الأرصاد الجوية تتنبأ بعواصف وامطار يومي الخميس والجمعة القادمين.. وهي حالة جوية مضطرية تتناسب وتتزامن مع حالة فنية مضطربة ايضا يعيشها فريقا الاهلي والزمالك عبرت عن نفسها في مباراتي المقاولون ووادي دجلة بصرف النظر عن النتيجتين »وعندما يجتمع اضطراب الطبيعة واضطرابات الملعب والمدرجات، فإننا نكون بصدد قمة غاضبة غير مريحة ولاممتعة.. غضب من الطبيعة وغضب من الأداء وغضب من النتيجة بكل انواعها بما فيها التعادل الذي لن يرضي الطرفين.. الأهلي الذي يريد أن يمسح كل شيء في الاخيرة الفترة ويبدأ منها مرحلة جديدة يفوز فيها يعيده إلي المنافسة ويعيد اليه الثقة المفقودة .. والزمالك الذي يريد أن ينتهز افضل فرصة يمكن ان تتاح له لكي يفوز علي الاهلي بعد صيام سنوات واقتراب أكبر من فرصة العودة لمنصات التتويج. الإستفزاز متوافر افي الشارع وترجمته داخل الملعب ومؤكدة بسبب تحولات جديدة تشهدها الكرة المصرية نتجت عن شيخوخة جيل عظيم من النجوم انهي علي مدار سنوات مهام انجاز اعمال كبيرة في الاهلي والمنتخب والايقابله حالة اقتناع أو تفكير موضوعي ومنطقي يعترف بحقائق الحياة حيث من المحال دوام الحال بفعل الزمن.. جمهور الاهلي لايريد الاقتناع بألانتقال من جيل لجيل يحتاج استراحة محارب ولحظة تأمل وبناء جديد ويظل منفعلا ومستفزا طالبا التميز الدائم الذي يستحيل تحقيقه في اي مكان في العالم ومع اي فرق عالمية كبيرة.. ولذلك هو لن يرضي الا بالفوز واي نتيجة اخري سوف تدفعه إلي الغضب والثورة علي ناديه وفريقه وخصمه.. ويؤدي ذلك بالتبعية إلي ردود فعل من إدارة الاهلي لتطلق يدها في اتجاه اعادة بناء سريعة للفريق تصبح فيها الاندية الاخري واتحاد الكرة تحت ضغط تغيير خريطة اللعبة لضم اكبر عدد من اللاعبين المتميزين، وقد ظهرت الملامح مبكرا بالدعوة »الخيثة« لزيادة القوائم إلي 03 لاعبا ثم استبدال اللاعب المعار بأخر جديد.. وهي بداية خطيرة لتغيير خريطة المنافسة التي وصلت الموسم الماضي وهذا الموسم إلي افضل حالاتها بتقارب مستويات الفرق وقوة المباريات وضراوة المنافسة حتي اصبح صعبا الان ان تتوقع من يفوز ومن يحصل علي اللقب ومن يهبط إلي الدرجة الثانية. ويدعم هذه المخاطر ما قرأنا من شروط وضعها مانويل جوزيه المدير الفني السابق والقادم اهمها التعاقد مع خمسة لاعبين سوبر.. فهو يريد أن يأتي إلي فريق جاهز للفوز وسوف تكافح إدارة الاهلي لكي تلبي رغبته وكان بمقدورها ان تكافح مع المدربين المصريين الذين ارتقوا تحمل المسئولية بأقل المتاح من القدرات الفنية حتي لعب حسام البدري ثم عبدالعزيز عبدالشافي بدون خط هجوم في لقاءآت كثيرة مهمة. وجمهور الزمالك تسيطر عليه فكرة حتمية الفوز علي الأهلي، وهو مرعوب من ألايحدث ذلك بافتراض انه اذا تعذر الفوز اليوم فمتي يتاح إذن.. وأيضا اذا تعذر الحصول علي اللقب هذا الموسم فكيف يكون متاحا في مواسم قادمة عندما يعيد الأهلي بناء فريقه .. وهي اذن حالة من التحفز والاستنفار لاتقبل الفصال ولا المناقشة.. وسعادة هذا الجمهور بنتائج الفريق لاتجعله يلتفت إلي حالته الفنية وكيف ان خط الدفاع لايختلف كثيرا عن نظيره في الاهلي.. بل لاتوجد فروق واضحة في حجم اخطاء وسط الملعب.. ويعرف الفنيون والخبراء ان الفارق الاكبر هو الحالة النفسية التي يعيشها الفريقان.. وهذا لايلغي حقيقة ان الزمالك يتفوق في جوانب فنية.. بناها حسام حسن المدير الفني علي مدار اشهر طويلة ودعمها بإدارة الفوز وروح معنوية عالية واعادة صياغة اداء وانتاج بعض النجوم وعلي رأسهم شيكابالا الذي اصبح اكثر قبولا لفكرة الاستسلام لارادة حسام حسن.. وشيكابالا في حد ذاته احد مصادر العواصف التي ستهب علي القمة في »العملية 601« ضمن سلسلة عمليات التصادم بين الاهلي والزمالك ولايخفي علي احد انه محط انظار الطرفين.. يريده الزملكاوية ان يفعل بالاهلي مايفعله في الفرق الاخري ويريد الاهلوية ان يخرج من الملعب ويخرج من المباراة.. وعبر الاثنان صراحة عن نواياهما وتبادلا مظاهر العداء في المباريات الاخيرة كل منهما يتوعد الآخر.. بل هناك من يعتقد ان درجة تفاعل شيكابالا مع عاصفة القمة هي التي ستحدد النتيجة.. واذا كانت مهمة جمهور الاهلي سهلة في إطلاق حملة افراح اللاعب من المباراة بهتافات معروفة يسهل بها استفزازه فإن مهمة شيكابالا صعبة حتي لو بذل حسام حسن جهدا خارقا للتهيئة نفسيا لتقبل الحملة.. ولذلك يفكر الزملكاوية من الآن في كيفية حماية شيكابالا لكي يتفرغ للعب.. ويعرفون ان هتافات تشجيعية في المدرجات لن تقدم له جديدا ولن تمنعه من الانفعال مع الهتافات العدائية.. ولذلك فهم يبحثون عن لاعب في الاهلي يحاولون إخراجه من المباراة اما ابوتريكة أو بركات أو جدو ليدفع احدهم ثمن المواجهة الغريبة الخاصة بين لاعب من جهة وجمهور وفريق من جهة اخري.. سوف يدفع أحد نجوم الاهلي الثمن بلاذنب.. ولا يريدكل هؤلاء من الطرفين ان يستمتعوا ولو مرة و احدة بمباراة كانت أيام الزمن الجميل. ولايبدو امامنا اي امل في تغيير عقول »الألتراس« لان المعالجة الامنية معهم لاتكفي بدليل تكرار القبض علي عناصر منهم دون ردع نهائي.. ولو انهم يجدون »مثلا أعلي« في إدارة الناديين والإعلام الاحمر والأبيض لما وصلوا إلي هذا الحد الخطير من العنف.. هؤلاء في احتياج إلي »مراجعة« شبيهة بالتي جرت مع الجماعات المتطرفة .. هذه المراجعات التي انقذت مصر من خطر التطرف والعنف الديني مطلوبة لانقاذ الكرة المصرية من خطر تطرف الاهلوية والزملكاوية.