وبعد أن خرج الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني وزير خارجية قطر السابق علي شاشة قناة «الحظيرة» لتقديم العزاء لمصر في ضحايا مذبحة الاقصر بصحبة مادلين اولبرايت وزيرة خارجية أمريكا. في ذلك الوقت بدأت الحرب علي المصريين في الدوحة وقررت السلطات ترحيل حوالي 5 آلاف اسرة مصرية بأولادهم ووقتها قال عمرو موسي وزير الخارجية المصري في ذلك الوقت اننا مستعدون لارسال اسطول كامل من مصر للطيران لنقل جميع المصريين في الدوحة لو كانت قطر تعتقد ان هذه الورقة ستكون من أحد اوراق الضغط علي الادارة المصرية.. وبعدها بدأت الحرب الاعلامية واتهمت قطر الصحافة المصرية بان من يعملون بها هم «سحرة فرعون» وتطاول أحمد علي رئيس تحرير جريدة الوطن القطرية في ذلك الوقت علي مصر وشعبها ووصفهم بالشحاتين وماسحي الاحذية كما تطاول علي حسني مبارك ووصفه بالرجل الضعيف الذي لا يملك قرار بلده.. وللحق فان الصحافة المصرية الوطنية نجحت وقتها في التصدي للهجمة الشرسة التي شنتها قطر علي مصر وشعبها من خلال قناة الجزيرة وكتب الكاتب الكبير ابراهيم سعده مقالة في جريدة أخبار اليوم عندما كان يرأس تحريرها بعنوان «للوقاحة وزير» وكشف فيها عن حقيقة علاقة بن جاسم باسرائيل وعن اسباب هجوم حكام قطر علي مصر عقب فشل المؤتمر الاقتصادي عام 97 واتذكر ان جريدة أخبار اليوم تم منع دخولها للاراضي القطرية وتم تسريب المقال من خلال الفاكس وبعد ذلك قام العديد من المصريين بطبع المقال ووصل الامر الي بيعه ب 30 ريالا ونجح المقال في كشف العديد من المواقف القطرية المعادية لمصر وقال الكاتب في مقاله ان اولبرايت ابلغت قطر بضرورة سب مصر وتهميش الدور الذي تلعبه في منطقة الخليج لو كانت ترغب في جذب الانظار اليها. ومنذ ذلك الوقت وقطر تعمل بالنصيحة الامريكية وتعادي مصر مرارا وتكرارا ولم يتغير موقفها الا بعد سقوط نظام مبارك واستيلاء الاخوان علي حكم مصر وهي ازهي فترات التقارب بين مصر وقطر بعد ان اتفقت المصالح والتقي ممولو ومنفذو الارهاب في طريق واحد. وحتي لا يختلط الحابل بالنابل فان شعب قطر وللحق يعشق مصر والمصريين وكانوا يرفضون دائما سياسة حكومتهم تجاه مصر وكانوا يرون مثلهم مثل باقي شعوب دول الخليج ان مصر وشعبها وجيشها درع الامان الاول للمنطقة.. ولكن الحكومة القطرية كانت لا تسمح لاي صحفي او كاتب قطري ان يكتب لتخفيف حدة الاحتقان بين الدولتين.. وكعادتها دائما ولدورها الريادي بمنطقة الخليج سعت المملكة العربية السعودية لاجراء مصالحة مصرية قطرية.. وبالفعل نجحت في عقد لقاء بين الرئيس الاسبق مبارك والامير السابق الشيخ حمد بالرياض ووافق مبارك علي المصالحة وطلب من أمير قطر ان يحجم حمد بن جاسم او يختار شخصا آخر ليكون حلقة الاتصال بين القاهرةوالدوحة وقال امير قطر للرئيس مبارك ان بن جاسم يعشق مصر وانه شخص خلوق.. ووقتها اعترض مبارك ووصف بن جاسم بانه «قليل الأدب» لأنه تطاول علي شخص في مقام والده وكان يقصد نفسه. وبمجرد انتهاء المصالحة وقبل ان تهبط طائرة الرئيس مبارك ارض مطار القاهرة خرجت التصريحات من الدوحة لتؤكد ان مصر هي من طلبت المصالحة وان قطر ستظل علي موقفها.. وفشلت الرياض في التهدئة ووصف مبارك الموقف القطري في ذلك الوقت «بالسوس الذي ينهش في الجسد العربي» وعادت الحرب الاعلامية من جديد ومنذ ذلك الوقت وقطر تسعي لاضعاف مصر ودورها املا في ان تصبح زعيمة الامة العربية.. اللهم لا اعتراض.