عادت مصر لوطن، وعاد وطن لمصر... عادت الروح لأم الدنيا... عادت البسمة لأهل مصر... عاد الأمل في عيون الشباب وعادت العزيمة لسواعد الرجال، وعادت الهمة لأبناء وطن... اليوم تعلن مصر نجاح أول انجازات ثوراتها "دستور جديد لعصر جديد "، عشت وسأموت أحس بنبض الوطن... أري روح تعود، وحياة تبعث، وحب يشرق، وأمل يتألق... أري أمة تنطلق بمشروع البناء والتقدم، والنماء والنهضة... أري أمة تسابق الزمن وتؤصل للأجيال ما فقد من زمن وتعيد لها ما ضاع من أمجاد... لننظر اليوم حولنا ما حققه شعب جدير بالتحية ووطن جدير بالفداء... اليوم نحتفل بأفضل دستور تم إعداده في ستين عاما عاشت ثورات وعصوراً ونظماً تعد بالديمقراطية والحرية والكرامة والمساواة والعدالة الاجتماعية والتقدم والرخاء... اليوم يجب أن نبدأ العهد الجديد وبالدستور الجديد بالعمل الجاد والشاق لانطلاقة النماء والتقدم... عادت الروح للوطن...المشهد العام يبعث علي التفاؤل الموضوعي لمستقبل يزداد وضوحا كل يوم لشعب عزم علي إعادة مصر لوطن، نشاهد ذلك في الخروج للاستفتاء ولكلمة نعم وما تعنيه لبناء مصر الحرية والديمقراطية والوسطية والمدنية والعربية والعصرية... نعم تعني أيضا لا للإرهاب والإرهابيين... ستعود مصر للمصريين ولن تكون أرض الإرهاب والإرهابيين... نتيجة الاستفتاء اليوم تعني ركيزة بناء الدولة بعد ثورة الشعب، وهي بذلك تترجم مرحلة رئيسية في خريطة الطريق تمهيدا لاستكمالها برئيس للجمهورية وبرلمان يعبر عن الشعب بدلا من برلمان يعبر عن فئة محدودة من الشعب... وعادت الروح لوطن بوقفة الأخوة العرب قادة وشعوبا في الامارات والسعودية والكويت مع مصر تجسيداً للقيم النبيلة والعروبة والإخاء والوحدة العربية... عادت الروح لوطن وتحول التفاؤل الحذر إلي تفاؤل موضوعي ينطلق بالاستثمار العربي والأجنبي والبورصة المصرية وسوق المال بمعدل يزداد دوريا... عادت الروح لوطن في صور العمال والمعدات تعيد البناء والتعمير للمساكن الأكثر احتياجا ولمشروعات عادت تسابق الزمن للبنية الأساسية من طرق ومياه وكهرباء وصرف صحي وخدمات إلي فنادق تستكمل ومتحف مصر العملاق إلي شركات صغيرة للمقاولات وعمال رزقهم عاد بعد شلل سنوات ثلاث... في يونيو القادم سنري مشروعات سابقت الزمن بل تقفز علي الزمن تستكمل مراحلها بأيادي مئات الألوف من العمال... وسنري مشروعات جديدة لبناء مصر القرن الحادي والعشرين بدأت بطرح متميز لمحور قناة السويس وهو حلم طال انتظاره منذ حرب 1973... عادت الروح لوطن بمشروعات تستهدف فقراء مصر بهدف التشغيل لمحاربة البطالة وخلق فرص عمل عاجلة في كل قري ومحافظات مصر... عادت الروح لوطن بمبادرات للتصدي لانهيار التعليم والانطلاق به إلي آفاق التنافس العالمي وعصر المعرفة... عادت الروح لوطن بمشروعات ومبادرات جادة من حكومة وقطاعات أعمال ومجتمع مدني وأحزاب وشباب تجسد في معظمها الوطنية الصادقة بروح التحدي وروح 6 أكتوبر والسد العالي... عادت الروح لأرض السلام لمجتمع ينادي بالسلام القوي قرر أن يتصدي للإرهاب والإرهابيين بكل شجاعة وقوة دون خوف من قوي الشر في الداخل والخارج... عادت الروح لوطن في الإعلام ليعود وطنيا بعد استغلاله اخوانيا لينشر النور والأمل لأرض الكفاح والعمل... عادت الروح لوطن يغني لثورة ولدت لتعيش وتبقي وتزدهر يوما بعد يوم ولأجيال ستفخر بما حققته وتحققه... عادت الروح لأم ولطفولة ولأب وعائلة تحلم بغد جديد وحياة أفضل ووطن وأرض للحرية والتقدم والنماء... عودة الروح لمصر الآن هي بداية لانطلاقة الوطن لآفاق المستقبل تنمية وتقدماً، وبناء ورخاء.
