حالة من الترقب تسيطر علي المشهد في ميدان التحرير اليوم في الذكري الثانية لاحداث محمد محمود التي سقط خلالها عشرات الشهداء ومئات المصابين.. ويأتي مصدر القلق تخوفا من تكرار احداث الذكري الاولي التي بدأت بمظاهرات وهتافات وتحولت الي احداث دموية شهدت سقوط المزيد من الضحايا. ارتفعت الأصوات للمطالبة بالقصاص دون تحويل احياء الذكري الثانية الي احداث دموية جديدة.. وقد قامت قوات الجيش بأخلاء مداخل ومخارج الميدان وفتح الشوارع المؤدية اليه امام حركة السيارات والمارة لمنح المشاركين في احياء ذكري محمد محمود حرية التحرك وعادت المدرعات الي شارع المتحف المصري لتأمين المتظاهرين .. كما ابتعدت قوات الشرطة عن الميدان ومحيطه ..وشهد شارع محمد محمود تشديدا أمنيا خاصا بوضع حواجز واسلاك شائكة وزيادة عدد مدرعات الجيش التي تتمركز داخل الشارع المؤدي الي وزارة الداخلية والذي شهد الكثير من الاشتباكات في الماضي قبل عودة الثقة بين الشعب والشرطة.. وعقب وضع د. حازم الببلاوي حجر الاساس للنصب التذكاري للشهداء بالتحرير أمس تواجد عشرات المواطنين بالميدان للدعوة الي استمرار جسر الثقة بين الشعب والشرطة والوقوف في وجه مخططات التنظيم الدولي لجماعة الاخوان ومحاولة تسلل عناصرها الي ميدان التحرير بين المتظاهرين خلال احياء ذكري احداث محمد محمود اليوم وتحويلها الي اشتباكات مع قوات الأمن لتشويه مساعي الثوار بالتظاهر السلمي ومطالبهم العادلة بالقصاص للشهداء.. ورحب المتواجدون في التحرير بقرار القوي الثورية بالانسحاب من التحرير في حالة وقوع اي اشتباكات. وداخل الجزيرة الوسطي للميدان جلس أبو الثوار الذي حضر لمشاركة المواطنين أمس في الاستعدادات لاحياء الذكري الثانية لمحمد محمود ووضع بجانبه لافته كتب عليها " مصر محتاجه ميزان للعدل ودين في القلب وشعب لايخاف ونلم الشمل" وطالب المشاركين في احياء الذكري بالالتزام بالسلمية وعدم التعرض لقوات الأمن أو الممتلكات العامة أو الخاصة حتي لانخسر ماحققناه منذ 30 يونيه والتحام الشعب مع الشرطة والجيش.. وفضل أبو الثوار البقاء منفردا داخل الحديقة الوسطي بعيدا عن تجمعات المواطنين ممسكا بمواد قانونيه كمقترحه الخاص للجنة اعداد الدستور وانشعل بتعديلات بها تمهيدا حسب قوله تقديمها الي لجنة الخمسين خلال الفترة القادمة. واثناء تواجد عشرات المواطنين لالتقاط الصور حول حجر اساس النصب التذكاري للشهداء حلقت طائرة تابعة للشرطة فوق ميدان التحرير علي مستوي قريب جدا وسط تصفيق المتواجدين لبث روح الطمأنينة أن احياء ذكري محمد محمود سوف تكون سلمية ولن يحدث اعتداء من طرف علي الاخر وقامت الطائرة بالدوران حول الميدان عدة مرات ثم ابتعدت سريعا. كما تواجد عدد من شباب الشعراء أمس في ميدان التحرير ووقفوا بجوار النصب التذكاري للشهداء يرددون الابيات الشعرية الحماسية تحيه لارواح الشهداء والمصابين ومن بينهم محمد زهران الذي جاء من محافظة اسيوط للمشاركة في الذكري مرددا أبيات " صعبان عليه يامصر اللي بيحصل فيكي.. ونفسي اشيل فأس وازرع اراضيكي.. وادخل كل مصنع في شوارعك وحواريكي..بعد ماجانا الاخوان يخلصوا علي اللي باقي فيكي.. عايزين حاكم يعرف يحكمنا بالمعروف وفي 30 يونيه خلصنا من هم الظروف واللي مش مصدق ييجي ويشوف". وفي نفس السياق قام أمس عدد من نشطاء حركة جابر جيكا الذي استشهد في الذكري الماضية لمحمد محمود ببناء منصة ليشهد اليوم مشاركتهم في الذكري وذلك بالقرب من قصر عابدين ومن المنتظر ان يشهد مسيرة اليوم من منزل أسرة جيكا بعابدين وحتي المنصة التي اقاموها وسوف تستمر طوال اليوم للمشاركة في فعاليات احياء الذكري.