تسرع بعض الإعلاميين والصحفيين بالحكم علي الحكومة الجديدة التي شكلها المهندس إبراهيم محلب، ووصفها هؤلاء بأنها لا تختلف عن حكومة د. الببلاوي، خاصة وأن محلب احتفظ في حكومته بحوالي ثلثي عدد وزراء حكومة الببلاوي!.. وكأنه كان من المفترض علي محلب أن يتخلص من كل هؤلاء الوزراء ويشكل الحكومة بالكامل من وزراء جدد حتي تصبح حكومته جديدة ويكون أداؤها مختلفا. لكن نسي هؤلاء أو تناسوا ان من يطالبون به يخرج عن نطاق المعقول والواقع أيضا.. فإن تغيير لاعب واحد في فريق رياضي كفيل بتغيير أداء هذا الفريق ودفعه للفوز بالمباراة، وحكومة محلب تغير منها ثلث الوزراء، خاصة هؤلاء الذين حدث في نطاق عملهم اضطرابات واضرابات وارتباكات.. ناهيك عن أن التغيير الأهم في حكومة محلب كان تغيير رئيس الحكومة ذاته، ونحن نعرف ان تغيير القيادة يؤثر تأثيرا بالغاً وكبيراً في أداء الجيوش نظرا لتغير روح الأداء وأسلوبه، دون الحاحة لتغيير جنود وضباط هذه الجيوش! وهذا هو الذي ننشده في حكومة محلب.. لا يهم كثيرا تغيير كل وزرائها عن حكومة الببلاوي، وإنما يهمنا كيف سوف تعمل.. فنحن نريدها أن تتصرف وتعمل كحكومة حرب.. أي أن تتكون هذه الحكومة من المقاتلين نظراً لأننا نخوض حربا أخطر من حرب 1973.. فنحن لا ندافع فقط في هذه الحرب الجديدة عن جزء عزيز من أرضنا، وإنما ندافع عن استقلالنا الوطني وكيان دولتنا الوطنية، ونواجه في هذه الحرب إرهابا ترعاه جماعة الإخوان المتحالفة مع عدد من الجماعات والتنظيمات الإرهابية الأخري علي رأسها التنظيم الإرهابي الأهم في العالم وهو تنظيم القاعدة.. وهذا الإرهاب يلقي دعما إقليميا «تركيا وقطر» وعالميا «أمريكا وعدد من الدول الأوروبية». لذلك نحن نحتاج من حكومة محلب أن تكون كتيبة مقاتلة تتصدي بقوة وحزم وذكاء لجماعة الإخوان والجماعات الإرهابية الأخري المتحالفة معها، وأيضا تواجه بذات القوة والحزم للمحاولات الخارجية للتدخل في شئوننا الداخلية والإضرار بمصالحنا ابتداء من الدعم المالي والسياسي للإخوان وانتهاء بالسعي لحرماننا من حقنا في مياه النيل. نحن نحتاج إلي أن تواجه كتيبة محلب التحديات والظروف الصعبة التي نواجهها والتي تتمثل في محدودية ونقص الموارد وحال التشاؤم التي يسعي بعض الكارهين لاستغلال هذا الوطن اشاعتها في بلادنا.. وذلك يقتضي أن تهتم أساسا هذه الحكومة بتعبئة كل موارد وقدرات الدولة، وأن يشعر المواطنون بأن الحكومة مهتمة بهمومهم وتسعي في حدود إمكانياتها للتخفيف منها.. وبذلك سوف تختلف حكومة محلب عن حكومة الببلاوي.