المراقب للموقف الأمريكي تجاه مصر. يلاحظ انه كان ومازال متأثرا باعتبارات المصلحة. وهذا صحيح بلاريب. فبعد التهديدات والوعيد بقطع المساعدات عقب عزل الرئيس السابق. عاد أوباما ليؤكد امام الجمعية العامة للامم المتحدة. التزام ادارته بالتعاون مع الحكومة المصرية المؤقتة. وتقديم الدعم لمصر امام المؤسسات المانحة للحصول علي القروض اللازمة لتنفيذ خارطة الطريق. هذه التصريحات المتناقضة. تأتي في اطار المواقف التي تتورط فيها الادارة الامريكية وتدل علي الارتباك العجيب الذي يسود هذه الادارة خلال الفترة الاخيرة. هذا التناقض جعل المصريين أنفسهم في حيرة. لانهم لم يجدوا في مواقف امريكا موقفا واحدا اساسيا أو نهائيا. وانما وجدوا انفصاما ما بين القول والعمل.. لانها متأثرة باعتبارات المصلحة وبالتالي فهي مشبوهة. كمال ان الوعود بالتعاون وتقديم المساعدات القائمة علي المصالح انما هي وعود وهمية ولا تتعدي بأن تكون كذر الرماد في العيون.. وهو الامر الذي أدي الي اصابة المصريين بخيبة الامل تجاه هذه السياسة. بل أصبحت امزجتهم عصية امام خداع الالفاظ ذات الطابع السياسي والتصريحات ذات الاساليب الاحتيالية من أجل المصالح. وعلي أية حال فان من الخطأ الاعتقاد بأن تصريحات اوباما. أو مسئولي ادارته. يمكن ان تعود بالنفوذ الامريكي الباحث عن المصالح في مصر الي سابق عهده. لان هذا السلوك المنكب علي المصالح قد بلغ من السوء حدا. اجبر كل المصريين علي بغضه وادانته.. ولا يمكن لاحد منهم ان يؤيده.