هي جريمة عشوائية انتشرت في المجتمع واصبحنا نسمع عنها في كل مكان حتي وصلت إلي المدارس.. ويواجه الشارع هذه الظاهرة وهي التحرش بصورة لافتة في وسط غياب قوانين صارمة يجب ادخالها علي قانون العقوبات.. فمن غير المعقول ان تكون عقوبة التحرش السجن سنة لان أغلب هذه الجرائم تتعرض للاناث وتخدش الحياء وهي سلاح للقوي في وجه الضعفاء.. موضوع التحرش موضوع شائك ولم يسبق ان قدمت له السينما المصرية، حتي الصحف تتناوله علي استحياء لان الجريمة هذه هي خدش للحياء.. والجريمة مرتكبها بلا وزاع ديني أو تربوي والمجني عليه فيها سواء كانت فتاة أو سيدة غالبا ما تصمت ولا تبلغ الجهات الأمنية علي اعتبار ان الابلاغ في حد ذاته فضيحة لها ولأسرتها. والمجرم يرتكب جريمته بكل سفالة ووقاحة لا يهمه من هي المجني عليها شابة أو كبيرة السن مصرية أو أجنبية.. فقيرة أو ثرية.. ولا يهمه ان كانت ترتدي الحجاب أو النقاب. في شوارع القاهرة فرص التعرض للتحرش واردة ويحدث التحرش في الشوارع أو في وسائل النقل العام المزدحمة وأماكن العمل، وفي دراسة أجراها المركز المصري لحقوق المرأة في عام 8002 شملت أكثر من ألف امرأة تبين ان 35٪ من المصريات تعرضن للتحرش سواء بالعبارات النابية أو الملاحقة أو النظرات أو اللمس. لقد أصبح مفهوم الاحترام غير موجود وهناك شيئا حدث في المجتمع المصري.. قديما كانت هذه الظاهرة غير موجودة.. وقت ان كانت هناك قيم وأخلاق وعادات وتربية في المدارس.. وهناك ظاهرة تحرش جماعي وسط الزحام، كما حدث منذ سنوات في وسط القاهرة أو في الأعياد في المهندسين وصلت إلي تمزيق الثياب وتم اعتقال العشرات من الشباب. لقد كانت الفتاة التي تتعرض للتحرش تخجل من الافصاح عن هذا الأمر إلا ان هناك سيدات شجاعات ابلغن الشرطة والنيابة بهذا الأمر دون خجل ونال مرتكبه السجن 3 سنوات وهذا اخرج هذه القضية الشائكة إلي العلن، وبدأت حملات ضد التحرش والوقوف في وجه هذه الظاهرة. وهذه الأيام هناك فيلم مصري جرئ في فكرته وإخراجه وهو فيلم »876« للفنان الشاب محمد دياب وهذه الأرقام عنوان الفيلم ان هناك جريمة التحرش وهي في ازدياد وقد تزيد إلي أرقام مرتفعة والفيلم رغم انه يتحدث عن التحرش الجنسي فلا تري فيه مشهدا خارجا عن الآداب أو الاثارة.. وعرض الفيلم مشكلة بكل ابعادها.. ولكنه لم يعرض الحل.. لقد أصبح من الضروري اصدار قانون منفصل عن هذه المسألة في حالة عدم قدرة القوانين الحالية علي اصلاح هذا الوضع الشائك.. ولابد ان يكون الوازع الديني عند الشباب قويا وان يعرفوا ان ما يرتكبونه ضد الدين وحقوق الإنسان وعلينا أن نكشف عن كل مجرم يرتكب هذه الجريمة الشنعاء لانها من جرائم العنف ضد المرأة.. وهذه مهمة النواب الأفاضل في مجلس الشعب الجديد وهناك من يدافع عن المرأة وإذا سكت الرجال فهناك كوتة تشمل 46 سيدة من كل محافظات مصر سيقمن بالدفاع عن حقوق كل فتيات ونساء مصر.