وزير التموين: الشراكة مع القطاع الخاص تكليف رئاسي    وكيل تعليم الفيوم تستقبل رئيس الإدارة المركزية للمعلمين بالوزارة    محافظ القليوبية يشارك في تكريم أوائل الثانوية والماجستير والدكتوراه    جامعة جنوب الوادى الأهلية تقرر غلق باب القبول للعام الجامعي 2024 / 2025    استشهاد شريف أبو الأمين قائد حماس بلبنان و3 قياديين بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في أول استهداف صهيوني لقلب بيروت    مقتل 5 مواطنين وإصابة 57 آخرين في غارات إسرائيلية على الحديدة باليمن    هازارد: صلاح أفضل مني.. وشعرنا بالدهشة في تشيلسي عندما لعبنا ضده    سيدتان تنفذان وصية دجال بدفنه فى منزله وتشييد مقام له    التصريح بدفن جثة فتاة تناولت سم فئران بمنطقة المرج    حبس خفير لاتهامه بالتحرش بطالبة فى الشروق    بعد وقف تصاريح فيلم «التاروت».. علي غزلان يرد : «طالع بشخصيتي الحقيقية وعملت المشهد مجاملة»    وزير الصحة: الحكومة تلتزم بتهيئة بيئة مناسبة لضمان قدرة المستثمرين الأجانب على النجاح في السوق المصري    قافلة طبية شاملة من جامعة قناة السويس إلى الجزيرة الخضراء بالتل الكبير    500 وفاة لكل 100 ألف سنويا .. أمراض القلب القاتل الأول بين المصريين    5 نصائح بسيطة للوقاية من الشخير    الرئيس السيسي: وحدة وتماسك الشعب هما الضامن الأساسي للحفاظ على أمن واستقرار الوطن    والد محمد الدرة: الاحتلال عاجز عن مواجهة المقاومة.. ويرتكب محرقة هولوكوست بحق الفلسطينيين    خُط المنطقة المزيف    المتحف المصرى الكبير أيقونة السياحة المصرية للعالم    هل الإسراف يضيع النعم؟.. عضو بالأزهر العالمي للفتوى تجيب (فيديو)    20 مليار جنيه دعمًا لمصانع البناء.. وتوفير المازوت الإثنين.. الوزير: لجنة لدراسة توطين صناعة خلايا الطاقة الشمسية    أخبار الأهلي : تفاصيل جلسة لم الشمل للاعبي الأهلي بعد خسارة السوبر    الزمالك 2007 يكتسح غزل المحلة بخماسية نظيفة في بطولة الجمهورية للشباب    «الشعب الجمهوري»: نتبنى توجيهات القيادة السياسية بدعم ذوي الهمم    محافظ مطروح يتابع جهود المبادرة الرئاسية "بداية جديدة" فى مدينة النجيلة    النيابة تواجه مؤمن زكريا وزوجته ب التربي في واقعة السحر    يختصر الاشتراطات.. مساعد "التنمية المحلية" يكشف مميزات قانون بناء 2008    اللجنة الدولية للصليب الأحمر بلبنان: نعيش أوضاعا صعبة.. والعائلات النازحة تعاني    القاهرة الإخبارية: رشقة صاروخية من الجنوب اللبناني صوب أهداف إسرائيلية    تواصل فعاليات «بداية جديدة» بقصور ثقافة العريش في شمال سيناء    «قومي المرأة» تنظم ندوة «نحو الاستخدام الآمن للتواصل الاجتماعي»    «حماة الوطن»: إعادة الإقرارات الضريبية تعزز الثقة بين الضرائب والممولين    طرح 1760 وحدة سكنية للمصريين العاملين بالخارج في 7 مدن    «الإجراءات الجنائية» يفتتح انعقاد «النواب».. الإثنين بدء انتخابات اللجان    نائب محافظ الدقهلية يبحث إنشاء قاعدة بيانات موحدة للجمعيات الأهلية    الخدش خارج السطح.. إليك كل ما تحتاج معرفته حول التهاب الجلد التحسسي    عشريني يُنهي حياته شنقا في قنا    1 أكتوبر.. فتح باب التقديم للدورة الخامسة من "جائزة الدولة للمبدع الصغير"    كريم رمزي: عمر مرموش قادر على أن يكون الأغلى في تاريخ مصر    هيئة الاستشعار من البُعد تبحث سُبل التعاون المُشترك مع هيئة فولبرايت    جامعة بنها: منح دراسية لخريجي مدارس المتفوقين بالبرامج الجديدة لكلية الهندسة بشبرا    برغم القانون 12.. ياسر يوافق على بيع ليلى لصالح أكرم مقابل المال    أفلام السينما تحقق 833 ألف جنيه أخر ليلة عرض فى السينمات    إيران تعلن رغبتها في تعزيز العلاقات مع روسيا بشكل جدي    وزير الشباب يستعرض ل مدبولي نتائج البعثة المصرية في أولمبياد باريس 2024    جمارك مطار الغردقة الدولي تضبط محاولة تهريب عدد من الهواتف المحمولة وأجهزة التابلت    مصرع شخص دهسته سيارة أثناء عبوره الطريق بمدينة نصر    محافظ القاهرة يشهد احتفالية مرور 10 أعوام على إنشاء أندية السكان    ناصر منسي: إمام عاشور صديقي.. وأتمنى اللعب مع أفشة    ضبط 1100 كرتونة تمور منتهية الصلاحية بأسواق البحيرة    «بيت الزكاة والصدقات» يبدأ صرف إعانة شهر أكتوبر للمستحقين غدًا    إنفوجراف.. آراء أئمة المذاهب فى جزاء الساحر ما بين الكفر والقتل    مدير متحف كهف روميل: المتحف يضم مقتنيات تعود للحرب العالمية الثانية    نائب الأمين العام لحزب الله يعزي المرشد الإيراني برحيل "نصر الله"    أمينة الفتوى: هذا الفعل بين النساء من أكبر الكبائر    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 30-9-2024 في محافظة قنا    التحقيق مع المتهمين باختلاق واقعة العثور على أعمال سحر خاصة ب"مؤمن زكريا"    الأهلي يُعلن إصابة محمد هاني بجزع في الرباط الصليبي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الروائي فؤاد قنديل في حوار الساعة عن الرئيس القادم وأهم التحديات
صوتي للسيسي رئيسا فليس لدينا رفاهية الاختيار
نشر في الأخبار يوم 26 - 02 - 2014


الروائى فؤاد قنديل اثناء حواره مع « الأخبار»
لاعودة للإخوان حتي وإن كانوا يحملون مفاتيح الجنة
مواصفات الرئيس : يؤمن بالديمقراطية ودور الشباب ويتمتع بحسن القيادة ويقدر العلم والعلماء
ليس هناك مايسمي حكم العسكرالأحزاب السياسية
خرجت ولم تعد!
الإقتراب من عالم الأدباء خاصة الروائيين منهم يصيبك بكثير من السعادة وقليل من الحزن!.. ذلك لأن هؤلاء دائما ما تجدهم يعيشون بأقلامهم وأحلامهم في المستقبل.. ومن ثم يقدمون لنا حلولاً للعديد من المشاكل والتي لا يقدر علي معرفة قيمتها إلا من له قلب حليم وعقل سليم. هنا تكمن السعادة، أما الحزن القليل فقد يصيب بعضنا لما يتصوره من أن هؤلاء الأدباء يعيشون دائما في أبراج عاجية وعالية.. وهو تصور قد يكون صحيحا شكلاً ولكن في الحقيقة نراهم معنا دائما سواء وهم داخل عالمهم الخاص أو عالمنا نحن أيضاً
من كل ذلك أجد نفسي دائما أدور في حلقة الاقتراب من كل هؤلاء سواء من خلال أفكارهم أو احلامهم ولعل ذلك يبدو بكل وضوح فيما اقدمه للغالبية منهم من اسئلة وانتظر اجابات غير متوقعة، وهي تحمل في طياتها آمالاً كثيرة، سواء لما نعيشه في الحاضر أو ما نأمل أن نراه في المستقبل القريب أو البعيد
وفي سياق كل ذلك دائما ما أطلب من الروائي الكبير فؤاد قنديل أن يكون ضيفا معنا في حوارات الأخبار، ودائماً ما أجده يرحب بذلك، عندئذ أنتقل إليه حيث هو.. فأسأله وهو يجيب، بصدر رحب وعقل راجح. ولعل كل ذك سوف يبدو بوضوح عندما نقرأ ما دار بيننا سواء من اسئلة واجابات
أين أنت الآن سواء مما يدور حولنا من أحداث أو مما تسمع عنه مثلنا.. أم أنت صحيح تعيش حالة من الصمت؟!
هذه الفترة أعتبرها من اكثر فترات عمري من حيث اندماجي مع الأحداث الجارية خاصة منذ أن خرجت مشاركاً في احداث ميدان التحرير يوم 28 يناير 2011، وإلي الآن. حيث لم أتوقف ولا ساعة واحدة عن الاستماع والمشاهدة والرصد والسؤال والتحليل لما يحدث حولنا من أوضاع سائدة بكل هالاتها وتجلياتها وحتي بكل ما فيها من سلبيات وايجابيات.
وما السبب في ذلك؟!
السبب طبعاً أنني منذ نشأتي كصبي صغير قد ارتبطت بالسياسة وهنا تكمن المشكلة. وأنا أتذكر في هذا الوقت المبكر من حياتي أن أخي الكبير فوزي قد أيقظني من نومي وقال لي كيف تنام وعبدالناصر يطلق عليه الرصاص وكان ذلك في أكتوبر عام 1954. ومنذ ذلك اليوم وأنا مفتوح العينين والأذنين لكل ما يخص مصر بالذات.. ومن ثم تابعت الاحداث يوماً بيوم وليس سنة بسنة خاصة منذ حادث محاولة اغتيال عبدالناصر وما تبعه من احداث سياسية عظيمة شهدها تاريخ مصر بعد هذه الفترة.
معني ذلك انك ربما تعقد بعض المقارنات .. أم ماذا؟!
ة هذا طبيعي جدا لأن صفحات التاريخ في تصوري انما تشبه المرايا.. حيث تشير بعضها إلي بعض وتظهر بعضها البعض الآخر وبزوايا حسب وضعية المرآة.. وفي ذلك قد تختلف بعض المشاهد والقضايا عن الأخري بقليل من الاتجاه ناحية الماضي أو الحاضر ولكن الأصل في الغالب يكون متسقاً. ودعنا في هذا السياق نأخذ مثالاً وهو موضوع الاخوان المسلمين.. فإن هذا المشهد الحالي وفي أعلي صوره قد سبق وعشناه عام 1954
اذن كنت علي وعي كامل بهذه الاحداث.. فهل هذا صحيح؟!
ة تصور انني في هذه الفترة لم أكن أعي ما كان يحدث امامي من احداث ولكن وفور وقوع هذا الحادث بالذات بدأت أحاسيسي وعيناي تدور في فلك كل ذلك، وكما قلت لك من قبل لقد كان الفضل يرجع إلي اخي والذي نبهني بشدة وبقوة، ذلك لأنه كان من المعجبين بجمال عبدالناصر وكان في ذات الوقت من الجيل الجديد الذين إلتحقوا بالاخوان المسلمين من الشباب المصري. ولذلك
فإنني اعتبره مصدري الأول والذي نبهني إلي خطورة هذه الجماعة
كيف؟
لقد أخبرني وقتها وكنا في عام 1955 أن الجماعة انما كانت تستعد لتفجير كوبري قصر النيل وكوبري بنها ثم القناطر الخيرية. إذن تشعر هنا بأنهم قد مارسوا من قبل نفس السيناريو الذي يمارسونه معنا الآن ولكن بشكل طفيف من الاختلاف، وليس ذلك فقط، بل انني مازلت اتذكر أنه اخبرني أيضا في هذا اللقاء بأنه سمع من شخص أكبر منه في هذه الجماعة بأن الاخوان هم الذين حرقوا القاهرة في يناير عام 1951 وانت تعرف ان المؤرخين قالوا في ذلك كلاماً كثيراً منهم من قال ان حريق القاهرة يقف وراءه الانجليز ومنهم من قال الملك والبوليس السياسي. ورغم أنني لا أملك دليلاً علي ما قيل لي إلا أنني عرفت وقتها ان الاخوان هم الذين كانوا يقفون وراء حريق القاهرة في هذه الفترة.
وهل استمر أخوك عضوا بالاخوان؟!
طبعا انفصل عنهم فوراً.. خاصة بعدما عرف بما سمع به وشاهده أمام عينيه.. بل وقال لي بالحرف. لولا انني قد تأهبت للانسحاب من هذه الجماعة لما قلت لكل هذه المعلومات لأن من الخطر ان يخبرني بذلك وهو عضو بالجماعة.
وهل كتبت رواية صورت فيها ما حدث آنذاك؟!
نعم..
ما اسم هذا العمل؟!
اسمه دولة العقرب.. هذه الرواية طبعت منذ عدة اشهر.. وقد تناولت في أحداثها كل ما وقع وما قام به الاخوان من أعمال ارهابية في قالب قصصي
وماذا عن تفاصيل رواية دولة العقرب باعتبارها تحدثت عن وقائع مازلنا نعيشها؟!
الرواية اتناول فيها فترة ما قبل تنحي مبارك بعدة سنوات وكنت أطمع أن أتنبأ فيها بقيام ثورة في وقت قريب، لأنني توصلت إلي هذه النتيجة وأوضحتها في رواية اخري صدرت قبل ذلك بعنوان «قبلة الحياة» هذه الرواية الأخيرة كتبتها في عام 2003. والغريب ان الثورة قامت وانا اكتب في روايتي الجديدة «دولة العقرب» فتوقفت وانشغلت عن اكمالها بالمشاركة في الاحداث، ودام هذا التوقف عامين حتي شهر يونيو عام 2012 والذي أصبح فيه مرسي رئيساً.
مفاهيم مغلوطة
واذا ما تركنا الأدب وهموم النقد ونسألك.. ماذا يشغلك الآن؟!
- تشغلني عدة أمور، يأتي في مقدمتها ضرورة ان نوضح للاجيال الجديدة بعض المفاهيم المرتبطة بالاحداث من حولنا. ومن ذلك علي سبيل المثال ضرورة التأكيد علي ان ما حدث في 25 يناير ليس ثورة، بل هو انتفاضة، وان بدت ملامح هذه الثورة في ايامها الأولي فقط. وهي تختلف هنا مع انقلاب 23 يوليو الذي حوله جمال عبدالناصر إلي ثورة شعبية شعر بها الناس في كل مكان.. واما 30 يونيو فأنا اعتبرها حركة شعبية أزاحت الحاكم ايضا كما فعلت 25 يناير ولكن وحتي تكتمل عناصر هذه الثورة فلابد هنا من ان يحدث التغيير الذي قامت من اجله!، وهذا التغيير لم يحدث منه الا نقطة أو نقطتان فقط.
وما هما؟!
أولاً انجاز الدستور ومن قبله تمت ازاحة الحاكم.. هذا الدستور الذي لم يكتب مثله من قبل.. حيث قرأته عدة مرات في مقابل دستور الاخوان والذي اكتشفت فيه اكثر من 90 ثغرة.. اضف إلي ذلك اننا نعيش الآن في المشهد الملتبس والذي اصبح يفرض عدة علامات استفهام كثيرة وكبيرة.
وما هي ملامحها؟!
اولا.. لقد اكتشفنا فجأة ان النخبة السياسية غير موجودة وكانوا من قبل من اصحاب الاصوات العالية التي تسببت في ضجيج غير مسبوق. هؤلاء أين هم الآن؟!
وهل هناك اسماء بعينها؟!
فأين أيمن نور وأبو الفتوح والبرادعي وغيرهم؟ هؤلاء أين هم الآن؟!
وما الذي تخاف منه الآن في مصر؟!
ما يجب ان نقوله ان المشهد الحالي لكل ذي عينين انما هو مشهد صعب، وتستعد فيه عربة مصر لاجتياز كوبري عال جداً. ومن هنا تظهر كافة الصعوبات، لأن المطلوب الآن هو ازاحة جبال من الفساد والبلطجة. ومن ثم فإن ما لدينا من معدات سوف تجد صعوبة كبيرة جداً في ازالة هذا الفساد. ورغم ذلك فإنني اري انه وفي ظل وجود قادة من الشرفاء يمكن لنا ان نزيل كل ذلك وننظف مصر مما تراكم لدينا منذ 40 عاماً.
أنا متفائل
بصراحة شديدة هل انت متخوف من الرئيس القادم؟!
أنا متفائل، لأني اري الاشخاص جيداً ودعني هنا احدثك بصراحة، حمدين صباحي بادر بترشيح نفسه لمنصب الرئاسة وربما سوف يترشح أو تِرُشح الناس المشير السيسي، ولا اعلم اخبارا عن الآخرين. ومهما كان هذا المتقدم لهذا المنصب فإنني اري ان الافضلية تكمن في جلباب كل من حمدين والسيسي. ومن ثم فإنني مطمئن لكلا الرجلين لأنهما شرفاء ولديهما عشق للوطن، وأنا اعتبر ذلك هو رأس المال الأول لدي كل منهما. بل ولدي أي رجل يريد ان يقود هذه الامة بعد طول معاناة امتدت الي الاف السنين.
وألا تخاف ممن سوف يحيطون بهذا أو ذاك من اجل ايقاف ما يريد ان يحققه؟
يقلقني هذا قليلا ولكنني اصبحت اعرف ان الشعب المصري الآن لم يعد هو الشعب المصري في الماضي خاصة بعد احداث 25 يناير وطوال هذه السنوات الثلاث، حيث اعادت تشكيل هذا الشعب. لقد كان من قبل ذلك يتسم بالتسامح والطيبة وسهولة الانقياد واما الآن فقد اصبح مستعدا للعصيان حتي ولو لم يجد رغيفا في الصباح أو سيارة تقله الي عمله.
وهل لديك اسباب خاصة كروائي ساهمت في هذا التغيير الكبير لدي كل الشعب المصري؟!
هناك اسباب كثيرة منا اولا ارادة الله سبحانه وتعالي. لأن الله تعالي قد خدم هذا الشعب خدمة عظيمة في 3 تجليات أولها انني كنت أحد أفراد الشعب الذين لم يكن يتصور انه بالامكان ازاحة مبارك بسبب ضخامة هذا السقف السميك الذي كان يقف تحته كبار رجال المال والاعمال حتي وجدنا انه بدءا من خفير القرية وحتي مبارك كانوا جميعا فوق هذا الشعب!! ومن ثم كان هذا السقف في غاية السماكة والضخامة، وقد أراد الله تعالي ومن خلال هؤلاء الشباب البسطاء أن يتغلبوا علي هذا النظام العتيد. كما اراد الله تعالي.. من ناحية أخري أن يكرمنا في السياق نفسه بأن أتاح للاخوان بأن يحكموننا من اجل ان نراهم علي حقيقتهم ونقسم بالله العظيم اننا لن نجعلهم يعودون الينا مرة أخري حتي ولو كانوا يحملون لنا مفاتيح الجنة! وثالثا ان الله تعالي اراد كذلك، ان يخرجنا من حكم الاخوان في 30 يونيو عندما قيد الله لنا هذا الفتي المغوار واقصد به المشير عبدالفتاح السيسي ورجال الجيش من حوله
وهل انت مع من يقول ان مصر سوف تعود إلي الحكم العسكري إذا ما نجح المشير السيسي في انتخابات الرئاسة أم ماذا؟!
هناك الكثير من اصحاب الحظوة وبعض المؤلفين والمفكرين الذين يرون هذا الرأي والذي لا يدل علي انهم قد اعطوا لانفسهم دقائق فقط كي يفكروا فيما يقولونه لأنه وبالمناسبة ليس هناك ما يسمونه بحكم العسكر. وهذا يؤكد ان هذا النوع من الحكم لم يكن موجودا في مصر وحتي في ظل ثورة يوليو. وما اريد ان اقوله لك في هذا السياق انه بالنسبة للمشير السيسي فهو يعرف الآن كل النخب السياسية والمفكرين في مصر. لانه في اعتقادي كان يذاكر كل ذلك ومنذ ان حكم الاخوان ويمكن الكثير منا لا يعرف ذلك. من هنا بدت عليه امكانيات كبيرة فيما يتعلق بفهم كل من حوله، وهذا بالنسبة له ليس قاصرا علي الشخصيات فقط، بل شمل ايضا الاحوال في مصر مما جعله يفكر ايضا في حل مشاكلها وكيفية الخروج بها الي بر الامان.
خرجت ولم تعد
أين الاحزاب السياسية في مصر الآن؟!
هي وكما يقولون خرجت ولم تعد! لانها في الاصل بدأت كرتونية. وان كان لها بصمات قليلة.
وفي رأيك لماذا هذا الخروج؟!
لأنها كما قلت لك من قبل بدأت كرتونية كما لم تتح لها الفرصة حتي في ايام مبارك لكي تتأسس جيدا، والتجربة الحزبية لدينا ومنذ بدايتها تجربة مخادعة. بدءا من تجربة السادات والمنابر التي اتسمت بالوهم وحتي اليوم.
صفات خاصة
من خلال ما تتمتع به من افكار مستقبلية.. نريد ان نعرف منك كم من الوقت يلزم لمصر كي تخرج مما هي فيه؟!
لن تخرج مصر من هذه الكبوة والمستنقع الرهيب الذي تعيشه الآن الا اذا كان من سيتولي القيادة يتسم بعدد من الصفات والسمات التي تعينه علي تشكيل منظومة انسانية وعلمية علي اعلي درجة من الاتفاق لأن التحديات امامه اثقل مما نتصور ولذلك فإن المطلوب منه اولا ايمانه المطلق بالديمقراطية وتعدد الآراء ثم يؤمن بالشباب، ويدرك حجم هذه المشكلات بل ولديه ثقافة عميقة عن تاريخ هذا الشعب وادراك دقيق للتحديات الدولية، خاصة بعد حكم الاخوان لانهم لم يتسببوا في ضرر للشعب المصري فقط في الداخل، وانما استنفروا الاعداء من كل مكان، وتركونا كالحمل امام الذئاب، ويأتي في مقدمة هؤلاء منظمة حماس واخرهم امريكا وبل وهي اكبرهم ايضا وما بين هذين كل من تركيا وقطر وبعض الدول الاوروبية وبعض المنظمات الدولية. من كل ذلك فإنني أري ان مجموع الصفات التي يجب ان تتوفر في القائد أو الحاكم القادم ضرورة ان يتمتع بالارادة وان يقدر العلم والعلماء.
وأين الناس؟
إنني أراك ومن خلال حديثك السابق تلقي بكل المسئوليات علي الرئيس القادم ولذلك أسألك وأين دور الشعب؟!
رئيس الجمهورية لن يكون له أي دور الا كما يكون الدور الذي يلعبه منسق اي دورة او ندوة ثقافية او سياسية. اذن هو رجل منسق ما بين العلماء والعباقرة والمفكرين الذي لابد ان يستعين بهم ويكون أقل واحد فيهم في منزلة العالم المصري احمد زويل. هؤلاء الذين سوف يقع عليهم مسئولية التفكير واقتراح المشروعات والتخطيط لها. وأنا أري ضرورة ان يكون لهؤلاء العلماء والمفكرين الي جانب رئيس الجمهورية مجلس استشاري يقدم رؤيته الدائمة للرئيس وعليه من جانب اخر أن يأخذ بما يقولونه ويشيرون اليه. وهذا ضروري ان يحدث مع اي رئيس قادم. والذي يجب عليه ان يستعين وفورا بكل الخبرات المصرية سواء من كان منهم بالداخل او بالخارج

وأين النخبة السياسية والثقافية داخل هذه المنظومة؟1
هذا سؤال مهم للغاية ودعنا هنا نتحدث فقط عن النخبة الثقافية. هذه النخبة التي تم اخراجها من السباق مبكرا. واقصد هنا سباق المشاركة في تنمية هذا المجتمع. وقد اخرجت عنوة خاصة في عهد الرئيس الاسبق مبارك!! الذي كان يكره فعلا المثقفين، وانا شخصيا كانت لي معه مواقف عنيفة وطبعا غيري من كبار المثقفين. ثم اعود وأقول في هذا السياق انني اري ان المثقف لابد ان يكون في طليعة هؤلاء الذين سوف يشاركون في صنع مستقبل هذا البلد ولكن المشكلة هنا تكمن في اختيار هذا المثقف علي اعتبار ان هؤلاء المثقفين لديهم عقول مشحونة بالفكر وبالمتابعة ولذلك فإن من حق الشعب عليهم ان يشاركوا بآرائهم لانهم دائما اصحاب نظرة مستقبلية ونظرة جمالية تحمل في طياتها نوعا من التحضر.
عودة المثقف
وفي هذا السياق.. هل من الممكن ان يستعيد المثقف المصري مكانته المرموقة مرة اخري؟!
اذا كان الحاكم القادم مثقفا فسوف يأخذ المثقف مكانته الطبيعية من جديد. لذلك لأن فاقد الشيء لا يعطيه.
وأخيرا نسألك.. من الذي سوف تنتخبه رئيسا لمصر.. ولماذا؟!
انا في الماضي انتخبت حمدين صباحي ولكنني في المرة القادمة اعتذر لهذا الصديق العزيز والذي اقدره تقديرا كبيرا. لانني سوف انتخب المشير عبدالفتاح السيسي. ذلك لاننا نعيش في فترة ليس لدينا فيها رفاهية الاختيار. ومن ثم فأنت مرغم علي ذلك من ناحيتين.. الاولي اكراما لما فعله هذا الرجل وتقديرا لشخصه وما قام به، وهذا التقدير لابد وان يترجم الي وضع ثقتك فيه وثانيا: أنت تري أن الوضع الملتبس الذي نعيشه الان والحالة المتفسخة للعمارة المصرية والتي تأثرت بهذا الزلزال الاخواني العنيف. ومن ثم فنحن في حاجة الي هذا الرجل لكي يعيد لنا مرة اخري اساسات هذا العمارة، وهذا البناء. بالاضافة الي قيامه بلم شمل الجدران وحتي يمكن ان يصلح للسكن مرة اخري وللامل في المستقبل. اذن انا وهذا رأيي الشخص مضطر الي اختيار هذا الرجل لأنني اشعر بأنه رجل مصري ووطني ولا جدال في ذلك، كما نراه قد دفع عربون محبته لهذا الشعب مسبقا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.