كشفت مصادر مسئولة داخل وزارة التربية والتعليم في تقارير اعدتها جهات سيادية للوزير د. محمود ابوالنصر تفيد بوجود مخطط اخواني لتسريب امتحانات الثانوية هذا العام أن الجماعة خلال العام الماضي استطاعت فرض سيطرتها علي «كنترولات الثانوية العامة»، عن طريق قرار وزير التربية والتعليم السابق الدكتور إبراهيم غنيم، الذي استبعد كل من أمضي 5 سنوات في العمل بالكنترول، وتسبب القرار في تنحية 5 آلاف و519 عضوا من أعضاء الكنترولات، من أجل تسكين العناصر التابعة للاخوان بتلك الأماكن، وهو القرار الذي ألغاه وزير التربية والتعليم الحالي، الدكتور محمود أبوالنصر فور توليه المسئولية. وكشفت المصادر ان التقارير ذاتها تضمنت توقعات ان تعمل «الجماعة « علي تنفيذ سيناريو «التسريب» لإحراج الحكومة وإجبارها علي إلغاء الامتحانات، تماما كما حدث في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر عقب نكسة 1967حيث تمكن العدو الصهيوني من اختراق المطبعة السرية لوزارة التربية والتعليم وقتها، وأذاعت الإذاعة الإسرائيلية امتحانات الثانوية العامة، في محاولة منها لتوصيل رسالة إلي عبدالناصر مفادها أنهم قادرون علي اختراق واحد من أهم ملفات الدولة، مما دفع الحكومة إلي إلغاء الامتحانات وقتها. من جانبه قال الوزير ان الوزارة لا يمكنها الحكم علي أي عنصر بانتمائه للجماعة الإرهابية من عدمه، وأن الأمر يخص الجهات الأمنية والرقابية وهي المنوط بها تحديد المنتمين فكريا للإخوان، وفيما يتعلق بالمراحل التي تمر بها «ورقة الامتحان» بدءًا من «واضع النموذج» إلي أن تصل ل»الطالب»، فإن مصادر داخل الوزارة أكدت أن المرحلة الأولي تبدأ من الهيئة الفنية لواضعي الأسئلة، وعادة ما يكون مستشار المادة علي رأس الهيئة الخاصة بوضع أسئلة مادته، أو أحد الموجهين العموميين بمكتبه، وتضم الهيئة الخاصة بوضع الامتحان الواحد أكثر من عضو، وتضع كل هيئة ما بين امتحانين إلي ثلاثة الأول يكون أساسيا، والباقي احتياطيين تلجأ إليه الوزارة إذا حدث خلل ما، أو حدث تسريب للامتحان، قبل أن يصل إلي أيدي الطلاب في اللجان. وبعد وضع الامتحان والتأكد من خلوه من الأخطاء اللغوية والنحوية، تعرض أوراق الأسئلة علي عدد محدود للغاية من أعضاء لجنة الإدارة وتنظيم امتحانات الثانوية العامة، وتحفظ أوراق الأسئلة في خزانة سرية للغاية تتبع الإدارة العامة للامتحانات، وتخرج ورقة الأسئلة قبيل الموعد المحدد للامتحان بفترة وجيزة جدا، وتنقل إلي المطبعة السرية، التي يوجد عليها نظام رقابي شديد جدا، باعتبارها الأخطر في حلقات سير الامتحان لأن عملية طبع أوراق الأسئلة تتم داخلها، وتخرج منها في صناديق بالشمع الأحمر في حراسة قوات الشرطة لتوزيع الأسئلة علي مراكز التوزيع بالمحافظات المختلفة بعيدا عن القاهرة والجيزة، وفي تلك الحلقة تكمن الخطورة لأنه يمكن السطو علي سيارات نقل الأسئلة أو تتبع خط سيرها منذ خروجها من المطبعة السرية وهي في طريقها إلي مراكز توزيع الأسئلة، وعادة ما يتم نقل الأسئلة إلي المحافظات القريبة من القاهرة بالسيارات في الساعات الأولي من الفجر، في حين يتم النقل إلي المحافظات البعيدة بالطائرات، وكشفت المصادر أن «مراكز التوزيع» تعتبر الحلقة الأكثر خطورة في «سيناريو نقل الأسئلة»، حيث أكدت أن عددا من تلك المراكز يظل الامتحان بها عدة أيام، قبل أن يخرج منها إلي لجان سير الامتحان، وذلك في المحافظات البعيدة عن القاهرة، وتلك المراكز عليها حراسة من الداخلية، ولكن في ظل الظروف الأمنية الحالية، ومحاولات الجماعة الإرهابية اقتحام عدد من المقرات والهيئات الحكومية المختلفة، فإن تلك المراكز في عدد من مناطق تمركز العناصر الإرهابية والمناطق الساخنة والتي تشهد توترات أمنية، وهو ما دفع وزير التربية والتعليم ليكشف عن اتجاه الوزارة لاستبدال مراكز توزيع الأسئلة التقليدية في المناطق الساخنة، بمراكز الشرطة والنقاط التابعة للقوات المسلحة باعتبار أنها أكثر أمنا ومن الصعب التفكير في اختراقها,