إن أهم ما سوف تسفر عنه انتخابات 0102 هو عدم تواجد ممثلي جماعة الاخوان المحظورة -الذين خاضوا الانتخابات مستقلين - الوقائع تشير إلي اختفاء الصورة التي كان عليها مجلس الشعب السابق. ومهما بلغ الحديث من مغالاة في تناول خروقات في عمليات الادلاء بالأصوات فإن ما حدث يستوجب دراسة مستفيضة ومتعمقة لكل ما احاط بالمرحلة السياسية التي قادت الي نتائج انتخابات 5002 ومرحلة ما بعدها حتي اجراء انتخابات 0102. ليس خافيا بأي حال ان الجماعة المحظورة وممثليهم كانوا قد استعدوا لانتخابات 5002 ومهدوا للحصول علي أكبر عدد من المقاعد من خلال عمليات تكثيف تواصلهم مع الناس وتصعيد مستوي الخدمات التي يقدمونها لهم. كانت محصلة ذلك استحواذهم علي 88 مقعدا في هذا المجلس. في نفس الوقت لابد من الاقرار بأن اجهزة الحزب الوطني والاحزاب الاخري اهملت تواجدها الشعبي. من ناحية أخري فقد كان هناك سوء اختيار للعناصر التي خاضت انتخابات 5002 هذه السلوكيات كان لها اثر كبير في النجاح الذي حققته الجماعة المحظورة في هذه الانتخابات. ولا يمكن في هذا المجال اغفال عنصر الاستهانة التي واجهت بها أجهزة الحزب الوطني والاحزاب الاخري خاصة في محافظات بعينها التواجد الاخواني بين الجماهير. من جانب اخر فإن احدا لا يمكنه ان ينكر ان حالة الجذب التي احدثها شعار »الاسلام هو الحل« الذي استند الي الميول الدينية عند المصريين بشكل عام. كما لا يمكن في نفس الوقت إغفال عامل غياب التوعية بأهمية الفصل بين الدين والسياسة. وفي وسط المعاناة التي واجهت جماهير الشعب في حياتهم المعيشية في مرحلة ما بعد مجلس شعب انتخابات 5002.. ركز نواب المحظورة تعاملاتهم النيابية علي القضايا التي لا علاقة لها بمشاكل المواطن. ادي ذلك الي خيبة امل عند الكثيرين ممن ايدوهم بأصواتهم في الانتخابات. كما كان للقيود والسلبيات التي احاطت بالامكانات المتاحة لتقديم الخدمات من خلال الموقع النيابي تأثير كبير في اكتشاف الناس عدم القدرة علي مساعدتهم. ولقد كان المواقف السياسية الخارجية المضادة للمصالح الوطنية والتي تبناها نواب المحظورة داخل المجلس وفي بعض وسائل الاعلام دافعا الي اثارة الشكوك حول توجهات الجماعة والانفضاض عن تأييدها. وتدخل ضمن العوامل السلبية أيضا تلك الخلافات التي نشبت بين قيادات الجماعة. كل هذه التطورات كانت عاملا مؤثرا في ضعف تماسكها وفقدانها لقوة اقناع المؤيدين لاهدافها وهو ما ساهم في انخفاض معدلات الثقة بها في الشارع السياسي. يأتي علي قمة مواقف المحظورة السياسية السلبية .. الإصرار علي دعم وتأييد جماعة حماس المنشقة باعتبار انها احدي روافدها رغم ما أصبح معروفا عن إرتباطها بالدولة الايرانية التي تناصب المصالح المصرية والعربية العداء . هذه الاستراتيجية الايدلوجية تشير الي ان الجماعة تفضل مصالحها الشخصية.. علي المصالح الوطنية والقومية. هذا هو حال الجماعة المحظورة التي خاضت به انتخابات 0102 والتي فقدت فيها كل ما كسبته في انتخابات 5002. إن مايجب الاشارة إليه ايضا هو ان اختفاء التمثيل المشرف للاحزاب المدنية الاخري والتي تجسدت في نتائج الانتخابات فإن المؤكد أن هذا الموضوع يعد نقطة ضعف في مجلس الشعب القادم وبالتالي العملية الديمقراطية برمتها. كم أرجو ان تكون هناك ابحاث امينة ومحايدة حول هذه الظاهرة وأهمية معالجة اسبابها وبما يضمن توفير مقومات اثراء التجربة الديمقراطية . من الضروري أن تكون هناك ابحاث ودراسات وتحركات يشارك فيها حزب الاغلبية من موقع القوة.. تتسم بالتقدير السياسي وتستهدف تحديد متطلبات ضمان التمثيل المشرف لقوي المعارضة باعتبارها جزءا اساسيا من النظام السياسي وهو أمر يتوافق وتطلعات جموع الشعب. جلال دويدار [email protected]