الأعمال الساخرة من أكثر الأعمال جاذبية لجماهير المشاهدين سواء في المسرح أو السينما أو التليفزيون، وهي في نفس الوقت من أكثر الأعمال صعوبة في التأليف أو الأداء. هذه الجاذبية ترتب علي من يتصدي لهذه النوعية مسئولية اجتماعية، فعليهما (المؤلف والمؤدي) أن يتعاملا بميزان بالغ الحساسية حتي لا تنزلق السخرية أو الفكاهة من منطقة السخرية والفكاهة الراقية التي تكشف عيوب المجتمع أو الأفراد فتحفز المشاهد علي الابتعاد عن هذه السلوكيات المعيبة، فتقع في شرك الاسفاف الذي يثير في المشاهد الغرائز الدنيا ويقدم هذا الاسفاف في اطار فكاهي يدفع المشاهد لاستحسان هذا الاسفاف بدلا من اثارة اشمئزازه ونفوره. هذه المعاني كلها صاحبتني وأنا أشاهد الحلقة المذاعة يوم الجمعة الماضي من برنامج »البرنامج« وقد أصابني الغثيان وأنا أتابع احدي الفقرات التي تقدم مشهدا لباسم يوسف وهو يخاطب هاتفيا رجلا يقوم بدور امرأة، والحديث في معظمه مليء بالايحاءات الجنسية الفجة. لقد حقق باسم يوسف نجاحات واضحة آمل أن يحافظ عليها بالحرص علي أن يواصل سخرياته النقدية علي أن يتوخي الحذر فلا يغريه تصفيق الجمهور الصاخب للايحاءات الجنسية الفجة، بل يحرص علي الابتعاد عن هذا الأسلوب الذي يدفع نسبة كبيرة من الجمهور المحترم الذي يتابعه لمقاطعة برنامجه حتي لا تخدش مشاعرهم ومشاعر أسرهم الايحاءات الجنسية الرخيصة فهذه نقطة سوداء في الثوب الأبيض أرجو أن ينظفها باسم يوسف.