في نهاية الاسبوع الماضي خرج علينا السيد حسن نصر الله زعيم حزب الله اللبناني خرج علينا هذا الزعيم ليلقي خطابا مهولا احتشد الآلاف من أتباعه لسماعه داخل احدي ساحات العاصمة بيروت، وكان الخطاب بمناسبة ذكري عاشوراء التي يحتفل بها المسلمون. والي جانب غرابة أن يخرج زعيم للمقاومة السرية ليلقي خطابا جماهيريا احتشدت له وسائل الاعلام العالمية بكل كوادرها المرئية والمسموعة، والمقروءة، الي جانب غرابة هذا الاداء حيث من المسلمات المعروفة أن »قادة ورجال المقاومة ينبغي ان يظلوا مجهولون حتي اللحظة الاخيرة من الصراع.. الي جانب ذلك كان الأكثر غرابة فيما قاله هذا الزعيم هو ان العالم العربي بأكمله لابد وان يتخلي عن عملية السلام وان العالم كله سيذعن لنا ويستمع، ويستجيب فورا اذا ما تخلينا عن هذا السلام!! وكما لو كان هذا الكلام صادرا من كوكب آخر غير هذا الكوكب الذي نعرفه، ونعيش فيه جميعا، فقد أعلن الزعيم المناضل في خطابه »التاريخي« ان اليوم آت .. اليوم الذي »سينتصر فيه الدم علي السيف« هكذا بشرنا الزعيم المناضل رغم اننا جميعا لانفهم ابدا كيف يمكن ان »ينتضر الدم علي السيف«!! ويبدو انها نظرية جديدة في تكتيكات المقاومة لم تصل بعد الي مداركنا المتواضعة! وعلي الجانب الآخر، وقبل ذلك بأيام معدودات خرج علينا السيد اسماعيل هنية زعيم »امارة غزة« ليلقي بدوره خطابا سياسيا حماسيا احتشد ايضا آلاف لسماعه في أحد الميادين العامة بالامارة المنكوبة، خرج علينا هذا الزعيم الفلسطيني المنشق، والذي نجح في تقسيم الدولة الفلسطينية قبل قيامها وخروجها الي الوجود، ليبشرنا »بقدس عربية ودولة فلسطينية تمتد من النهر الي البحر« هكذا يبشرنا الزعيم الفلسطيني الملهم والمنشق في الوقت ذاته ، وفي الوقت الذي كان فيه اللون الاخضر يسود الحشد الذي استمع لخطاب هنية، والذي كان بدوره يرتدي طاقية خضراء، فإن اللون الاسود كان يسود ملابس الحشد الذي استمع لخطاب نصر الله والذي كان بدوره يرتدي عباية سوداء وقلنسوة سوداء حرص كعادته، ان تتدلي منها خصلة من شعره!! ولك الله يافلسطين. دولة وشعبا!!