ننشر أسعار الذهب اليوم الجمعة 20 سبتمبر في بداية التعاملات    90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الجمعة 20 سبتمبر 2024    بالريال والدولار.. سعر BMW i7 في السعودية 2024    مسؤولون أمريكيون يعلنون جاهزية 40 ألف جندي في الشرق الأوسط لحماية الحلفاء    ممثل الجامعة العربية: تزايد حجم التأييد الدولي لفلسطين داخل الأمم المتحدة    مواعيد مباريات اليوم الجمعة| الزمالك ضد الشرطة الكيني في الكونفدرالية.. وظهور النصر والأهلي في الدوري السعودي    3 قرارات داخل الأهلي قبل لقاء الزمالك في السوبر الأفريقي    جدول إلحاق مرحلة رياض الأطفال محافظة كفر الشيخ 2024 - 2025    بدون سكر أو دقيق.. وصفة حلويات مليانة بروتين وبسعرات حرارية قليلة    5 أسباب لحدوث الإغماء المفاجئ ويجب اللجوء للطبيب فورا    نشرة ال«توك شو» من «المصري اليوم»: ارتفاع الأسعار ونداء عاجل للحكومة.. تصريحات الفيشاوي ونهاية تخفيف الأحمال    الفتوى: سرقة الكهرباء حرام شرعًا وخيانة للأمانة (فيديو)    عاجل - تحديثات أسعار الدواجن.. وطموحات مع مبادرة مجتمعية تتعاون مع الدولة    مصرع وإصابة 3 في حادث انقلاب سيارة بالصحراوي الغربي ب جهينة    عبد الباسط حمودة: عشت أيام صعبة وأجري في الفرح كان ربع جنيه    «دمعتها قريبة».. عبدالباسط حمودة يكشف عن أغنية أبكت ياسمين عبدالعزيز (فيديو)    النفط يتجه لتحقيق مكاسب أسبوعية بعد خفض الفائدة الأمريكية    من البرتغالي للألماني.. هل يغير اجتماع الرابطة مصير لجنة الحكام    المراكز الإفريقية لمكافحة الأمراض: جدري القردة خارج نطاق السيطرة    التوت فاكهة الغلابة.. زراعة رئيسية ويصل سعر الكيلو 40 جنيه بالإسماعيلية    بالأسماء| انتشال جثة طفل والبحث عن شقيقته سقطا في ترعة بالزقازيق    دعاء يوم الجمعة.. أفضل ما يقال للرزق والسنن المستحبة    حرب غزة.. قوات الاحتلال تنكل بجثامين الشهداء الثلاثة في قباطية    مصرع شقيقين تحت عجلات قطار في المنيا بسبب عبور خاطئ للمزلقان    رابطة الأندية تكشف سبب تأخر تسلم درع الدوري ل الأهلي    ترامب يثير الجدل بتصريحاته عن إسرائيل: أفضل صديق لليهود    مقتل شاب على يد جاره في مشاجرة بدار السلام    صفارات الإنذار تدوّي في عدة مقاطعات أوكرانية وانفجارات ضخمة في كييف    مساجد شمال سيناء تعقد 53 ندوة علمية دعوية عن سيرة النبي    الرئيس التنفيذي لشركة نايكي الأمريكية يعتزم التقاعد    خبير تكنولوجي يكشف مفاجأة عن سبب انفجار أجهزة اللاسلكي لعناصر حزب الله    عبدالباسط حمودة: أبويا كان مداح وكان أجري ربع جنيه في الفرح (فيديو)    دينا: ابني فخور بنجاحي كراقصة    مفصول من الطريقة التيجانية.. تفاصيل جديد بشأن القبض على صلاح التيجاني    بعد القبض عليه.. تفاصيل القصة الكاملة لصلاح التيجاني المتهم بالتحرش    الطريقة العلاوية الشاذلية تحتفل بالمولد النبوي الشريف في شمال سيناء.. فيديو    رانيا فريد شوقي عن بطالة بعض الفنانين وجلوسهم دون عمل: «ربنا العالم بحالهم»    قبل بدء الدراسة.. العودة لنظام كراسة الحصة والواجب في نظام التعليم الجديد    الداخلية تكشف كواليس القبض على صلاح التيجاني    الداخلية: فيديو حمل مواطنين عصى بقنا قديم    أحمد فتحي: أنا سبب شعبية هشام ماجد (فيديو)    محلل إسرائيلي يحدد 3 خيارات يمتلكها حسن نصر الله للرد على تفجيرات بيجر    48 ساعة قاسية.. الأرصاد تحذر من حالة الطقس اليوم الجمعة (ذروة ارتفاع درجات الحرارة)    عاجل.. موعد توقيع ميكالي عقود تدريب منتخب مصر للشباب    أسعار الخضروات اليوم الجمعة 20-9-2024 في قنا    "الآن أدرك سبب معاناة النادي".. حلمي طولان يكشف كواليس مفاوضاته مع الإسماعيلي    مصطفى عسل يتأهل لنصف نهائي بطولة باريس المفتوحة للإسكواش 2024    ليس كأس مصر فقط.. قرار محتمل من الأهلي بالاعتذار عن بطولة أخرى    اليوم.. الأوقاف تفتتح 26 مسجداً بالمحافظات    توقعات الفلك وحظك اليوم.. برج الحوت الجمعة 20 سبتمبر    وزير الأوقاف ينشد في حب الرسول خلال احتفال "الأشراف" بالمولد النبوي    رسميًا.. فتح تقليل الاغتراب 2024 لطلاب المرحلة الثالثة والدبلومات الفنية (رابط مفعل الآن)    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 20-9-2024    بارنييه ينتهي من تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة    رئيس مهرجان الغردقة يكشف تطورات حالة الموسيقار أحمد الجبالى الصحية    رمزي لينر ب"كاستنج": الفنان القادر على الارتجال هيعرف يطلع أساسيات الاسكريبت    حكاية بسكوت الحمص والدوم والأبحاث الجديدة لمواجهة أمراض الأطفال.. فيديو    البلشي: إطلاق موقع إلكتروني للمؤتمر العام السادس لنقابة الصحفيين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



:المهندس ممدوح حمزة في حوار صريح جدا
يناير نصف ثورة تآمر عليها الجميع سأعطي صوتي للسيسي إذا تبني أهداف الثورة الثوار لا يعقدون الصفقات.. وحمدين لا يمثل ثورة 25 يناير
نشر في الأخبار يوم 28 - 04 - 2014


المهندس ممدوح حمزة اثناء حواره مع « الأخبار»
صحيح أن ثورتي يناير ويونيو لم تحملا أي قيادات ولا رموزًا موجِّهة ولا قائدة، ولكنهما كشفتا، ولا شك، عن مجموعة كبيرة من أصحاب الفكر السياسي الذين سواء اتفقنا أو اختلفنا معهم فإنهم سيظلون علاماتٍ مُضيئةً عندما يتحدث التاريخ عن أحداثهما.. والدكتور ممدوح حمزة المهندس العالمي واحدٌ من هؤلاء الذين شاركوا في الثورتين بالنفس والمال وقدّموا الكثير من الدفع المعنوي إلي الشباب الثوري، بل وفتح بيته ومقاراته لاجتماعاتهم، وهو الأمر الذي أثار أيضًا الجماعة الإرهابية فاعتدوا علي فيللته بالحرق مؤخرًا، في محاولة منهم للترويع والترهيب.. ولكن هيهات!
في هذا الحديث مع د. ممدوح حمزة يتحدث بصراحة، وقوة، يُحلل الواقع السياسي بالتفصيل، ويذكر محاسن وعيوب كلا المرشحين الرئاسيين، بحياد، مؤكدا في الوقت نفسه أنه سينتخب السيسي، فقط إذا وعد بتحقيق أهداف الثورة؛ وإلاَّ فسيجلس في بيته.. موضحًا أن الشعب قد يتحمل بعض أخطاء المشير إذا فاز بالرئاسة ولكنه لن يُسامحه، ولذلك فإن هناك مهام ثقيلةً أمام الرئيس القادم.
إجابات كثيرة عن أسئلة تشغل رجل الشارع في هذا الحوار:
في البداية، كنتَ أبرز المشاركين في ثورتي 25 يناير و30 يونيو.. هل تحقق ما كنت ترجوه من الثورتين حتي الآن؟
كانت يناير نصف ثورة تآمر عليها الجميع، وأول من تآمر عليها طنطاوي وعنان والإخوان وأقطاب النظام السابق.. الثورة كانت مولودًا أراد الجميع وأده، وتكالبت عليها أمريكا، ولذلك بعض الناس لا يريد أن يفهم أن الولايات المتحدة لم تكن تريد ثورة، كانت تريد تغيير مبارك وليس نظامه؛ كانت تريد أن يأتي الإخوان عن طريق انتخابات؛ ومن هنا جاءت الجمعية الوطنية للتغيير التي كانت طلباتها تغيير نظام الانتخاب وتغيير بعض البنود في الدستور ليتمكن آخرون من ترشيح أنفسهم؛ ومن هنا جاءت المقولة التي قالها البرادعي وأوباما: الانتقال السلمي للسلطة. فالولايات المتحدة فوجئت بالثورة والطابور الخامس الأمريكي لم يكن يريد ثورة، ونظام مبارك لم يُرد ثورة، وكذلك المجلس العسكري أيام طنطاوي وعنان، وهو يختلف عن الموجود الآن.. فتكالب الجميع علي الثورة، إضافة إلي أن الشباب الذي قام بها غير مُحنك حيث وقع فريسة لهؤلاء.. والنخب للأسف التفتت إلي مصالحها وبدأت السياسة وتكوين الأحزاب قبل أن تكتمل الثورة، وأذكر أنني دعوت لمؤتمر مصر الأول وحضر 6 آلاف شخص فتركنا حمدين صباحي وعقد صفقة مع الإخوان لانتخابات مجلس الشعب، هذه هي الحقيقة، وذهب أبوالغار وأنشأ حزبًا، وذهب نجيب ساويرس وأنشأ حزبًا.. وكلهم تركوا الثورة لممارسة السياسة قبل أن تكتمل الثورة.
ثورة لم تكتمل
إذا كانت الثورة لم تكتمل.. فهل ننتظر موجة ثالثة لها قريبا؟
بالفعل أعتقد أن الثورة لم تكتمل، فقط مرَّت موجتان منها؛ وليس بالضرورة أن تكون هناك موجةٌ ثالثة فقد تتحقق أهداف الثورة دون هذه الموجة.. وهذا سيتوقف علي ما سيقوم به رئيس مصر القادم، هل سيحقق العدالة الاجتماعية، هل سينحاز للأغلبية الكادحة، هل سيواجه الفساد، هل سيعيد ثروة مصر المنهوبة والتي ما زالت تُنهب إلي الآن.. الإجابة عن هذه الأسئلة هي التي ستحدد هل ستكون هناك موجةٌ ثالثة في مصر أم لا، وهل سيكون هناك استقرار من عدمه.
حمدين صباحي كان أحد رموز ثورة يناير والمشير السيسي دوره بارز في 30 يونيو.. كيف سيختار الشعب بين رمزين لثورتين؟
أنا لا أعتبر أن حمدين كان رمزًا لثورة يناير، الثوار لا يعقدون الصفقات؛ ولا أعتبر أن الثورة حتي الآن لها رموز حقيقية، لأن الثائر لا يلعب سياسة وقت الثورة؛ فمن الممكن أن تعتبر حمدين أحد السياسيين بعد ثورة يناير، لأن ثورة يناير قام بها الشباب والشعب كله نزل الشارع، فأين هي هذه الرموز.. وبعض الرموز التي قامت بنضالٍ كبير ضد النظام الاسبق، نظام مبارك، ومنهم حمدين، فوجئوا بالثورة. فالثورة ثورة شعب.. وقد تضع مع هذا حمدين ليمثل 25 يناير والمشير السيسي ليمثل 30 يونيو وإن كان هذا توصيف غير دقيق.
وفي الحقيقة 30 يونيو كانت ثورة ست ساعات قامت بحماية الجيش والشرطة لم تقدم أي شهيد وليس لها نداءات مثل عيش، حرية عدالة اجتماعية.. إيمانًا من الثوار بأن شعارهم هو نفس شعار ثورة يناير ضمنيًّا.
حمدين حاز عددًا لا بأس به من الأصوات في الانتخابات الرئاسية الماضية.. وفي الوقت نفسه تؤكد استطلاعات الرأي أن للمشير شعبية كبيرة.. برأيك هل سيحتار رجل الشارع كثيرًا في الاختيار بينهما؟
نضال حمدين واضح منذ كان طالبًا في الجامعة، له نضال سياسي؛ ومع هذا لا نستطيع أن نقول إنه خدم الثورة، فمجرد ارتباطه مع الإخوان في الشهور الأولي للثورة يُفقده صفة الثورية، ولا يفقده الصفة السياسية؛ ونحن نحتاج في الرئيس أن يكون سياسيًا علي كل حال؛ إنما السيسي فقد جاءت شعبيته من عنصرين أساسيين، من خلال عقليتي المتخصصة في التحليل والتنبؤ الهندسي: وقد تنبأت بأهمية هذا الرجل يوم 19 يوليو، كتبت خطابًا للمجلس العسكري والمخابرات العامة بقيادة اللواء مراد موافي وطلبت فيه أن يرجع المجلس العسكري إلي الثكنات، وأكبر الأعضاء سنًّا المشير طنطاوي يقوم بأعباء رئيس الجمهورية، وأصغر الأعضاء سنًّا هو السيسي يكون وزيرًا للدفاع، واتصل بي اللواء العصّار وقال لي: أرجوك إعادة كتابة الخطاب بدون ذكر الأسماء.. وكان هذا يوم 21 يوليو 2011.. إذن فقد لمحت ذكاءً في مقابلتي الوحيدة به إلي جانب عقلٍ مُرتب وتديّن، لذلك اتهموه بالأخونة عندما جاء وزيرًا للدفاع، وعندما جاء مرسي تنبأت بأن السيسي سيكون وزيرًا للدفاع.
ومن أين أتت شعبية السيسي في هذا الوقت القصير؟
هذه الشعبية لم تأت من حكايات أبي زيد الهلالي؛ وإنما جاءت لأن هذا الشعب يحب تراب أرضه جدا والسيسي حافظ علي هذا التراب، خاصة أن مرسي كان سيترك قناة السويس ويفصل حلايب وشلاتين، وكان سيترك 146 كيلو مترا مربعا في سيناء لإخواننا الفلسطينيين، جاء السيسي لحماية تراب مصر؛ ولذلك ستجد أن شعبية المشير السيسي جارفة في الأقاليم أكثر من القاهرة، لأن القاهريين لا يعلمون أهمية «الطين» كما يعلمها الفلاحون والصعايدة، وهولاء هم عصب الشعب الذين أدركوا ما فعله المشير لهذا البلد حين حافظ علي ترابه.. كذلك جاء حب الناس للمشير لأنه رجل أمن، فمن يُحب أن يطمئن علي أبنائه «يتدفأ» في رجلٍ عسكري لأنه قادرٌ علي حمايته.
وجود مرشحيْن فقط في الانتخابات الرئاسية بعد ثورتين.. هل تعتبر أن هذا يحمل دلالة سلبية للمسار الديمقراطي المصري؟
حدث هذا لأن وجود المشير السيسي يُعتبر طبقةً عازلة وحاجبةً لأي مرشح، لأن المرشحين يعلمون شعبيته الكبيرة.. وهذه حقيقة لا يُنكرها أحد؛ قد لا تكون له شعبية عند بعض الشباب، قد لا تكون له شعبية عند الطابور الخامس الأمريكاني، قد لا تكون له شعبية مع بعض نظام الحكم السابق؛ ولكن المعروف الذي لا يختلف عليه أحد أن له أكبر شعبية لم تحدث في مصر منذ أيام عبدالناصر.. اللهم إلاَّ شهرين أو ثلاثة بعد حرب 73 للسادات.
بدون تسامح
ولكن عبدالناصر كان يملك كاريزما أتاحت للناس أن تسامحه علي أخطائه.. هل تعتقد أن الشعب قد يُسامح المشير إذا أخطأ في حاله كونه رئيسًا؟
لا، الناس لن تُسامح، الفترة القادمة لن يكون هناك أي تسامح.. ولكنها قد تتحمل بعض الشيء، فقد تنقطع الكهرباء وينفد السولار والبنزين ولا يغضب الناس الغضب نفسه الذي قاموا به مع الإخوان، لأن الناس هي التي تُريده وهي التي أتت به؛ بعكس مرسي، حيث كان الشعب مُضطرًا، ورأينا من (عصر ليمونة علي نفسه ومن شرب شايًا بالياسمين).. فهذه الشعبية ستكون دفعة قوية لتحمل الناس لبعض الوقت، ولكن ليس كثيرًا.
لماذا تأخر البرنامج الانتخابي للمرشحيْن حتي الآن رغم اقتراب العملية الانتخابية.. وهل تعتقد أن الناس تُعوّل كثيرًا عليها وقد جربت من قبل البرنامج الوهمي مع الرئيس المعزول؟
نحن لا نريد برامج انتخابية مكونة من مئات الأوراق مثلما فعل مرسي وغيره وإنما نريد صفحة واحدة نفهم منها كيف سيحكمنا هذا المرشح أو ذاك؛ وقد رأينا المنافستو البسيط الذي قدمه توني بلير للشعب وكان معظمه صورًا عندما ترشح للمرة الأولي لرئاسة وزراء بريطانيا عام 96 أو 97، وكان عمره 31 عامًا كأصغر رئيس للوزراء هناك منذ سنين طويلة، كانت له أجمل حملة انتخابية، حصدت أكبر النتائج.. وقد أرسلت هذا الكتيب إلي المشير السيسي، وكان الأصل الوحيد الذي أملكه، أرسلته إلي الأمانة العامة للدفاع، وأرجو من خلال هذا الحوار أن يسأل عنه إن لم يكن قد وصل إليه.. الناس لا تريد قراءة كتب عن البرامج، وإنما تريد أن تعلم الاتجاه الاقتصادي والسياسي.. هل سأحافظ علي استقلال القرار السيادي المصري، أم سيأتيني تليفون من الولايات المتحدة مثلما كان يحدث من قبل، هل سأنحاز إلي الأغلبية الكادحة أم ستكون هناك حكومة مثل عاطف عبيد وأحمد نظيف اللذين اهتما بالأغنياء فقط، وقد تتساقط من بين أيديهم بعض فتات الخبز ليأكلها الغلبان.. هل عندما سأهتم بتطوير السكة الحديد، سأعمل علي إنشاء خط جديد بسرعة 300 كيلو متر في الساعة ويكلف مليارات من أجل ركاب الدرجة الأولي، أم سأهتم بالترسو.. هذا ما أريد كشعب أن أعرفه.. وفي الوقت نفسه لا أريد أن أعلم كيف سيفعل المرشح ذلك الآن؟ لأنه لابد له من حكومة تعمل علي ذلك.. نحن لا نريد برنامجا وإنما نريد اتجاهًا.
خوف النظام
لا يكاد يمر يوم دون انفجار هنا أو اغتيال هناك.. إلي متي سيستمر هذا النهج الإخواني العنيف.. ثم ألا تشير هذه الأفعال إلي ضعف الداخلية؟
للأسف عندي فكر شيطاني مضطر إلي قوله: إذا أراد النظام الحاكم أن يقضي علي الإخوان فهو يستطيع ولكنه خائف، فمن يحميه إذا فعل ذلك؟ ولو نزل الضباط إلي الشارع الآن واستخدموا القانون الذي يمكنهم من ضرب الخرطوش علي الأقل في الأرجل، سيذهب المصاب إلي القانون وتأتي النيابة لتسجن الضابط.. وأنا فيللتي حُرقت والشرطة تعلم من أحرقها ولكنهم يرفضون تطبيق طرق قد تؤذيهم؛ فمن كانوا يريدون اعترافه قديما كانوا يضربوه أما الآن فلا يستطيعون، وهذا في الحالات العادية، وبالنسبة للإخوان فالقانون يسمح للشرطة باستخدام الغاز ثم الخرطوش ثم الرصاص، ومع هذا لا يفعل الضابط ذلك، وبالطبع أقصد استخدام القوة مع من يرفعون السلاح ضد الدولة.. أما المظاهرات السلمية فلا يصح استخدام العنف معها، ولذلك نحتاج إلي رئيس قوي يستطيع إنقاذ القانون.
إذا كانت الحكومة خائفة إلي هذا الحد لماذا أخرجت قانونًا لمكافحة الإرهاب وآخر لتنظيم التظاهر إن كانت لا تستطيع تطبيقه؟
لأن الرئيس الحالي مؤقت وكذلك الحكومة؛ فإذا أصبح لدينا رئيس منتخب له شرعية ستصبح الحكومة أيضًا لها شرعية كبيرة، وستختلف الأمور كثيرًا، وما أنا مُقتنع به جدًا هو أن الحكومة الحالية لن تستخدم حقها للخوف، فإذا جاءت حكومة مكلفة ومسئولة لن نجد هؤلاء الإخوان مرة ثانية.
إذن لا مجال في رأيك إلي وجود حل سياسي مع الإخوان أو فرصة لوجود مراجعات كما حدث مع الجماعة الإسلامية؟
الجماعة لها فكر معين.. والسؤال هو هل من الممكن أن يتنازلوا عن هذا الفكر.. فهذه جماعة تم حظرها أيام الملك فاروق ثم عبدالناصر، ثم إن التاريخ لن يغفر للسادات أنه أعاد الإخوان مرة أخري مهما كان ما قدّمه لمصر.
ولكن الإخوان اتفقوا بالفعل مع تنظيم القاعدة والتنظيمات الجهادية والتكفيرية فكيف ستواجه الدولة في هذه المرحلة الدقيقة كل هذه التنظيمات المخربة؟
بالعزل، كل من ينتمي إلي جماعة الإخوان المسلمين يتم عزله فورا والتصدي له، دون هوادة.
هل تعتقد أن مواجهة الإرهاب قد تؤثر علي حجم الحريات الموجودة في مصر بعد الثورة؟
قد.. قد.. «ومن أجل الورد ينسقي العُليق» ولذلك لابد أن تكون هناك رقابة شديدة حتي لا نأخذ الصالح بالطالح؛ وإلا ستكون هناك خطورة شديدة علي الحكم إذا حدث هذا، مثلما حدث في 25 يناير حين جمعوا الثوار مع الإخوان من الشوارع، وهذا خطأ جسيم ندفع ثمنه حتي الآن؛ ونظام الحكم الآتي سيدفع ثمن ذلك غاليا إذا أخذ هذا مع ذاك.. وحدث هذا أيضًا في ذكري يناير الماضي في عيد الثورة فلماذا قبضوا علي خالد السيد أو ناجي كامل وأكثر من فتاة من المعادي.. لماذا؟ ماذا فعلوا؟ لماذا قبضوا علي دومة، في الوقت الذي يتظاهر فيه الإخوان يوميا؟ كل هذه الأشياء إذا استمرت ستؤثر علي الحكم القادم، وأنا واحد من الناس سأحارب من أجل الحريات ولن أسكت.. وسيقولون «من أجل الورد ينسقي العليق» و « مجموعة أخطاء في الطريق» ولقد قيل لي نفس هذا الكلام من ضابط كبير، قال: «إحنا أخدنا اللي في سكتنا مكانش عندنا وقت نفرق»، وها قد فات الوقت، وقال بعد ذلك: «مادام قد دخل السجن تأخذ الإجراءات مجراها» وهذا لا يصح.
معضلة تواجه حكوماتنا المتتابعة تُسمي بسد النهضة الإثيوبي هل لديك رؤية لحل مثل هذه المشكلة؟
طبعًا.. إيقاف التمويل، ليس المعلن فقط، وإنما إيقاف التمويل السري وثانيًا هذا عمل المخابرات التي لم تعد تعمل في الخارج واهتمت بالداخل فقط، وأصبح لديها شركة مقاولات وشركة أمن.. والفرسان وغيرها، في الوقت الذي أغلقوا فيه شركة النصر للتصدير والاستيراد التي كانت في كل أفريقيا وأنشأوا شركة وادي النيل والفرسان.. هذه مصيبة وفضيحة.. لقد تركوا الخارج الذي هو عملهم الأساسي واهتموا بنا نحن.. عليهم أن يذهبوا ويؤلبوا المعارضين لنظام الحكم الإثيوبي ويدعموهم وقد كان عبدالناصر من قبل سيتبني الحركات التحريرية، حتي يفوق نظام الحكم هناك.
وإذا تم بالفعل بناء السد، ماذا تقترح أن تفعله الحكومة المصرية تجاه هذه الكارثة؟
تصبح تلك مصيبة علينا وسيكون علي مصر أن تضرب السد قبل أن يتم بناؤه: هذا هو الحل الوحيد.
هل صحيح أنك تقدمت بمشروعات لتدعم المشير السيسي إذا نجح في الانتخابات الرئاسية؟
أنا لم أقابل المشير سوي مرة واحدة في يوليو 2011 وآخر مكالمة معه كانت قبل أن يأتي مرسي بحوالي أربعة اشهر وربما في آخر 2011 أيضًا وكنا في الثالثة فجرًا وأيقظته من النوم لأخبره بمصيبة كانت تحدث وقتها، حيث كانت مجموعة من الناس تقوم بإحراق عدد من المباني.
ليست هندسية
وجود وزير الإسكان السابق د.إبراهيم محلب في رئاسة الوزراء.. هل يعد فاتحة خير لانتهاء المشكلة الإسكانية في مصر؟
المشكلة في مصر ليست مشكلة إسكانية وإنما هي مشكلة دخل؛ فالسكن موجود إذا وجدت الفلوس، وعندي كتاب شرحت فيه ذلك اسمه: «مشكلة الإسكان ليست هندسية، فنحن لا نحتاج إلي مهندسين لحل المشكلة الإسكانية بقدر ما نحتاج إلي أساتذة الاجتماع.
مصر تعتمد الآن بصورة كبيرة علي الدعم الخليجي في تلبية المطالب العاجلة.. كيف تنظر إلي هذا المسلك وبرأيك إلي متي سيستمر؟
لا يمكن أن تتم تنمية بلد بالقروض، فالقروض لإقامة مشروعات لها فرصة معينة للسداد بحد أقصي سبع سنوات، هذا هو طريق التنمية الرئيسي، إقامة مشروع يُنتج ثم يبيع ثم يُسدد القروض.
ما أهم المشروعات القومية التي تعتمد عليها مصر في المرحلة المقبلة؟
مشروع قناة السويس أهم هذه المشروعات وقد تقدمت بدراسة جدوي له؛ أما توشكي فقد دمروها لأن القائمين علي المشروع عجزة، ولذلك تخلصوا من الأرض ببلاش حتي لا يتحملوا مسئولية زراعتها، والمليارات التي تم دفعها في توشكي ستضيع، لأن من يأتي سيزرع البرسيم مثلًا ثم يرسله إلي بلده ثم نعود ونستورده ألبانًا ولحومًا، ونحن أصحاب شقة مفروشة نؤجرها ببلاش، ويجب أن يُحاكم المسئولون عن هذا المشروع، لأنهم بدلاً من الاعتماد علي الأسر وتهجيرها إلي هناك اعتمدوا علي المستثمرين ولا تزال المزادات علي الأراضي قائمة حتي الآن؛ لكن أهم مشروع يجب أن نعتمد عليه في رأيي هو إعادة التوزيع الجغرافي للسكان، ثم يأتي بعد ذلك مشروع قناة السويس والصحراء الغربية والشرقية والمناجم والسكة الحديد وأعمل فيه منذ 2009.
رأينا كيف خرج الإخوان من المعادلة، مع ضعف الأحزاب القديمة، ثم انقسام الجماعات الشبابية علي نفسها ما أهم الفئات التي قد تمثل المعارضة للنظام القادم؟
الشباب، هو الفئة الأهم؛ والمشير رغم شعبيته للأسف لا يعتمد علي الشباب حيث يستعين بالأستاذ هيكل وعمرو موسي وهما الواجهة له مع الاحترام الكامل لهما، أي أنه رجل ينظر إلي الخلف، بالإضافة إلي أن حملته تضم مجموعة من نظام مبارك؛ والشباب لا مكان له، فماذا تنتظر من الشباب؛ أن يصفق له، فالمشير مثلما صنع شعبية كبيرة أيضًا صنع معارضة بهذه الاختيارات.. وأريدك ان تذكر لي اسم واحد من شباب ثورة يناير في حملته الانتخابية.
ولكن شباب تمرد هم من قاموا بجمع توكيلات للسيسي؟
لا أعلم هذا.
السيسي بشرط!
بصراحة.. إلي أيّ المرشحين سيذهب صوتك في الانتخابات الرئاسية؟
إذا المشير السيسي خرج علينا وتبني أهداف الثورة وأقسم أنه سيعمل علي تنفيذها بجدية وبشرف العسكرية وسينحاز إلي الأغلبية الكادحة وسيحافظ علي مواردنا وسيعيدها إلي الشعب، فسأعطيه صوتي.. وإن لم يكن فسأجلس في بيتي.
أليس غريبا ألا يكون لك تطلع سياسي رغم تاريخك السياسي منذ كنت طالبًا في هندسة القاهرة؟
لي تطلعات تنموية فقط؛ ولقد شاركت في أول مظاهرة بالفعل وعمري 14 عامًا ضد الهلالي صاحب شركات سباتس؛ وهتفنا: سباتس خان الشعب؛ ولكني رجل تنموي عالمي أعلم قدري في هذا المجال.
ولماذا لم تفكر في إنشاء حزب سياسي تدعم من خلاله شباب الثورة؟
السياسة لها ناسها؛ والهندسة لا تتماشي مع السياسة؛ ففي الهندسة واحد زائد واحد يساوي اثنين، أما في السياسة فيتوقف ذلك علي أمور عديدة.
هل من الممكن أن تتعاون مع الحكومة في الفترة القادمة إنشاء مشروعات بنائية ضخمة؟
بالطبع سأفعل إذا طُلب إليَّ ذلك.
هل صحيح أنك ساعدت 6 أبريل وغيرها من الحركات وفتحت لهم المقار الخاصة بك.. وهل من الممكن أن تساعدهم مرة أخري؟
بالطبع ساعدتهم كثيرًا.. ولكني لا أظن أنني سأساعدهم في ظل قياداتهم الحالية، أمثال أحمد صلاح وأحمد ماهر لأنها قيادات مُنحرفة؛ أما القواعد الشبابية فإنها من أرقي ما يكون.. وإلي الآن الجبهة التي انشقت عن أحمد ماهر يقيمون مؤتمراتهم في مقاراتي.
برأيك هل سيوجد حزب سياسي واحد يستطيع أن يُشكل الحكومة القادمة؟
أنا ضد أن يشكل البرلمان الحكومة، حتي لا نتخبط بين السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية.. وهذه مأساة الدستور الحالي لأنه لم يشرف عليه متخصصون دستوريون.. أي أنه: سمك.. لبن.. تمر هندي!
الأمل.. روسيا
بعد فشل الرهان الأمريكي علي الإخوان.. كيف سيكون شكل العلاقة مع الولايات المتحدة خلال الفترة القادمة؟
مصر طوال عمرها لم تنجح في أي مجال اشتركت فيه مع الولايات المتحدة.. مصر حققت أكبر الانتصارات وهي في صداقة مع روسيا؛ لا يوجد مستقبل أو تنمية لمصر وهي في كنف أمريكا؛ والأمل الوحيد هو التعاون المثمر مع روسيا، فقد سلحتنا ودعمتنا في بناء السد العالي ومصانع الحديد والصلب.. وفي المقابل ماذا أخذت: برتقال وكولونيا 3 خمسات وموبيليا دمياط وثلاجات وبوتاجازات من المصانع الحربية، أما الولايات المتحدة فاعطتنا معونة لم نستفد بعشرة في المائة منها والباقي ذهب رشاوي لنظام مبارك وإنشاء الطابور الخامس الذي يُدافع عنهم.. أمريكا: من بعيد لبعيد يا حبيبي باسلّم، فقط.. ثم لماذا لدينا 3 آلاف ديبلوماسي أمريكي في مصر إن لم يكن لأعمال الجاسوسية.. لا مستقبل لمصر مع أمريكا.
كيف تُقيّم الممارسة السياسية لحزب النور خاصة أن هناك من يظن أنه يسعي ليحل مكان الإخوان سياسيًا؟
هذا حزب لابد أن يتم حله، لأنه تكوّن خطأ، والجرم يرجع لطنطاوي لأنه سمح لهم بتكوين أحزاب علي أساس ديني وسنظل نُقاسي لما فعله طنطاوي وعنان في هذا البلد طوال 18 شهرًا بعد الثورة، وأعلم أن المشير السيسي قد يغضب مني لذلك؛ ولكنها الحقيقة.
هل تري أن رد الفعل المصري للدعم القطري للإرهاب مناسب حتي الآن؟
هم ينتظرون فقط حتي وجود رئيس منتخب، فلا نريد أن ننسي أن النظام الحالي مؤقت، ولو كنت مسئولًا لصادرت كل أموالهم في مصر تعويضًا عن التخريب الذي قاموا به في دعمهم للإخوان، وبالتالي هروب السياحة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.