تجدد القتال في مدينة "بور" الإستراتيجية في جنوب السودان بين مقاتلي جماعة متمردة وقوات الجيش، في حين استبعد الرئيس "سيلفا كير" اي تقاسم للسلطة مع المتمردين، وذلك وسط تردي مستمر للأوضاع الإنسانية جراء القتال الطاحن المندلع منذ نحو أسبوعين. وأكد المتحدث بإسم جيش جنوب السودان "فيليب أغير" إندلاع مواجهات في المدينة في حين أشار رئيس بلدية بلدة بور "نهيال ماجاك نهيال" ووزير الاعلام "مايكل ماكوي" الي ان المقاتلين التابعين لحركة "ريك مشار" المتمردة تمكنوا من السيطرة علي بعض أحياء المدينة بعد مواجهات عنيفة. وكان مقاتلو "مشار" قد سيطروا علي المدينة في 19 ديسمبر المنصرم وبعد أربعة أيام فقط من اندلاع القتال مع الجيش الذي تمكن من طردهم لاحقا الي ان تجدد القتال مرة أخري مع ما أطلق عليه "الجيش الأبيض" وهم ميليشيا عرق "النوير" التي ينتمي اليها مشار والتي شاركت في مذبحة قبل 22 عاما لعرق "الدينكا" في بور. وأفادت تقارير إعلامية ان القتال تجدد في عاصمة ولاية "جونقلي" امس بالتزامن مع احتدامه في بور. في الوقت نفسه، أعلن مشار عزمه الدخول في مفاوضات سلام مع الحكومة، بعد سيطرة القوات الموالية له علي بلدة بور الاستراتيجية بحسب قوله. وقال في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" امس إنه يعتزم إرسال وفد الي أديس أبابا للمشاركة في محادثات السلام . لكن الرئيس "كير" كان استبعد بالفعل في وقت سابق "اي تقاسم للسلطة مع المتمردين". وقال "كير" أنه يريد وضع حد ل"الحرب العبثية" الدائرة في بلاده ب"الطرق السلمية". وشدد كير في حديث بثته "بي بي سي" إنه "لا يجب مكافأة مشار علي تمرده" وانه ذاته لم يأت الي الحكم عن طريق الانقلاب العسكري ولكن عن طريق الانتخابات. وأدي القتال الذي بدأ قبل اسبوعين الي مقتل اكثر من الف شخص وتشريد ما يقرب من 200 الف اخرين، بينهم نحو 70 الف مدني فروا الي احدي بلدات ولاية البحيرات المجاورة حيث لا يوجد طعام اومياه شرب اومأوي وذلك بحسب جماعة "أطباء بلا حدود". وأمهل جيران جنوب السودان الاطراف المتحاربة حتي نهاية يوم أمس لإلقاء اسلحتها وبدء مفاوضات. وقال الرئيس الاوغندي يوويري موسيفيني في وقت سابق إن دول شرق افريقيا (ايجاد) اتفقت علي التحرك وهزيمة زعيم متمردي جنوب السودان إذا رفض مشار عرضا من الحكومة بوقف اطلاق النار. لكن تصريحات موسيفيني اظهرت مدي قلق دول المنطقة من القتال الذي وصل الي بعض حقول نفط جنوب السودان مما ادي الي وقف الانتاج. وهدد الاتحاد الافريقي من جهته بفرض عقوبات علي من يحرض علي العنف ويعرقل الجهود الدولية للتفاوض. ومن جهتها حثت واشنطن طرفي النزاع علي بدء مفاوضات لإنهاء القتال.