أعود إلي ما سمعته من الدكتور ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية في الحوار الذي أجراه معه مذيع برنامج »نقطة نظام« في قناة »العربية« الفضائية لاقول انه كان بارعا في عدم تمكين المذيع المتمرس، من انتزاع ولو القليل من المخطط الذي اضطرت القيادة السياسية للدعوة إلي تأجيل المضي في تنفيذه، حتي لايصيبها ما أصاب الجماعة الإرهابية من انهيار مروع لن تقوم لها قائمة بعده. والدكتور »برهامي« مثل كل السلفيين يؤمن بأن الله سبحانه وتعالي، قد اختارهم ليكونوا حماه الدين.. وكلفهم بأن يكونوا أوصياء علي عباده، يأمرونهم بالمعروف وينهونهم عن المنكر، وأن يطبقوا الحدود علي من يخالف ما جاء في القرآن والسنة.. وأباح لهم الكذب، وطاعة أولي الأمر حتي لو كانوا كفارا.. وان يصبروا ويثابروا حتي تقوي شوكتهم، ويصلوا إلي مواقع السلطة، فيفرضوا ما يؤمنون به علي من يخالفهم بمنتهي الحسم والقوة.. وبالنسبة للمنازعات الصغيرة فهي متروكة للقاضي أو الامام الذي لا راد لحكمه.. ويعتبرون المدنية، والديمقراطية، والليبرالية كفراً في كفر.. إلا أنه أي »برهامي« رغم إيمانه بكل ذلك يحرص باعتباره الفيلسوف والمفكر السياسي علي الظهور في عباءة مختلفة، قولا وفعلا، فهو كان ضد اعتصامي رابعة والنهضة، بينما قواعده تشارك في الاعتصامين.. وهو ضد التعديلات التي قامت بها لجنة الخمسين علي دستور 2102، ثم أعلن أنه يوافق عليه ب »نعم« مادامت هناك فرصة لتعديله بعد انتخاب البرلمان.. وهو ضد التدخل الاجنبي في شئون مصر الداخلية، واستمات حتي قام الدكتور محمد سليم العوا بترتيب لقاء مع »آن باترسون« في دار السفارة الأمريكية في القاهرة قبل مغادرتها مصر، وهو الاجتماع السري الذي استمر ثلاث ساعات وحضره معه »نادر بكار«، وحصل فيه علي وعد من السفيرة بأن تكون الدعوة السلفية هي الوريث لعصابة الإخوان الإرهابية، التي كانت كل المؤشرات تؤكد قرب انهيارها وزوال حكمها!! »وللحديث بقية«