اسم العاصمة التشيكية براغ سوف يتردد في جميع أنحاء العالم يوم الخميس المقبل. كما لم يتردد علي مدي أكثر من 04 عاما منذ التدخل السوفييتي في تشيكوسلوفاكيا واحداث ربيع براغ عام 8691! ففي ذلك اليوم وعلي أرض تلك المدينة، سوف يوقع الرئيسان أوباما وميدفيديف علي المعاهدة الجديدة لخفض ترسانة الأسلحة النووية بالبلدين أمام كاميرات محطات التليفزيون العالمية ووكالات الأنباء. سوف يتحدث الرئيسان عن هذا الحدث التاريخي في علاقات أكبر قوتين عسكريتين علي مر العصور، ربما تدمع عينا أحدهما أو كليهما وهو يقول لمليارات المشاهدين إن الانسانية قد دخلت بهذه المعاهدة عصرا جديدا أكثر أمنا لكل البشر، وانها أي المعاهدة هي خطوة عملاقة نحو عالم خال من الأسلحة النووية. سوف يتصافحان ويبتسمان تحت الأضواء وأمام العدسات، وهما يسمعان عبارات الثناء عليهما كرسولين للسلام، ثم يغادران القاعة وهما يضحكان بشدة، لأنهما يعرفان أن المشهد الذي انتهي للتو ليس إلا تمثيلية كبري عنوانها »الخديعة«.. خديعة لشعوب العالم وفي مقدمتها الشعبان الأمريكي والروسي! وإليكم الأسباب! يوجد في الدول النووية التسع »أمريكا، روسيا، الصين، فرنسا، بريطانيا، إسرائيل، باكستان، الهند، كوريا الشمالية« 32 ألف رأس نووي، وتمتلك روسيا 21 ألفا منها وأمريكا 0049 رأس. وقع البلدان عام 1991 معاهدة »ستارت 1« التي نصت علي خفض الأسلحة النووية »الجاهزة للاطلاق« في كل منهما إلي 6 آلاف رأس نووي، ثم وقعا في عام 2002 معاهدة موسكو »ستارت 2« التي نصت علي خفض هذه الأسلحة إلي 0022 سلاح نووي جاهزة للاطلاق لدي كل بلد منهما. والاتفاقية الجديدة التي ستوقع في براغ ويبدأ تنفيذها عام 0202 بعد التصديق عليها تنص علي خفض عدد الرءوس النووية المحملة والجاهزة للاطلاق إلي 0551 رأسا لكل من روسيا وأمريكا، وخفض عدد الوسائل الحاملة لهذه الرءوس من صواريخ أرض أرض عابرة للقارات، والصواريخ الاستراتيجية التي تطلق من الغواصات، والقاذفات الاستراتيجية »الطائرات« إلي 007 وحدة. لكن الاتفاقية نصت علي خفض ولم تنص علي تدمير باقي الرءوس النووية غير المجهزة للاطلاق لحظيا ولا وسائل نقلها وإطلاقها. أي أن الترسانة النووية في البلدين ستظل كما هي، وستبقي في المخازن الروسية والأمريكية 91 ألف رأس نووي، غير ال0013 رأس المحملة علي الصواريخ وفي القاذفات الحربية الاستراتيجية. والجاهزة للانطلاق بضغطة زر! اتفاقية براغ مليئة بالثغرات، كما يري الخبراء في اتحاد العلماء الأمريكيين الذي انشأه صناع أول قنبلة نووية، فمثلا إذا كانت هناك قاعدة جوية بها 001 رأس نووي وقاذفة استراتيجية واحدة من طراز »بي 25« قادرة علي حمل 22 من الرءوس النووية، فسوف يتم النظر علي أن القاعدة بها 22 سلاحا نوويا فقط! الأكثر من ذلك أن المعاهدة لم تقترب أصلا من الصواريخ طويلة أو متوسطة المدي الجاهزة للاطلاق لحظيا ولا من الرءوس النووية المحملة عليها، وعددها 0502 لدي روسيا و005 لدي الولايات المتحدة! حتي لو كانت المعاهدة الجديدة تقضي بأن يدمر البلدان كل مخزونهما النووي ويحتفظان بثلاثة آلاف ومائة رأس نووي، فإن هذه الرءوس قادرة علي تدمير العالم 3 مرات.. ومرة واحدة تكفي! مازلنا نذكر شجاعة الرئيس أوباما عندما اعترف انه لا يستحق جائزة نوبل التي فاز بها في العام الماضي، لكنه هذه المرة يستحق ومعه الرئيس ميدفيديف »مناصفة« جائزة أوسكار أحسن ممثل!