علي افراز دلالات جينية داخل حويصلات خلوية متناهية الصغر يتم نقلها عن طريق سوائل الجسم المختلفة وهي التي تقوم باداء الوظيفة العلاجية للخلايا الجزعية. ومع استمرار الأبحاث أمكن التحكم في المحتوي الجيني لهذه الحويصلات وبالتالي التحكم في استخدامها في علاج عدد كبير جدا من الامراض . وعن الفرق بين العلاج بالحويصلات متناهية الصغر وبين العلاج بالخلايا الجذعية يقول د. وائل نصار ان أبحاث الخلايا الجزعية لم تحقق علي مدي ثلاثة عقود النجاح المتوقع منها..حيث تواجه مشاكل عديدة لم تستطع الأبحاث التغلب عليها مما ادي لبطء النتائج البحثية و تأخر استخدامها الاكلينيكي في علاج المرضي .. ومن أهم مشاكل الخلايا الجذعية ضرورة اجراء التحليل الخاصة بالتوافق بين المريض والمتبرع قبل نقل هذه الخلايا ..ثم ضرورة استخدام الادوية المثبطة للمناعة بعد الزرع .. مع وجود احتمالات كبيرة لرفض الجسم وفشل عملية الزرع وصعوبة تكرارها .ومن مخاطرالخلايا الجذعية أيضا احتمال تحولها بعد زراعتها في الجسم الي خلايا سرطانية .. أما العلاج الجديد باستخدام الحويصلات النانوية فلا يحتاج لإجراء تحاليل توافق الأنسجة مثل الخلايا الجذعية كما يمكن استخراجها من كل مريض لنفسه دون اللجوء الي متبرع خارجي..وبالتالي لا يرفضها الجسم ولا يحتاج المريض لأدوية مثبطة للمناعة .. ولا تواجه هذه الخلايا مخاطر تحولها لخلايا سرطانية. ومع النتائج المبشرة لهذه الأبحاث علي مستوي العالم أقرت منظمة الأغذية والدواء الامريكية ( FDA ) استعمال العلاج بالحويصلات المتناهية الصغر من الخلايا الجذعية من نفس المريض في علاج القصور الكلوي الحاد المصاحب لعمليات القلب المفتوح وتغيير شرايين القلب وبعض أورام الرئه.. ولازالت الابحاث تكشف كل يوم عن نتائج مبهرة في علاج الامراض المختلفة بالحويصلات النانوية .