للمرة الثانية خلال 6 أشهر مني العرب بلطمة قاسية من الاتحاد البرلماني الدولي حينما رفض خلال اجتماعاته في بانكوك الأسبوع الماضي اقتراح المجموعة العربية بادراج الانتهاكات الاسرائيلية للمقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس والاراضي المحتلة كبند إضافي علي جدول اعماله مفضلا اقتراح كوبا بمناقشة الزلازل التي تعرضت لها هاييتي وتشيلي. فطبقا للقواعد التي تنظم عمل الاتحاد البرلماني لا يجوز مناقشة أكثر من بند اضافي واحد ولذلك تجري المفاضلة بين الاقتراحات المعروضة عن طريق التصويت. ما حدث في بانكوك صورة طبق الأصل لما حدث في آحر مؤتمر للاتحاد بجنيف في اكتوبر الماضي حينما رفض الاقتراح العربي بمناقشة الأوضاع في الأراضي المحتلة مفضلا اقتراح اوغندا بمناقشة قضية التصحر في افريقيا. د. مصطفي السعيد رئيس وفد مصر في مؤتمر بانكوك علق علي نتيجة التصويت بقوله »علي العرب أن يعيدوا حساباتهم بعد ما أصبحوا لا وزن لهم«.. فما الذي حدث للعرب.. ولماذا تراجع دورهم وتأثيرهم في الاتحاد البرلماني الدولي الي هذا الحد؟ سألت د. فتحي سرور رئيس مجلس الشعب والذي تولي رئاسة الاتحاد البرلماني الدولي عام 4991 ولمدة 3 سنوات كان للقضية الفلسطينية فيها الصدارة في مناقشات الاتحاد واهتماماته. قال د سرور »للأسف الشديد بعض البرلمانيين العرب يخلطون ما بين الوطنية والدبلوماسية فيطرحون موضوعات للنقاش فجأة وبغير تنسيق مسبق مع الوفود الأخري أو موضوعات سبق طرحها من قبل وصدرت فيها قرارات لصالح العرب فتكون النتيجة هي رفض ما طرحوه.. وأهم الدروس المستفادة من ذلك ان نعد أمورنا جيدا قبل طرحها دوليا.. وأن نكثف من الاتصالات باصدقائنا والا نعتبر الصداقة قضية مسلمة لا تحتاج الي اتصالات. وأضاف د. سرور »لقد فقدنا تأييد الأفارقة في بعض الاحيان نتيجة أننا اعتبرنا تأييدهم لنا قضية مسلمة دون ان نبذل جهدا في ذلك فسبقنا غيرنا في الاتصال بهم وتحقيق مصالحهم«. وثاني الدروس المستفادة -والكلام مازال للدكتور سرور- أن أي قضية تتطلب تجديدا في كيفية الطرح واختيار الوقت المناسب لطرحها وهو ما لم يحدث في بانكوك. بالاضافة الي ما ذكره د. سرور أعتقد أنه من العوامل التي أدت الي فشل العرب في طرح قضية المسجد الأقصي علي المؤتمر دخول ايران علي الخط واعلانها تبني الاقتراح العربي رغم ان المجموعة العربية طلبت منها الا تفعل ذلك.. لكنها تمسكت بموقفها ونسيت أن الغرب لا يميل لايران وأن أي قضية تتبناها تلقي رفضا ولهذا فمن الأفضل مستقبلا للقضايا العربية وحتي تلقي التأييد المطلوب الا يتبناها الا من يملكون تأثيرا دوليا وليس من يملكون تأثيرا عقائديا.. فالتأثير العقائدي المنغلق داخل الأبواب يأتي دائما بنتائج عكسية. آخر كلام غاب د. سرور عن مؤتمر بانكوك.. وربما لو حضر لاستطاع باتصالاته القوية وعلاقاته الوثيقة برؤساء برلمانات العالم أن يغير نتيجة التصويت.