في الوقت الذي تشهد فيه ليبيا مواجهات مسلحة بين ما يعرف بالجيش الوطني بقيادة اللواء خليفة حفتر وميليشات مسلحة تابعة للحكومة، ثار الحديث حول دور مصر في حل الأزمة وسط أنباء عن دعم مصري لحفتر، وهوما تنفيه السلطات المصرية وحفتر، خاصة أن هناك مخاوف من انتقال الاضطرابات للحدود المصرية أوتأثيرها علي الجالية المصرية في ليبيا والتي تقدر بمليون مواطن. قال السفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق أنه علي مصر ألا تتدخل بأي شكل في الأزمة الليبية الحالية وأن تنتظر ما ستسفر عنه الأوضاع هناك والتعامل وفقا للوضع الجديد، ولكن علينا في المرحلة الحالية مراقبة الحدود المصرية جيدا لأن أوقات الصراع المسلح دائما ما تنتج فوضي قد تمتد للدول المجاورة، مضيفا أن اجتماع الجامعة العربية لمناقشة الأزمة الليبية لن يسفر عن نتيجة إيجابية لحل الأزمة. وأشار العرابي إلي ان غياب سلطة الدولة الليبية لصالح الجماعات المسلحة المتطرفة، جعل الشعب الليبي يطالب بتدخل القوات المسلحة لإعادة كيان الدولة وهوما ادي لزيادة شعبية اللواء خليفة حفتر، متوقعا ان تستمر الأزمة لفترة طويلة لتساوي القوة بين الطرفين ووجود تسليح حديث لدي الميليشيات المتطرفة، مشيرا إلي أن الدول الغربية ستنتظر بعض الوقت لتقييم الموقف والتعامل مع المسيطر علي الأرض. ومن جانبه، قال السفير نبيل بدر مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون العربية أن الأوضاع في ليبيا غير واضحة المعالم حتي الآن، والمرحلة الحالة تستدعي تقييم واضح للمعلومات الواردة من ليبيا، ولكن من المؤكد أن الشعب الليبي قد سئم تعريض بلاده للخطر من جانب الجماعات المتطرفة والارهابية، ويمكن لمصر علي هذا الاساس أن تدعولاجتماع خاص بليبيا في الجامعة العربية يتفق فيه المجتمعون علي مبادئ تؤكد حق الشعب الليبي في حياة امنة بعيدا عن الارهاب والتطرف وعلي ادانة الجماعات التي تستخدم الارهاب والتطرف لخدمة مصالحها التي لا تخدم الشعب الليبي. وأضاف أنه لا يعتقد أن تتدخل مصر في الصراع العسكري في ليبيا. وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق أن الغرب يراقب الأوضاع في ليبيا بحكم موقعها القريب من أوربا، ولضمان عدم تحولها لبؤرة إرهابية، ولكنه لن يتدخل عسكريا لتحقيق الاستقرار هناك إلا أنه قد يستخدم نفوذا دبلوماسيا لتحقيق تسوية بين الأطراف المتنازعة. بينما رأي السفير عبد الرحمن صلاح مساعد وزير الخارجية للشئون العربية الأسبق، أنه يجب فهم حقيقة الأوضاع في ليبيا علي الأرض لتحديد إمكانية وطبيعة تحرك مصر خلال المرحلة المقبلة، مشيرا إلي أن علي جهات الأمن والمخابرات المصرية أن تقدم تقييما عن اتجاهات الأطراف الليبية المختلفة لتحقيق وضوح في الرؤية.