تصاعدت الأزمة السياسية التي يشهدها ساحل العاج بسبب نتائج الانتخابات الرئاسية وهددت بحدوث المزيد من الانقسامات علي الصعيد الداخلي بل وأزمة مع المجتمع الدولي، إذ هدد مستشار مقرب من رئيس ساحل العاج المنتهية ولايته لوران جباجبو بطرد ممثل الأممالمتحدة في البلاد تشوي يونج-جن بعد اعلان الأخير رفضه لفوز جباجبو بالانتخابات الرئاسية التي أجريت مؤخرا في البلاد. وقال المستشار السيدي دجيجدي إن تشوي "يعتقد أنه فوق المجلس الدستوري" الذي أعلن إلغاء نتائج عمليات التصويت التي جرت في سبع من دوائر الشمال بسبب مزاعم بحدوث عمليات تزوير ليفوز بذلك جباجبو بنسبة 54.15٪ بعد أن كانت النتائج المؤقتة قد أظهرت فوز رئيس الوزراء السابق الحسن وتارا بنسبة 1.45٪ مقابل 9.54٪ لصالح جباجبو. يأتي ذلك في الوقت الذي فشل فيه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في التوصل إلي اتفاق علي إعلان مشترك حول الوضع في ساحل العاج، وقال دبلوماسي غربي إن الوفد الروسي لا يرغب في دعم فوز أي من الطرفين في انتخابات ساحل العاج. في السياق ذاته، اعترف كل من الرئيس الأمريكي باراك أوباما والسكرتير العام للأمم المتحدة والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون بفوز الحسن وتارا ودعوا جباجبو إلي الاعتراف بهزيمته والتنحي. وعلي الصعيد الداخلي، أعلن القادة العسكريون في ساحل العاج عبر التلفزيون العام- ولاءهم للرئيس المنتهية ولايته جباجبو وقال رئيس الأركان الجنرال فيليب مانجو "نحن مستعدون لانجاز كل المهمات" التي سيكلفنا بها، بينما حذر جويلومي سورو رئيس وزراء ساحل العاج وزعيم المتمردين سابقا من أن إلغاء نتيجة الانتخابات التي أعلنت فوز وتارا يهدد بشكل كبير فكرة إعادة توحيد البلاد المقسمة سياسيا إلي شطرين منذ حرب أهلية وقعت عام 2002-2003.