الهجرة النبوية الشريفة غيرت مجري التاريخ والحياة علي وجه الأرض وبدأت معها رحلة الأمة في مسيرتها الحضارية ببناء الدولة الإسلامية الحديثة مع الوسطية والتسامح والمساواة ووضعت الإنسان في مقدمة الاهتمامات. ومنذ الهجرة قامت الدولة الإسلامية بتطبيق عدم التفرقة أو التمييز أو العنصرية بسبب الدين أو العصبية. الكل متساو في الحقوق والواجبات. وذكري الهجرة غالية علي كل مسلم فقد كانت هجرة النبي وأصحابه من مكةالمكرمة إلي المدينةالمنورة تاركين كل ما يملكون من أهل ومال ابتغاء مرضاة الله وسعيا وراء نشر الإسلام وعلينا ان نتذكر ان المهاجر هو من هجر ما نهي الله عنه. وفي هذه المناسبة الكريمة ان يهجر كل منا الضعف وأن يتخذ المدد من الله ليكون قويا وأن يبحث عن أهداف سامية وهجرة الكسل والبطالة والبعد عن الفساد وأن يقوم بعمل حلال ويأكل من عرق جبينه ليحصل علي ثواب الجهاد وثواب الهجرة ليكون إنسانا أفضل وعلينا هجرة الذنوب والمعاصي بالتوبة والإقلاع عن المعصية. وعلينا الهجرة لطلب الدين والعلم والجهاد وألا نهمل العبادات والانتقال من الضعف إلي القوة والإيمان والخروج من ركب التخلف إلي العلم والحضارة. ومع بداية العام الهجري الجديد ان نستقبل بالتسامح والعدل والحق ومعرفة ان الإسلام يحمي حقوق الجميع مسلمين وغير مسلمين وقد حمي الإسلام هذه الحقوق منذ أكثر من 41 قرنا.