فاطمة عبدالباسط فكرة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب لانشاء بيت الزكاة والصدقات المصري ليكون محاكيا لبيت الزكاة الكويتي فكرة جاءت في موعدها بعد سيل الاعلانات التي انتهزت شهر رمضان كعادتها كل عام لجمع الزكاة والصدقات بكل الطرق والوسائل.. عشرات الاعلانات تستدر عطف المشاهدين للتبرع للمستشفيات والمرضي والأطفال وإطعام الفقراء وحتي الهيئات التعليمية استغلت الشهر الكريم للحصول علي نصيبها في كعكة الزكاة والصدقات. ويأتي مشروع بيت الزكاة حاملا معه آمالا كبري وأحلاماً عريضة للقضاء علي منظومة الفقر التي تزداد وتضم اعضاء جددا جاء لينتشل ملايين المصريين الذين يعيشون تحت خط الفقر. وكشفت الدراسة التي اجرها مركز صالح كامل للاقتصاد الاسلامي بجامعة الأزهر عن ان حجم أموال الزكاة في مصر يصل إلي 17 مليار جنيه سنويا.. بيت الزكاة سيتمتع بالاستقلالية عن الحكومة وخاصة بعد ان فقد اغلب الناس ثقتهم في التعامل مع المؤسسات الحكومية أو التابعة لها. نأمل ان يكون هذا المشروع نقلة نوعية حقيقية في مجال العمل الاجتماعي وخاصة في مجال خدمة الفقراء والأماكن الأكثر فقراً واحتياجا والاهتمام بالنواحي الصحية والتعليمية والتمنوية والإنسانية بشكل عام.. بيت الزكاة المصري يحتاج إلي نظام مالي واقتصادي مدروس وان تكون آليات التعامل مع ما يتم جمعه من أموال بشفافية واضحة في اعلان الميزانيات والنفقات وحتي لا تستخدم أموال الزكاة في تمويل الجماعات المتطرفة أو لخدمة أي احزاب سياسية. نأمل ان يقوم بيت الزكاة بتمويل مشروعات توفر فرص عمل حقيقية وكما يقول المثل «لاتعط الفقير سمكة ولكن علمه الصيد» حتي يتحول بعد ذلك من مستحق للزكاة إلي دافع للزكاة وبدلا من ان تكون أموال الزكاة في شكل اعانات مباشرة لمن يستحق ومن لا يستحق.. ولا بد ان يتم ربط قواعد البيانات الخاصة بالمؤسسات الخيرية غيرالحكومة حتي تكون منظومة متكاملة للقضاء علي الفقر.