د. حسام عيسى أثناء حواره فى »صالون التحرير« قال الدكتور حسام عيسي، نائب رئيس الحكومة المستقيلة، إن مصر "تواجه حربا مستمرة هدفها إسقاط الدولة"، وأنه "إذا سقط الوطن فلا معني للحرية". وكشف، في أول ظهور تليفزيوني له بعد الاستقالة، عن تقدم الببلاوي باستقالته لرئيس الجمهورية، عقب إقرار الدستور المعدل، إلا أنها "لم تُقبل".. وروي لبرنامج "صالون التحرير"، في ضيافة الكاتب الصحفي عبد الله السناوي، الذي بثته فضائية التحرير مساء أمس، تفاصيل آخر اجتماع للحكومة. وقال حسام إن المشير عبد الفتاح السيسي تركزت أحاديثه في مجلس الوزراء، ومع أعضاء الحكومة علي ثلاثة موضوعات: "الفقراء" و"العدل الاجتماعي" و"وجود الدولة". شارك في الحوار جورج إسحق، أول منسق لحركة كفاية. وم. أحمد بهاء شعبان، رئيس الحزب الاشتراكي المصري. والمخرج السينمائي مجدي أحمد علي. والكاتب الصحفي جمال فهمي، والكاتب الصحفي عماد الدين حسين، رئيس تحرير جريدة الشروق. وقال حسام إنه لا يملك كل عناصر الإجابة عن أسباب استقالة د. الببلاوي والحكومة، وقال إن د. الببلاوي قال له "وضعت نفسي والوزارة تحت تصرف رئيس الجمهورية " عقب اقرار الدستور، وكانت وجهة نظر الرئيس أنه الأفضل أن يستمر رئيس الوزراء ويحدث تغييرات. بعد نصف ساعة ذهبت إلي مكتبي وكتبت استقالتي وأرسلتها للدكتور الببلاوي وكانت استقالة بدون أسباب وقلت اريد أن اخرج مع الذين يخرجون في التعديل ، وكنت أعتبر الإعلان عن الإستقالة في ذلك الوقت بدون قبول رئيس الوزراء لها قد تؤول علي انني غير متفق مع الحكومة أو سياستها أو رئيسها . واضاف عيسي أن جزءا من حزن الببلاوي أنه لم يعامل باحترام، ليس فقط من قبل الاعلام، انما كان ينبغي حين قدم استقالته أن تقبل في هذه اللحظة، لا أن ينتظر حتي يُقال، ده أبسط قواعد الاحترام لرجل في مكانه ومكانته، وهذا ما أحزنه وما أحزنني، رغم أنني قدمت استقالتي منذ 3 أسابيع، إنما أنا حزين جدا.. وقال عيسي عن أساب استقالته: واجهت الإنهاك الشديد في الإهانات من اليوم الأول، إهانات مستمرة وقائمة علي أكاذيب كاملة، بعد ثلاثة أيام من دخولي الوزارة، في الجرائد اليومية و كلها أشياء مناقضة لتاريخي ولما أفعله وما أنا مهتم به. وأضاف نائب رئيس الوزراء السابق د.حسام: من اليوم الأول في الوزارة كان إحساسي أن مصر تمر بمرحلة بالغة الخطورة، فهناك معركة محورها الأول والأخير، هو إسقاط الدولة المصرية، كاطار مؤسسي يؤمن للوطن الوجود. وهذا معناه أن الوطن في خطر، وبالتالي، كل الأمور الأخري ينبغي أن ينظر إليها عبر منظور إنقاذ الدولة، وأن تقف ولا تسقط، لأنها لو سقطت سقط كل شيء، هذه هي القضية الأساسية التي لم أجدها عند الطبقة السياسية. وجدت إناساً تصرخ علي "حكم العسكر"، أنا لم أكن أري حكم عسكر وأنا في الوزارة "بس مش مهم يمكن أنا أعمي".. وكشف عيسي بعض الحقائق عن السيسي باعتباره عضوا في مجلس الوزراء وقال ليس صحيحاً ما كان يقال إن الفريق السيسي يحكم من وراء الستار، وأنا قلت في إحدي الفضائيات، الرجل لايتحدث في مجلس الوزراء إلا قليلا جدا.. وأعترف بقوله إنني شخصيا كنت تحت هذا الانطباع، الرجل كان يكرر لكل الوزراء في كل مرة: ياجماعة أرجوكم، الكلام الذي يقال في الخارج غير صحيح، أنا مجرد وزير دفاع، وزير في وزارة ولي صوت واحد، واوعوا تصدقوا الكلام اللي برا، ما أقوله هنا.. هو الكلام الوحيد الذي أقوله في شئون هذه الوزارة. وحين كان السيسي يتدخل، كان يتدخل قليلا جدا، وفيه جلسات بكاملها لايتكلم، وكان يتدخل في المسائل المتعلقة بحقوق الفقراء والعدل الاجتماعي، وكان يعلو صوته فيها، بشكل هائل، يتكلم بقوة وباندفاع ويخبط ع الترابيزة، لما بيلاقي إن هناك محاولات للتأجيل سواء باسم الدراسة باسم الحساب.. يقف ضدها، عندما يري أن الموضوع استكمل من وجهة نظره، وأحيانا يرضخ بعدما يقرر. مرة ثار جدا في قضية الحد الأقصي للأجور، واحتد جدا ثم عاد، وقَبل أن يرضخ لمنطق بعض الوزراء وعلي رأسهم الدكتور الببلاوي، ووافق علي أن يؤجل وجهة نظره في هذا الموضوع. وقال عيسي إن المشير السيسي ، ربما هو أكثر بني آدم رأيته رجل دولة مكتمل منذ جمال عبد الناصر ، كنت أشعر بشدة الاحترام له طوال حديثه، كلما يتخذ موقفا دون أن يحاول أن يفرض رأيه إطلاقا، وينتهي بقول: ياجماعة أنا آسف أنا مجرد واحد منكم، أنا لي رأي في هذا الموضوع، يعتذر حتي عن اندفاعه في الحماس لقضايا مهمة جدا مثل قضايا العدل الاجتماعي.