المصائب التي تصيب الإنسان في نفسه أو في أسرته أو في مجتمعه ليست شرا محضا يوجب الفزع دائما هي اختبار للايمان وابتلاء في الصبر تنقي بها الأبدان وتطهر النفوس. ولا يوجد شخص في هذه الدنيا مهما كان وفي أي موقع حل لم تصبه مصيبة صغيرة أو كبيرة يتجرع ألمها ولكن وقع المصيبة علي المؤمن أخف ألما من وقعها علي غيره لان ايمانه وحسن توكله علي ربه يخفف هذا الوقع وقد جعل الله سبحانه كلمات الاسترجاع وهي قول المصاب: انا لله وإنا إليه راجعون ملجأ وملاذا لذوي المصائب ومن بركتها الفرج القريب قالت أم سلمة رضي الله عنها: سمعت الرسول »صلي الله عليه وسلم« يقول: ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله به إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها إلا أخلف الله خيرا منها فلما مات أبوسلمة قلت: أي المسلمين خير من أبي سلمة أول بيت هاجر إلي الرسول فأخلف الله علي برسول الله »صلي الله عليه وسلم«. وحتي تكون المصيبة نافعة ودافعة للإنسان عليه ان يراجع نفسه ويحاسبها علي أعمالها وما ورد فيها من أمور تجعل من يتابعها يود أن تزداد المصيبة عنده لكي يزداد من الصبر والدعاء لله فتخف المصيبة ويشعر بلذة المناجاة، وعلي الصابر علي المصائب ان يعلم انها تمنع من الفخر والتكبر وان كل مصيبة تأتيه فإنما هي بإذن الله يقول الرسول »صلي الله عليه وسلم«: واعلم ان الأمة لو اجتمعت علي ان ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وان اجتمعوا علي ان يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف.