الحكومة مشغولة هذه الأيام بمواجهة الأزمة الاقتصادية من جذورها، لذلك لجأت لاسلوب الاقتراض وارتدت ثوب الشجاعة وبدأت التفكير في تنفيذ ما عجزت عنه عشرات الوزارات علي مر العهود، وهو البحث عن طريق ضمان وصول الدعم لمستحقيه »الفقراء«. وبينما يستحوذ الاغنياء علي جانب كبير منه.. مثالا علي ذلك دعم البنزين الذي تحصل عليه السفارات وسياراتها الفارهة، والمصانع الكبري التي تصدر انتاجها للأسواق العالمية بأسعار مرتفعة، وامتدت الآثار السلبية إلي استهلاك الكهرباء، حتي تجاوزت مديونية الحكومة لشركات البترول 8 مليارات دولار، وهو البترول الذي نستورده بأسعار البورصات العالمية.. والمدخل الثاني في مواجهة الأزمة الذي تأخرنا عن الأخذ به كان الضريبة التصاعدية، والقيمة المضافة. ان الحكومة كلما اتخذت قرارا، كان بمثابة بالونة اختبار.. إذا سكت الشعب، مر بسلام، واحيانا بعد اعلانه من الوزير المختص، تتراجع الحكومة مثالا علي ذلك شائعة رفع ضريبة الاطيان لأكثر من 3 فدادين، لكن يظل هناك اتفاق عام علي ان التعليم والصحة يحتلان الأولوية، بدلا عن سعر البنزين المنخفض الذي يذهب للاثرياء، وهو القرار الذي دخل إلي حيز التنفيذ باستصدار الكروت الذكية التي سيحصل بمقتضاها أصحاب السيارات علي كل احتياجاتهم ابتداء من ابريل القادم.. لكن الأقاويل تختلف عن الأسعار والسعة الليترية للسيارة، خاصة التي تتجاوز 0061 سنتيمتر. وتتناول الدراسات أسعار البنزين لسيارات الأتوبيس العام والخاص ومقارنتها بالأسعار التي تستخدم الغاز والسولار.. والحاجة إلي التوسع في استخدام الطاقة الشمسية والرياح التي تتوفر في مصر بمعدلات كبيرة علي مدار السنة. ومن الأفكار الجديدة تطبيق التبادل السلعي المحدد بالبطاقة التموينية من خلال 34 سوبر ماركت كتجربة أولي في محافظة الإسماعيلية، ثم يتم تعميمها في باقي محافظات الجمهورية.. ويتراوح نصيب الفرد بين 02 و52 جنيها.. وللمساهمة في تخفيض اعباء المعيشة ومجابهة ارتفاع الأسعار وسيصبح من حق صاحب البطاقة شراء الخضراوات والفاكهة والخبز.. وفي الطريق 005 سوبر ماركت وهايبر يستطيع صاحب بطاقة التموين الشراء بها اختياريا.. الفكرة التي يتبناها الدكتور محمد أبوشادي وزير التموين والتجارة الداخلية يستهدف منها محاربة الغلاء وجشع التجار والحد من الأسعار، من خلال تجهيز 0003 منفذ و003 سيارة متنقلة لبيع الخضر والفاكهة بأسعار تقل عن أسعار السوق ما بين 51 و03٪.. ولن تتوقف الفكرة عند هذا الحد بل سيتم خلال الفترة المقبلة طرح كميات اضافية من اللحوم والدواجن وهي التي يعاني المواطنون من ارتفاع أسعارها، واحتكار التجار لها.. وستواصل وزارة التموين التخفيضات في الأيام العشرة الأخيرة من كل شهر بالمجمعات ومنافذ الاتحاد التعاوني. ولم تعد قضية الدعم مقصورة علي مصر، بل علي الكثير من الدول الفقيرة وقد كشفت دراسات صندوق النقد الدولي ان هناك 9.1 تريليون دولار سنويا تتحملها الحكومات، نتيجة خسائرها من دعم البنزين والكهرباء.. وتمتد هذه الخسائر إلي الدول الكبري مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية ولالغاء الدعم ستعرض 04.1 دولار علي كل جالون بنزين »4 لترات« ورسوم اخري لم تتحدد بعد نتيجة علاج تلوث الجو. ويقول مدير صندوق النقد لقد حان الوقت لإنهاء الدعم المالي وهي قضية يحاول مسئولو الصندوق حلها، وقد بدأ بدراسة 671 دولة.. ولكن ما هي مقترحاته بشأن مصر، وموقف الحكومة منها؟ خدمة ما بعد البيع: الفارق بين شركة منتجة للأجهزة المنزلية، وغيرها، هي خدمة ما بعد البيع ومن خلال تجربتي مع شركة منتجة للثلاجات فوجئت بقسم الصيانة يبلغني ان المندوب سيصلكم حاملا كارنيه، وعليكم دفع 66 جنيها رسوم كشف.. قلت لا مانع.. وبعد زيارته الكريمة مر اسبوع وأكثر إلي ان تجاوزت المدة شهرا بينما كان قد وعدني بأسبوع واحد لاحضار قطعة الغيار.. ولما ضاق بي الحال من كثرة الاتصالات، شكوت إلي جهاز حماية المستهلك علي أمل اللجوء إلي الحل القانوني.. واخيرا اتصلت بالشركة ووعدت بتدبير قطعة الغيار خلال يومين.. ولم اصدق مدي سرعة الاستجابة للشكوي شفاهة دون وصول قطعة الغيار!
