حقن المكس والهيروين تحاصر «بدروم 6 فى امبابة» وبعد ان انتهت السيدة هدي من حديثها اتجهنا إلي مأساة جديدة وليدة هذا « البدروم » وهي شيماء ابنتها والتي ولدت في هذه الغرفة وكبرت وعاشت كل مأساة امها وكانت تتمني ان تكمل تعليمها ولكنها تركت المدرسة وهي في الصف الثالث الإعدادي ثم تزوجت وعاشت مع زوجها الذي يعمل « ارزقي » باليومية في شقة بالإيجار ومع مرور شهر في الآخر اكتشفوا انهم لا يستطيعون دفع ايجار الشقة وحينها قرروا العودة الي البدروم مرة اخري لتستكمل حياتها في نفس الغرفة التي تزوجت لتهرب منها ، فأصبحت شيماء تعيش هي وزوجها واطفالها الثلاث وإخوتها الاثنين ووالدتها في هذه الغرفة ولم تختلف مأساة شيماء كثيرا عن والدتها وكأن الحظ يورث عبر الأجيال . وتقول شيماء :«تجربة امي علمتني كتير واهم حاجة اتعلمتها منها اني ابعد عن الحرام عشان اخرته وحشة وعشان كده بقيت ابيع درة عشان اساعد جوزي في لقمة ولادنا وللأسف التجربة فشلت لأن حتي الدرة بقي يتسرق مني ، المشكلة مش في ضيق الحال ولا اننا عايشين عشرة في اوضة واحدة المشكلة اكبر من كده بكتير ثم توقفت شيماء عن الحديث وانهارت في البكاء ثم استكملت قائلة انا بتعرض للاغتصاب يوميا وده طبيعي واحدة « بتستحمي » في الشارع طبيعي يحصلها كده ، الحمام مشترك للبلوك كله وموجود في الشارع وطبعا شبابيكه مخلعة وعايشين بالجردل في الأوضة والاستحمام بيبقي في الحمام اللي في الشارع والمكان كله شمامين وخمرجية وبلطجية ودايما بيتهجموا علي البنات في الحمام يعني مش بس بفكر ازاي ادبر لقمة عيش حاف لا وكمان ازاي احافظ علي شرفي ، وبعد كل ده يأتي رئيس الحي بعربيته علشان يشوفنا عايشين ازاي يبص من شباك عريبته ويرفض انه ينزل ويقول « انزل فين دي بلوكات دعارة » .