حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من استغلال مأساة الطائرة الماليزية لتحقيق غايات سياسية أنانية، وذلك غداة انتقادات وجهها له زعماء أوروبيون يتهمون انفصاليين موالين لروسيا بإسقاط الطائرة وبعد تصريحات لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري قال فيها إن هناك أدلة علي ضلوع روسيا في إسقاطها. وطالب بوتين - في تسجيل فيديو نشره الكرملين- بالسماح لخبراء دوليين بتفقد موقع إسقاط الطائرة الذي راح ضحيته جميع الركاب والطاقم البالغ عددهم 298. ووصف بوتين الحادث بالمأساة مشدداً علي ضرورة مشاركة مجموعة خبراء في إطار المنظمة الدولية للطيران المدني في التحقيقات وضمان أمنهم وتوفير الممرات الإنسانية الضرورية لتنفيذ مهامهم. واعتبر أن الحادث ما كان ليحدث لو لم تستأنف السلطات الأوكرانية المعارك في 28 يونيو االماضي رغم اتفاق وقف إطلاق النار مع الانفصاليين في شرق أوكرانيا. وتعهد الرئيس الروسي بأن تقوم بلاده بكل ما بوسعها للتوصل إلي حل عبر التفاوض للأزمة الأوكرانية والانتقال من المرحلة العسكرية إلي مرحلة المفاوضات السلمية. في المقابل، اعتبر رئيس الوزراء الأوكراني ارسيني ياتسنيوك أن الرئيس الروسي «تمادي كثيراً واتهم موسكو بامداد الانفصاليين بالسلاح. وقال إن الصراع ليس بين روسياوأوكرانيا بل هو نزاع دولي. وأمر قوات الجيش بوقف عملياتها العسكرية حول موقع تحطم الطائرة. وقال إن بلاده مستعدة لتسليم مهمة تنسيق التحقيق إلي شركائها الدوليين وأنه يمكن لهولندا التي فقدت أكبر عدد من الضحايا خلال الحادث أن ترأس تلك العملية. وأشار إلي أنه تم العثور حتي الآن علي 272 جثة. وقبل بدء عملية تصويت في مجلس الأمن الدولي، أعربت روسيا عن عزمها تأييد مشروع قرار بالأمم المتحدة يضمن حرية الوصول لموقع تحطم الطائرة الموجود في منطقة يسيطر عليها الانفصاليون ما دام لا يلقي بالمسئولية علي أحد. وكانت استراليا قد وزعت علي المجلس مشروع قرار يدين إسقاط الطائرة ويطالب بمحاسبة المسئولين عن الواقعة وبوقف إطلاق النار في المنطقة. في تلك الأثناء، توقعت إيطاليا أن يتخذ وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي خلال اجتماعهم اليوم في بروكسل رداً قوياً موحداً علي الأزمة الأوكرانية، وقالت بريطانيا إن هناك حاجة لفرض المزيد من العقوبات علي روسيا. يأتي ذلك بينما اتهمت وسائل إعلام روسية الدول الغربية بالتسرع في إلقاء اللوم علي روسيا قبل أن يبدأ حتي التحقيق في الحادث. قال متحدث باسم الانفصاليين إنهم نقلوا 247 جثماناً إلي قطار مبرد في جزء يخضع لسيطرتهم في بلدة توريز القريبة من موقع الحادث وأنه لن يتم شحنهم إلي منطقة «خاركيف» الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية الأوكرانية إلا بعد فحصها من قبل الخبراء الدوليين. وقال رئيس الوزراء الهولندي مارك روته « إذا ظل الوصول إلي منطقة الكارثة غير متاح خلال الأيام المقبلة فحينها ستكون كل الخيارات السياسية والاقتصادية علي الطاولة ضد المسئولين عن هذا». واعتبر أن علي روسيا أن تستغل نفوذها لدي الانفصاليين لتحسين الوضع. في الوقت نفسه، قام فريق من المحققين الهولنديين يرافقهم ممثلو منطمة الأمن والتعاون في أوروبا بمعاينة جثامين الضحايا التي تم وضعها علي القطار في بلدة توريز. ميدانياً، شهدت منطقة محطة القطارات في مدينة دونيتسك شرق أوكرانيا قصفاً مدفعيا لم يُعرف مصدره أسفر عن فرار السكان من الحي الذي يضم المحطة. وقال مجلس الأمن الأوكراني أن الجيش ليس مسئولاً عن أي تفجيرات في دونيتسك، إلا أنه أشار إلي وجود عمليات للسيطرة علي الطرق المؤدية للمدينة، في حين قال انفصاليون إن دبابات أوكرانية تحاول دخول حدود المدينة.