إسماعيل هنية كشفت دوائر أمنية في تل أبيب النقاب عن قصور أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية في عدوانها الأخير علي قطاع غزة، وقالت أن هذا القصور بدا واضحاً في عجز إسرائيل عن استهداف قادة حركة حماس في عملية «الجرف الصامد». وفي حديث لصحيفة يديعوت أحرونوت العبرية قالت الدوائر ذاتها إن أجهزة استخبارات تل أبيب تمكنت خلال عملية «الرصاص المصبوب» السابقة في القطاع من جمع معلومات سرية عن تحركات كوادر الصفوف الأولي في حماس، وكان من بين تلك الكوادر قائد أركان الجناح العسكري للحركة أحمد الجعبري، الذي استهدفته إحدي المقاتلات الإسرائيلية داخل القطاع، إلا أن إسرائيل عجزت خلال العملية الحالية عن توفير المعلومات التي تقود لاستهداف أقطاب حماس. وفي محاولة للمقارنة بين مستوي إسرائيل الاستخباراتي السابق والحالي داخل القطاع، ألمحت دوائر تل أبيب إلي أن أجهزة الاستطلاع الإسرائيلية تمكنت في السابق من تحديد مكان القيادي الحمساوي اسماعيل هنية، وعلمت أنه يختبئ في مستشفي «الشفاء»، لكنها تراجعت عن استهدافه لأسباب ارتآها المستوي السياسي الإسرائيلي في حينه، أما اليوم فلا تعلم إسرائيل أية تفاصيل عن المكان الذي يختبئ فيه قادة الحركة، خاصة قائد الجناح العسكري «كتائب عز الدين القسام» محمد الضيف، الذي يدير قواته في غزة بأريحية الجنرال الواثق من قدراته وكفاءته العسكرية. واستناداً إلي تقديرات الدوائر الأمنية في تل أبيب، قالت يديعوت أحرونوت، إن إخفاق إسرائيل الاستخباراتي في قطاع غزة يعود الي عدة أسباب. أولها: إن عملية «الجرف الصامد» لم تحمل عنصر المباغتة، التي تميزت به العمليتين السابقتين في القطاع «عامود السحاب»، و»الرصاص المصبوب»، لذلك كانت أمام قادة حماس الفرصة المناسبة لترتيب الأوراق، وتفويت فرصة تعقبهم علي إسرائيل. ثانياً: إعتماد حماس في التواصل بين كوادرها علي هواتف محمولة يصعب تعقبها أو التنصت عليها، وأثبتت المعلومات أن تلك الهواتف هي من نفس طراز الهواتف التي يستخدمها ضباط الجيش الإسرائيلي، والتي يطلقون عليها اسماً كودياً هو «الهواتف الحمراء». ثالثاً: إدراك أعضاء حماس - وليس القادة فقط - أن جمع المعلومات الاستخباراتية حول تحركات جنود الجيش الإسرائيلي، بات أفضل من انتظار المواجهة بين الجانبين، ولعل ذلك هو ما اكتشفته إسرائيل خلال عمليتها البرية في غزة، إذ تؤكد دوائر تل أبيب الأمنية، إن قوات الجيش الإسرائيلي حاولت استهداف أكثر من خلية حمساوية، بناءً علي معلومات استباقية تؤكد تواجد تلك الخلايا في مكان معين، إلا أنها بعد الوصول للهدف تكتشف اختفاءه، ويؤكد ذلك سيطرة حماس علي الأمن المعلوماتي حول تحركات كوادرها وأفرادها داخل القطاع.