عندما تولي السادات حكم مصر قال أنه يسير علي خطي عبد الناصر.. وخرجت التعليقات التي تعبر عن الواقع الفعلي « بأستيكة طبعا». بالفعل سار السادات علي خطي عبد الناصر بأستيكة لكي يمحو كل ما فعله الزعيم. كان السادات يهدف إلي تغيير معالم مصر وملامح المنطقة وإخراج مصر من معادلة التوازن الاستراتيجي بالشرق الأوسط ولم يكن ذلك ليتم إلا بخروج مصر من مجال الصراع العربي الإسرائيلي وكان عليه أيضا أن يعمل علي إخراج السوفييت أو الشيوعية من المنطقة وضرب التيار القومي. وكان لابد من عمل غسيل مخ للشعب المصري تجعل منه شعبا خائفا دائما من الحرب. أطلق السادات مقولة أن حرب أكتوبر آخر الحروب في المنطقة. كان السادات صمام الأمان للمشروع الغربي ولإسرائيل التي ضمنت سلاما دائما مع مصر. وعندما جاء حسني مبارك عمق فكرة الخوف من الحرب عند الشعب المصري وكان من ضمن إنجازاته أمام العالم وإسرائيل وحتي أمام الشعب داخليا أنه حافظ علي السلام بالمنطقة لأكثر من ثلاثين عاما. مناسبة هذا الكلام، ما يدور حولنا من اضطرابات عظيمة لم تشهد المنطقة مثلها من قبل، اضطرابات قد تؤدي إلي اشتعال الحروب، ولا يجب أن يخاف الشعب المصري الآن من الحرب، عليه أن يتعافي من فوبيا الحرب والفزع منها، أعلن الرئيس السيسي أن ما يمس أمن الأشقاء يمس مصر وهو محق في هذا فالدول التي تنكفئ علي نفسها ليست جديرة بتقدم الصفوف وتولي القيادة والزعامة. قرأت مجددا عن الحروب الفيتنامية وعن جنرال النصر جياب الذي انتصر في معركة ديان بيان فو علي فرنسا انتصارا تاريخيا وغيرت فيتنام بنصرها المعادلة السياسية في العالم وأعادت ترسيم منطقة الهند الصينية كما انتصرت بقيادة جياب علي أكبر قوة عاتية في العالم وهي أمريكا وأذلها وخرجت من الحرب كسيرة ولم تحقق أهدافها وأعاد توحيد فيتنام فلم تلقي مصير كوريا المنفصلة حتي الآن. لا مجال لفوبيا الحرب فالشعوب المنتصرة تحقق أهدافها رغم أي خسائر.