لم يعرفوا انهم سيقعون فريسة لعمليات ارهابية اتسمت بالخسة والدناءة والغدر ولم يدركوا انهم سيعشون عاجزين عن استكمال واجبهم الوطني في حماية تراب مصر.. جلس بجانبهم ذوويهم يندبون حظ ابنائهم الذين شاء لهم القدر ان تسيل دمائهم علي ارض وطنهم في سبيل حماية الاف البشر من الاعمال التخريبية التي استهدفت امنهم وسلامتهم طيلة الايام الماضية حتي الحادث الارهابي المشين الذي وقع اول امس بمديرية امن الدقهلية ونتج عنه استشهاد 31 واصابة 431 والذين تم نقلهم الي مستشفيات المنصورة لتلقي الاسعافات الاولية في محاولة لانقاذ حياتهم وللقضاء علي عجزهم الذي سببته لهم شظايا الانفجار اللئيم . انتقلت الاخبار الي مستشفيات المنصورة التي تم نقل المصابين اليها والتي اصبح المشهد بها واحداً هو تحول ساحة المستشفي الي ما اشبه بملحمة تلاحم فيها جميع الاطباء بمختلف فئاتهم العمرية الكل نسي منصبه وتساوت الرؤوس والهدف واحد هو انقاذ ضحايا الحادث الارهابي وبداخل الغرف انتشر الجنود غارقين في دمائهم علي اسرة العنبر يصارعون الموت تارة والاصابة تارة اخري وكان من بين مصابي الواجب الوطني هو المجند عامر محمد احمد والذي افترش احد الاسرة المتواجدة بالغرفة رقم 505 غارقا في دمائه لم نستطع تحديد ملامحه الا بصعوبة بالغة ووبعد ان اقتربنا منه ظهر علي وجهه معالم العملية الارهابية التي اطاحت بمستقبله وسببت له عاهة مستديمة لا ذنب له في اصابته بها سوي انه كان مرابطا بمديرية الامن لتوفير الامان لاهالي المنصورة وبمجرد ان رآنا كان الحياة عادت له من جديد وبدء يتحدث عن لحظات الالم والرعب وبصوت مكتوم يخرج كالسهام الغاضبة الناقمة علي الاعمال الارهابية قال انه كان متواجدا في حوالي الساعة الحادية عشرة مساءا وقت الحادث داخل المديرية في فترة خدمته وفوجيء بصوت الانفجار وعلي الفور فقد الوعي من قوته وقال لم ادرك شيئا الا بعد ان نقلني احد المتواجدين الي المستشفي وعندما استعدت وعيي اكتشفت اني مصاب بعاهة مستديمة سوف تعيش معي ما تبقي لي من عمر ومصاب بجرح قطعي في الرأس وكدمات بالقدمين. ووسط صرخات والدته التي هزت قلوب المتواجدين داخل عنابر المصابين ودموعها التي اغرقت ارضية المستشفي حزنا علي اصابة ابنها وضياع مستقبله جلس محمد صلاح عبد الله 29 عاما يروي تفاصيل تعرضه لبطش العملية الارهابية انه صاحب أحد المحال التجارية المتواجدة بشارع العباس المجاور لمديرية الامن قال انه فوجئ بانفجار هائل يهز المديرية وتطايرت شظاياه وهشمت الواجهات الزجاجية لمحلي واصابتني ولم اشعر بنفسي الا وأنا في المستشفي. ووسط حالة من الانهيار رقد احمد ابراهيم باحدي الغرف مكتفا بالشاش الطبي الذي تحول من اللون الابيض الي قطعة حمراء مصدوما من ما رأه في الحادث مفكرا متي يعود الي مخبزه للعمل مرة اخري.