مصطفي حسين حالة متفردة.. القامة الباسقة العالية التي تبدوفي رشاقة خطوطه الرشيقة الساخرة ما زلت أراه بعين التلميذ الذي ما زال حتي اليوم يقف أمام أعماله ليتعلّم منها شيئا جديدا.. له معالجاته اللونية وتصريفاته الخاصة .. هذا الفنان الذي اذا رسم البحر وجدته يتلاطم .. المسافات في خياله شاسعة بعمق.. مهما كنا نرسم نحن معشر رسامي الكاريكاتير ونجوّد .. فالساحر مصطفي حسين يأتينا دائما بجديده الذي يدهشنا.. ألم يفعلها كثيرا علي مدي عقود شكلت في عقول ووجدان أجيال عديدة ؟.. النقش علي المسافة بين الإنسان وعقله عندما يدور الحوار والمغزي الذي يرمي اليه.. نعم.. هوبخطوطه الرشيقة الجريئة وألوانه المبهجة الطازجة التي تكاد تلمسها بعينيك ضوءا وظلا الي درجة التجسيم ..أستاذي مصطفي حسين الذي أراه يوقّّع دائما لوحاته التي ينتهي من رسمها (من اليسار الي اليمين ) باتقان شديد .. هوهمزة الوصل بين القارئ ونفسه.. خطوطه الكاريكاتيرية الساخرة تحمل تعبيرات الدهشة والمفارقة .. فتشد الانتباه الي إكمال الحوار بين القارئ ونفسه في العديد من الأمور والخروج بانطباع ما قبل الانصراف الي زاوية أخري . رحل الفنان الذي ترك بصمته علي أرواحنا جيلا بعد جيل .. تتخرج علي يديه أجيال تتبعه .. وأجيال تدعي الاختلاف .. لكن مصطفي حسين يظل دائما هوالطاووس في براعة الخطوط والألوان.. والمعاني والدلالات .. سيظل موجودا بفنه الساخر كحجر زاوية في حركة الكاريكاتير.