شغلت القائمة الدولية التي سيعلنها الكابتن حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب الوطني الأول لكرة القدم يوم السبت القادم استعدادا للقاء الودي المهم الذي سيخوضه أمام المنتخب القطري يوم 61 من الشهر الجاري أذهان وأفكار جماهير الساحة الرياضية بمختلف انتماءاتها وألوانها.. ورغم ان المعلم شحاتة كان واضحا في تصريحاته وصريحا في توجهاته وأعلن بجلاء ان هذه القائمة لن يعتريها أية تغييرات جوهرية لضيق الوقت وأن العناصر التي اختارها لخوض اللقاء أمام »العنابي« الذي تمر بلاده بأزهي وأشرق أيامها ولياليها بعد فوزها بشرف تنظيم مونديال 2202 هي نفس العناصر التي سبق وأن اختارها لخوض اللقاء الفائت أمام منتخب استراليا.. غير ان هذه التصريحات لم تشف غليل معرفة الجماهير أو توقف اجتهاداتها في السعي لاستقراء القائمة والتنبؤ والتوقع بمحتواها.. ولعل هذه الجماهير تتساءل هل بعض الموهوبين الذين سبق أن ابتعدوا عن القائمة المرة الماضية سيكون لهم نصيب فيها هذه المرة.. أو بوضوح أكثر هل شيكابالا سيصيبه الدور خضوعا وامتثالا لجهود التصالح التي قام بها بعض فاعلي الخير الوطني وعلي رأسهم الكابتن سمير زاهر.. أم أن ما وقع بين اللاعب والمدير الفني وتناولته وسائل الإعلام المختلفة وقام بعضها بتصعيد نار الفتنة وتأجيج لهيب الخلاف أكبر وأعمق وأفدح من لم شمل ورأب الصدع وتعالوا نجوب الآراء ونستطلع الرؤي. المهم الأخلاق يقول د. طه اسماعيل الخبير بالاتحادين الدولي والافريقي.. لا أحب أن أتحدث عن لاعب بعينه أو شخص باسمه.. أفضل دائما التحدث في العموميات.. ولذلك فإنني أري ان الاخلاقيات العامة والمبادئ الرياضية الحقة والانتماء والشعور الوطني لابد وأن تكون الفيصل في الاختيارات بالنسبة للأجهزة الفنية التي تقوم بانتقاء العناصر لتحمل شرف تمثيل مصر في المحافل الدولية.. ولابد لهذه العناصر المختارة أن يكون لديها الرغبة وعندها العزيمة وتتحلي بالهمة وترنو إلي ان تظهر بهذا الشرف الذي لابد وأن تكون مقتنعة ومعتقدة تماما في كونه شرفا لا يدانيه أي شرف آخر.. ولعلي لا أكشف سرا في أن الانضباط والالتزام غير متوافرين في العديد من الأنشطة الرياضية وأن هناك قيادات وكوادر كبيرة وذات مناصب ومراكز فخيمة ومقاعد وثيرة يهمها ألا ترسخ تلك القواعد الانضباطية تشجيعا وتدعيما للتوجهات العشوائية والأمور العفوية التي تطبقها.. ومن هنا فإنني أنادي بالانتصار للمبادئ الأخلاقية مهما كانت ضريبتها وأيا كانت توابعها وأن الغايات الوطنية العليا والأهداف الرياضية السامية لا تتوقف عند زيد أو عبيد.. وإنما يمكن ان تتحقق بالجماعية والدافعية والإخلاص. النظام يجب أن يسود ويقول د. عمرو أبوالمجد رئيس القطاع الفني بالمقاولون العرب واستاذ كرة القدم في الأكاديميات المختلفة.. تعلمنا وتربينا فيما انضممنا إليه من أندية عريقة ومدارس نموذجية رائدة ان المبادئ الرياضية والمقومات الأخلاقية هي أقصر وأسرع الطرق لتحقيق الانتصارات واحراز البطولات.. ولا يمكن ان تكون الفوارق المهارية هي الأساس لأن المهارة أحيانا تكون وبالا علي صاحبها وتنعكس اثارها المضادة وتوابعها المعاكسة علي الفريق ككل.. وإذا كان الكابتن حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب قد نجح باقتدار في اخراج المنتخب من كبوته التي صادفته بعد عرضين أمام كل من سيراليون والنيجر وأنه وضعه علي الطريق الصحيح بعد العرض الجيد والنتيجة الطيبة أمام استراليا.. فلابد وأن يواصل مشواره المظفر وبرنامجه المطور ويسير علي نفس الخط ويواصل تقدمه علي نفس النهج.. حتي لا يكون هناك أي ردة أو تراجع أو حتي خروج عن نطاق الأطر التي وضعها وتابع من خلالها تعديل المسار وتوازن الأمور.. المجازفة هنا لابد وأن تكون محسوبة.. وترسيخ القواعد والأسس الموضوعة لابد وأن يراعي ويتم التركيز عليه.. النظام لابد وأن يسود.. والأخلاق لابد وأن تعلو.. ولن يكون التأثير سلبيا إذا ما لجأ المعلم شحاتة إلي الأفضل سلوكيا والأعلي والأسوي أخلاقيا حتي ولو كانت هناك فروق فنية بسيطة وقليلة. التغييرات مؤكدة ويقول كابتن شوقي غريب المدرب العام للمنتخب والرجل الواضح الصريح والواعي في هذه المنظومة التربوية.. استمعت وحضرت الحديث الذي أدلي به الكابتن حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب إلي مندوب الموقع الإلكتروني والذي تناولته كل وسائل الإعلام أمس.. وأشهد انه كان يتحدث بأريحية شديدة ودون انفعال وافتعال.. وإذا كان البعض قد أكد انه لا توجد تغييرات في اختيارات الكابتن شحاتة التي سيعلنها السبت القادم فهذا فهم خاطئ.. لأن التغييرات لابد وأن تفرض نفسها علينا إجباريا.. يعني مثلا هناك ثلاثة عناصر حولها شكوك في الانضمام مثل محمد زيدان وأحمد المحمدي المحترفين بأوروبا وأيمن حفني لاعب المقاصة الذي قد يكون من الصعب سفره وهو مجند بالقوات المسلحة منذ فترة وجيزة.. إذن هناك ثلاثة عناصر جديدة بالقائمة لم تكن فيها.. من الممكن ان تكون هذه العناصر من الأسماء المتداولة في الساحة.. غير انها تؤكد ان هناك تغييرات إجبارية في القائمة. تسألني عن شيكابالا بالاسم.. وأنا أؤكد للجميع انه مطروح علي ساحة الاختيار.. ولم يتم استبعاده من مخيلتنا.. فإذا كانت المصلحة الوطنية العليا تدعو لضمه.. فسينضم.. أما إذا كانت الأمور لا تستدعي ذلك فلن يخرج تماما من حساباتنا.. وعن سؤالك الخير حول ترتيب الأولويات في اختياراتنا للمنتخب.. فالكابتن شحاتة يصنفها كالتالي.. القواعد الأخلاقية.. والمهارات الفنية.. والضروريات الاحتياجية.